▪ الأبد لهما ▪

173 13 56
                                    

نظر لعينيها المتفجرتان اثر الحماس "هل انتِ مستعدة؟ أم انكِ خائفة؟ لأنني مستعد"
اشاحت نظرها عن تلك المسافة الشاسعة لتنظر له وتجيب "لم آتي إلى هنا لأخاف، هيا بنا أنا مستعدة" احاط جسدها بيديه رغم تلك المعدات حولهما، امسكت به بدورها مشدِدَة الاحكام على قميصه.
قام بالعد حتى ثلاثة، ازاح قدمه عن ذاك الجسر ليرميها في الفراغ، بينما الاخرى كانت قد بدأت بالصراخ منذ تلك اللحظة التي بدأ جسديهما يهويان اسفل ذاك الجسر العال.

صوتها لم يتوقف بل تغلله ضحكة نابعة من قلبها تدل على سعادتها الشديدة، ليشاركها ضحكتها بصوته السعيد وهو يصرخ بأعلاه "أحبك يا فتاة"
رغم انها تحتضنه بالفعل الا انها شددت حصاره بقبضتها "وأنا أحبك ايضاً".

بقي جسدهما يسقط كـ شهاب لامع وسط سماء ليلية معتمة، ليقف قبل ملامسة ثيابهما لماء النهر تحتهما.
انتفض جسدهما ليرتد نحو الاعلى ثم يعاود السقوط للاسفل وكأنهما احدى النوابض بمخبر الفيزياء.

توقف صراخها لتكمل ضحكتها السعيدة المتحدة مع ضحكته،
من يراهما من بعيد يعلم انهما وُجِدا ليضحكا سوياً وليعانقان بعضهما والابد لم يخلق إلى لهما.

لم يأخذ فك تلك الحبال والادوات منهما وقتاً، بخطوات مرتعشة أثر السعادة، محاوطة ساعده بكلتا يديها وعلوّ ضحكتها يطرق الغيوم آكملا المسير.
"أتعلم أنها أول مرة أجرب القفز بالحبل، وسعيدة أن أول مرة لي هي معك أنت"

توقف هو عن المسير مستديراً ناحيتها ممسكاً خديها بيديه الاثنتين، انفه ملامس لـطرف انفها ينظر لعينها شديدة العمق "هي مرتي الاولى أيضاً، وأنا أشد سعادة أنكِ معي"
اقترب اكثر ليسرق شفتاها منها قبل ان تتحدث بهما، هي كطفل صغير يعطي مالديه لمن يحب.
سرق الاثنان من القدر قبلة وسط الطريق الطويل المليء بأشجار الدراق واشجار السرو العالية التي تخبئهما من القدر.

اقدامهما الراقصة فرحاً قادتهما لمطعم شعبي متواضع ذا تصميم خشبي مستوحى من صميم الغابات الكثيفة، حجزا طاولة لهما ليتناولا وجبتهما الأولى لهذا النهار الذي يصنف ضمن خانة الايام السعيدة.

بينما كانت هي مشغولة بـ إلتهام طعامها كان ذا العينين الضيقتين يركز نظره عليها وابتسامة وجهه لن تستطيع محوها أي قوة،
"هل تعرفين طبيب ماهر؟" قال يخاطبها وهو لم يرمش حتى، اوقفت طعامها مخاطبة اياه
"جيبوم هل انت مريض؟ لمَ قد تحتاج لطبيب!" عيناها جحظت من مكانها بسبب خوفها، تخاف ان يصيبه مكروه، تخاف عليه من الهواء المحيط به.
"أجل أنا مريض بسببك أنت" نطق هو بكل برود وهو يناظر تعابير وجهها التيي بدأت تأخذ منحى حزين
"بسببي أنا؟ لماذا؟ هل ازعجك لهذا الحد؟" بالكاد اخرجت احرفها دون اي دموع لـتبدو الرجفة بصوتها واضحة
"أنا اشتاق لك حتى عندما تكونين أمامي.. أعتقد أنني مريض بك"

نظرت لـ الطاولة بقرب طبقها لتمسك ذاك المنديل وترميه بوجه حبيبها المريض بها "يااااا، لاتمزح هكذا مرة اخرى" نبرتها كانت حادة لكنها بدأت بالابتسام بسبب ضحته التي علت شيئاً فشيئاً.
"لكنني اتكلم بجدية" قال ذا العيون الضيقة مصراً على كلامه
"كيف تشتاق لي وانا هنا؟ لا تألف كلاماً لانك لست شاعراً، كيف لك ان تشتاق لي ونحن سوياً منذ البارحة" بكل سهولة قامت بدفن غزله تحت التراب
"لماذا تحبين تحطيم شاعريتي وابداعي؟ سأشرح لك، أنتِ الان تأكلين، وانا هنا مشتاق لمعانقتك بين ذراعيّ، انتِ لن تتركِ طعامك فقط لتلبية رغبتي بالمعانقة، لأبقى أنا المشتاق هنا"

"انا لن اترك طعامي، ابق أنت مشتاق وجائع" بسرعة قالت لتخرج له طرف لسانها مغيظةً اياه، بينما ابتسامته لم تمحى حدودها من وجهه.

ارفع رأسك وانظر إلى السماء سترى سرب طيور مهاجرة كلها مجتمعة عدا اثنين، ينتميان للسرب لكنهما متأخران قليلاً..
ليسا مريضان بل عاشقان، ينتظر احدهما الاخر الذي يتأخر ليبتعد عن البقية عمداً.
يعلم ان الاول سـ ينتظره لذلك يتأخر لينفرد به وبيقى معه ويكون له.

هكذا كان جيبوم وصغيرته المدلله.. وسط جموع الناس في الاحتفال الشعبي. منزويان بعيداً حيث انهما وحدهما في تلك البقعة ينتظران الالعاب النارية التي ستطلق بعد دقيقتين.
"يااا هذا يكفي أعطني ذاك الدب سأرميه بعيداً" قال بحنق مشيراً لـ الدمية المحشوة التي بين يديها
"هل حقاً تشعر بالغيرة من هذا؟ أنظر كم هو لطيف!" شددت يديها على الدب وهي تمنحه أدفئ عناق قد يهبه صدرها.

"بالطبع أغار، انظري كيف تحتضنيه بدلاً مني" قال مصنعاً الحزن عاكفاً شفتيه مقترباً منها.
"لكن أنت من اهديتني ايها قبل قليل، سـ يبقى معي ولن اسمح لك برميه"
انهت احرفها تزامناً مع انطلاق ذاك الصوت المرافق للالوان المضيئة في السماء السوداء..
نظر الاثنان نحو ذاك الضوء البعيد الذي رافقة آخر وآخر.
حاوط كتفها بذراعه يقربها ناحيته وهي ترخي جسدها فوقه مبتسمة تسجل كل لحظة بذاكرتها طويلة الامد.

☆ ◇ ◇ ◇ ☆

قصير ادري
بس ماعرفت اكتب اكتر من هيك اعتذر 💔
بتمنا تحبوه

+

مستغربة من حالي كتبت شي ومحدا مات او مافي حدا حزين🌚
المشهد مافيه ايي حزن
سفقوا لي 👏👏

مَشاهد Kde žijí příběhy. Začni objevovat