خَبَر غير مُتَوَقع↩

253 21 59
                                    

جالسة متربعة على الأريكة، تتوسط عرشها، تنتظر زوجها الذي لم يبق شيء على عودته لـ المنزل
تريد زف الخبر المفرح له، ليحتفلا كلاهما.. او يمكنها الان القول ثلاثتهم.

دقت الساعة السابعة مساءً، مفتاحٌ أُدير داخل قفل الباب ليفتح ويدخل رَجُلُها بموعده تماماً..
دلف المنزل بعد أن حيّا زوجته بابتسامه عذبة، توجه لـ المطبخ المفتوح نوعاً ما على الصالة حيث تقف زوجته وتنظر اليه.
ملأ لنفسه كوب ماء ليرتشفه بينما زوجته تتمتم بكلمات يسمعها بوضوح "يونغي عزيزي لدي خبر سيفرحك كثيراً"

ملأ كأساً آخر وهو يومأ لها بالتكلم "عزيزي أنت ستصبح أباً، أنا حامل" ابتسامة شقت وجهها تزامناً مع جملتها الاخيرة.

وضع حبة السكر كأس الماء الفارغ ومن دون أي تعبير عن السعادة التي توقعتها زوجته، اقترب من الباب الخارجي الذي مالبث أن دخل منه.. فتحه على وسعه بحيث دخلت الاضواء التي تنير الممر الخارجي لتشكل مساحة من الارض بقرب الباب داخل المنزل المعتم قليلاً.

"اخرجي، اخرجي من منزلي الآن"
لم ينظر لها فقط حاول تجنبها وتجنب النظر نحوها، يشير بيده نحو الخارج
"ما بالك يونغي؟ تطرد زوجتك أم ابنك في هذا الوقت ودون مبرر؟"

بحركة صغيرة انسيابية اغلق الباب بقوة تدب الرعب بالنفس،
خطى بعيداً عن الباب مقترباً منها بنظرة أسد لا مبالِ يراقب فريسته.

كان قريباً منها جداً، هي بضع السنتيميترات التي تفصل جسديهما وكأنه ترك ذاك المجال ليمر الهواء بينهما عله يخفف حرارة جسديهما، او جسده هو فقط.

رفع يده بكل هدوء، غلل اصابعه بين خصلات شعرها الطويل، نظرته الباردة لم تمحى عن محياه بعد، اقترب منها وهو يحكم اغلاق يده على شعرها الحريري حتى بدأت تتألم من قبضته القوية.

شفاهه تلامس اذنها "هل انتِ هكذا دائماً؟ تكذبين وتصدقين كذبتكِ؟"
بدأت تتنفس ببصعوبة وكأنها تحبس دموعها من النزول.
"انا عقيم، ولا انجب الاطفال" تفوه بجملته الاخيرة وابتعد عنها بسرعة، متجهاً لـ الأريكة الكبيرة الباردة بينما هي كانت عيناها تجحظ من مكانهما ودموعها تتساقط من غير وعي منها

جثت على ركبتيها باكية تجهش فـ خطتها بأخفاء خيانتها كُشفت وبكل سهولة.

"امامك ثلاث دقائق فقط لتخرجي من منزلي، عودي لذاك السافل والد طفلك" قال هذا وهو لايغير مجال نظره عن التلفاز المطفئ بشاشته الكاحلة السواد.

بقيت جالسة على الارضية من خشب الباركيه الفاخر ذا اللون الرمادي تجمع شتات كذبتها التي فُضِحَت، تبكي وتتنهد، تبكي وتتكسر، تندم وتتمنى ، تَغُص وتتقوقع.

"ان انتهت الثلاث دقائق وانتِ لم تخرجي بعد لن تعيشي لتنجبي اطفالاً تعلمينهم الخيانة" لايزال يتأمل الشاشة السوداء بكل تركيز وبرود.
"لكن يونغي.. أنا.."
"أخرجي" قاطعها بصوت عالٍ يخرق الآذان، صرخ بكل قوة، زئر فهو لم يعد يحتمل الهدوء، ذاك البركان بداخله تفجر بحمم ساخنة ملتهبة لاتعرف الرفق.

وقفت بالكاد وهي تبكي سحبت قدميها فهي لاتقوى على رفعهما، اقتربت من الباب الخارجي، مسكت قبضة الباب بصعوبة فهي بنظرها تهتز ومشوشة بسبب الدموع المتراكمة بعينيها..

فتحت الباب وهمت الخروج، هي لاتملك حلاً آخر، لا تستطيع البقاء لانها تعرف مصيرها ان انتهت الثلاث دقائق
"ترقبي اوراق الطلاق خلال الايام القادمة" لم يتعب نفسه بالنظر لها فقط اسمعها مايريد ولاتزال الشاشة السوداء صديقة انظاره.

لم تستطع ان تجيبه او حتى تومأ له بأن رسالته وصلت لها فقط خرجت واغلقت الباب وراءها وهي تستمر بالبكاء.

بقي حبة السكر وحيداً بمنزله الفخم، نهض من أريكته الفاخرة واقترب من التلفاز الغالي الثمن من ماركة سوني النسخة الجديدة الصدور.
امسكها باصابعه النحيلة واردها بها ارضاً وهو يصرخ، روحه تصرخ، عينيه تأن ألماً، روحه تهتز،و قلبه ثمل رغم سلامة عقله..
روحه في شِرك الخيانة علقت، تصرخ تطلب النجاة، لكن من سينقذها بعد ان غرقت!

قلبه في كفن ابيض، و روحه تلقي كلماتها الاخيرة..
مسكين حبة السكر كيف سيحيا بجروح نازفة واشواك خائنة و اوراق مسممة؟

لو كان القلب اقل نزيفاً..
لو كان الجرح اقل عمقاً..
لو كان الحب أكثر تقديراً..
ولو انها اختارت غير تلك الكذبة.

اتجه بخطاه المترنحة، وقلبه الثمل لغرفة نومه، بعد ان حطم غرفة المعيشة وقام بكسر كل قطعة تحتويها ونثر صرخاته في زواياها،
يحيطه الظلام وغبارها عالق بالهواء لا يستطيع التنفس، لايريد تلويث رئته بخيانتها.

توسط سريره، يبكي ويلتف على نفسه ضاماً ساقيه لصدره، مخبأ وجهه وعينيه الدامعتين تحت غطاءه الطاهر.. بعيداً عن رمادها الملوث السافل.

☆◇◇◇☆

مسكين شقشقاه 💔

اسفة اذا المشهد خالي من الرومنسية وعكس ماتوقعتوه 💊

رأيكن؟

المهم المشهد الجاي عن مارك توان من جاتسفن
وكمان مو رومانسي
مدري الرومانص مو ضارب عمخي هالفترة

حبكن 🍇🍫🌺

مَشاهد Where stories live. Discover now