ظننتُ أن يومي سيء✘

261 14 55
                                    

يسير في الطرقات عائداً لمنزله،  وعلى غير العادة كعب حذاءه الاسود اللامع يحف الارضية الوسخة، وبـِ لِسانه يلعن حظة السيء هذا اليوم.
لم يكن ليسلك هذا الطريق ابداً لولا ذاك العطل الذي طرأ على سيارته فجأة لتتوقف عن العمل.

يخطو محاولاً تناسي العتمة من حوله في هذه الازقة المخيفة،
سمع صوت أنين، وشهقات خرساء تصدر من احدى المضيقات بين الابنية العالية.

فضوله وطبيعة عمله تحتمان عليه اكتشاف مصدر الصوت، اقترب اكثر ليجد صندوق قمامة كبيرة الحجم بلون غير معروف بسبب تراكم الفضلات والقاذورات عليها.

لكنه يقسم ان هناك صوتاً يصدر من الارجاء، حاول التركيز مع الصوت عله يعلم مصدره بالتحديد، فقد كان ضعيفاً
اقترب أكثر لـ يجدد فتاة مكورة على نفسها تجلس عارية تماماً خلف صندوق القمامة الكبير ذاك تحاول تغطية ماتستطيع من جسدها الذي لا ثياب عليه.

"أوه يا الهي" قالها بسرعة بعد ان لمح شكل الفتاة المأساوي وهو يبعد ناظريه عنها خجلاً وشفقة.
خلع سترته المموهة بألوان عسكرية الطويلة واراد تغطية جسدها العاري، لكن حالما اقتربت يداه ناحيتها انتفضت الشابة وبدأت بالبكاء تتوسله ان يبتعد عنها فقد لاقت مايكفي.
"لابأس لن أؤذيك،ارتدِ سترتي، صغيرتي هل أنتِ قادرة على الوقوف؟"
سألها وهو ينتظر منها ان تخبره بأي شيء يستطيع به مساعدتها بعد ان غطى مايستطيع معطفه اخفاءه من جسدها الصغير.
لكنها بدل ان تجيب وقفت بسرعة وبحركة اسرع ارتدت المعطف الطويل واغلقته، وعادت لتتكور على نفسها كما كانت.

"صغيرتي، تعالي معي سأخذك لمركز الشرطة يجب ان نعرف ماذا حصل معك كي استطيع مساعدتك"
نفت برأسها عدة مرات والخوف مسيطر عليها بشكل ظاهر.
"المحقق مارك توان، أنا هنا لمساعدتك لاداعي لـ الخوف" قال يطمئنها وهو يبحث بملابسه "تذكرت!، شارتي في الجيب الداخلي لـ المعطف، لكن لا بأس تعالي معي"

مد يده برفق ناحيتها محاولاً اخراجها وابعادها عن هذا المكان السيء.
لامست اطراف اصابعه النحيلة البيضاء بأطراف اصابعها، ساعدها على النهوض وهو يمدها بكلمات تطرد الخوف عنها.

وصل بها لمركز الشرطة الذي يعمل به لساعات طوال، ادخلها غرفة منعزلة لاتحوي سوى منضدة بالمنتصف ومقعدين على اطراف المنضدة.
جلست على أحد المقاعد بعد ان اعطاها كوب ماء، و طمأنها أنه سيعود بعد قليل.

في تلك اللحظة التي اغلق بها الباب رفعت الفتاة يديها الراعشتان وهي تنظر لهم بعينين دامعتين لتبدأ دموعها بالنزول وبغزارة، كشلالات في غابات الامازون، رفعت يديها المرتعشتان لتغطي وجهها المهتز اثر البكاء الشديد.

طرق الباب بعد عدة دقائق لم يتوقف خلالها بكاء تلك الفتاة، ولم تهدأ من حدته حتى.
دخل رجل بهالة رجولية باردة يرتدي سترة بيضاء، بالاضافة لذاك المحقق توان.

مَشاهد Where stories live. Discover now