'رقيقة كـآزهار الساكورا'

183 11 30
                                    

جلس منتظراً على الكرسي في تلك الحديقة الكبيرة تحت شجرة الدراق التي تتساقط بتلات ازهارها مع هبات الهواء.
نظر من حوله ليتأكد أنه اختار اليوم المناسب،
الجو المناسب، الوقت المناسب، المكان المناسب، وحتى ثيابه مناسبة لرؤيتها.
نظر مرة أخرى لثيابه، بنطال الجينز ومعه قميصه الابيض ويرتدي فوقهما سترة قطنية سوداء طويلة تصل لركبته مقصداً عدم عقد ازرارها.

ولـ المرة المئة وخمسة نظر لـتلك الوردة الحمراء بين يديه وابتسم يخفي توتره وهو يتخيل رد فعلها لرؤيته.

مدّ يده نحو جيبه ليرفع هاتفه الذي اهتز معلناً وصول رسالة لبريده.

"نامجون_آه اين انت؟

أنا جالس تحت أكبر شجرة، أين أنتِ؟

أنا لا أزال عند الباب الرئيسي لـ الحديقة انت في البقعة الثانية سآتي حالاً

لا، أبقِ حيث أنت، دقائق وسأكون عندكِ."

بقيت ثابتة بمكانها لاتدري ماتفعل، التوتر يثبتها وهي متشبثة به دون علمها، ستراه الآن ولـ أول مرة بعد سنة كاملة، سنة كاملة بعد أن تعرف عليها من مواقع التواصل الاجتماعي.
بقي كلاهما يحادثان بعضهما لسنة كاملة من خلف تلك الشاشات الصغيرة بين يديهما.
سنة كاملة من التعارف والاهتمام، الغيرة والغزل، الحب والسهر.

"هل سيكون أجمل من تلك الصور التي كان يرسلها؟ هل سيكون لطيفاً كما هو بالمحادثات؟ هل سأحسن التصرف بجواره؟ هل سيعرفني فور رؤيته لي؟"
اسئلة واسئلة واسئلة كانت تدور برأسها الذي يتلفت بحثاً عنه عكس جسدها المتجمد بمكانه

لمحت من بعيد شاب بشعر اشقر قصير الاطراف وغامق الفروة بلون بني فاتح.

اقترب منها موجهاً تلك الوردة الحمراء ناحيتها "قطتي!" عيناه اللتان تلمعان عشقاً لم تتغلب على لمعان عينيها لرؤيته أمامها أخيراً ولاول مرة حلمها تحقق، قفزت معانقة إياه محاوطة رقبته بـذراعيها، بحروف هامسة ضعيفة وراجفة اثر السعادة همست قرب أذنه "نامجون_آه أخيراً أنت هنا، ممسكة بك واشعر بأنفاسك"
بادلها العناق بقوة تعتصرها وتثير كل مابها لـ الجنون.
لاتريد الابتعاد، يراودها خوف باختفاءه يراودها خوف من كون رؤيته مجرد حلم جميل وانتهى،
تخاف له أن يتبخر فجأة.

لهذا هي بقيت تحاوطه اطول فترة ممكنة،
عانقته وكأنها تعانق لأول مرة ولـ آخر مرة، همست وكأنها تهمس لأول مرة ولـ آخر مرة، استنشقت عطره لتولد من جديد ولن يحيها أو يميتها شيءٌ غير عبيره.

مَشاهد Where stories live. Discover now