رَخيصة

464 27 45
                                    

داخل الحفلة الصاخبة اعترض طريقها ليقف امامها متعمداً اغاظتها "انظروا من هنا، الفتاة الرخيصة"
"انا لست رخيصة، ارجوك صُن لسانك"
"عندما تبيع الفتاة نفسها، ماذا يطلق عليها؟"
ارادت وبشدة صفعه على وجهه لكنها تمالكت نفسها واكتفت بالشد على قبضتها..

فُتِحَ فمها لتجيبه برد يلسع له بدنه لكنه وبسرعة اغلق لها فمها بسبابته بطريقة مستفزة وبنظرة باردة اجاب عوضاً عنها "يطلق عليها رخيصة" لم يبعد نظرته الحقيرة عنها وابتسم ابتسامة جانبية تدل على نصره بهذه الجولة.

لم تحتمل ماحصل ولاتريد لـ المصائب أن تنهال عليها وسط الحفل.
قلبها تحطم اثر كلامه الحاد، تركت الحفل ومحتفليه لتركض بعيداً خلف صالة الاحتفال حيث لن يراها أحد وهي ضعيفة.
ضعيفة تذرف الدموع الآن بعد ان كانت تفيض مرحاً وسعادة منذ دقيقة.

لكن رغم محاولتها الجاهدة اربعة عيون وقعت عليها، ادرك الاثنان على الفور انها تبكي وانها تحطمت وتم قصفها وتدميرها.
تبعها الكبير و الأوسم، بينما ذهب الصغير بالاتجاه المعاكس.

جثى على تلك العتبة بقربها، بدأ يربت على كتفها بلطف شديد..
هي شعرت بوجوده منذ الوهلة الأولى لكنها لم تهرب او تمنعه من التقدم، ربما لأنها ارادت شخصاً لخفف عنها ويربت على كتفها، كما يفعل هو بالذات.

"هل انا رخيصة" سألته وهي بالكاد تجمع الحروف لترشدها لمخارجها، شهقاتها كانت تخرج بعد كل حرفين..
ضعيفة جداً، محطمة جداً، حزينة جداً ومكبلة.

"لست كذلك ياصغيرة، أنتِ أثمن فتاة عرفتها"
ردَ على سؤالها، رغم انها قد لاتكون ثمينة لهذا الحد، لكنها وبالتأكيد ليست رخيصة.
"هل أخبِرُكِ بـ سر؟" اضاف لكلامه السابق وهو لا يزال يربت على كتفها علها تخفف حدة بكائها.

"احياناً اتمنى أن أحظى بـ فتاة مثلك، تحبني كما تحبين، تحترمني وتهتم بي كما تهتمين، تسأل عني وتخاف عليّ كما تفعلين"
سره هذا ليس صغيراً أبداً، هذا الذي تفوه به يظهر ضعفه الشديد.. ضعفه هذا اشد من ضعفها..
ربما هو اراده هكذا، ارادها ان تشعر بضعفه لتدرك مدى قوتها.

اوقفت بكائها وبدأت بمسح وجهها قليلاً، نهضت بسرعة وكأنما قام احد بكهربةِ مؤخرتها "هوسوك، لايجب ان يراني هكذا، لا يجب ان يعلم اني بَكَيّت، جين ارجوك لاتخبره بشيء، انا سأذهب لاغسل وجهي واعدل تجميله"

اومأ لها الشاب الذي يكبرها بخمسة اعوام، لتبتعد بسرعة كأنها قامت بتشغيل صواريخ بقدميها.

مالبث شبحها ان اختفى عن الانظار لـ يخرج شاب من مكان الحفل ويتجه نحو صديقة الجالس على العتبة ويبدو وحيداً.
"هيونغ، اخبرني جونغكوك انها كانت مع ذاك السافل. اين..."
لم يستطع اكمال سؤاله لان الهيونغ خاصته قاطع سؤاله "كانت تجلس هنا وتبكي بحرقة شديدة، ذهبت لـ دورة المياه لتغسل وجهها"

اجاب الكبير على سؤال صديقه ليتركه ويعود لذاك الحفل الصاخب ويكمل مشروبه السكري.

انصاع الشاب النحيل لاوامر قلبه التي قادته نحو دورة المياه.. لم يستطع الدخول فهي مخصصة لـ الفتيات فقط.

لحظات حتى خرجت فتاة تدندن نغمات اغنية غير مفهومة كلماتها بصوتها الثخين الغير مستقر الذي يدل على انها ثملة وبأقصى درجة.

بقي واقفاً ينتظر تلك الباكية، و لِـ حَظِه هو لم ينتظر طويلاً، خرجت الفتاة التي ينتظرها بعد ان غسلت وجهها وحَسَّنت تبرجها، تفاجأت لوجوده هنا ينتظرها، لم تستطع ان تنظر نحوه بقيت تنظر لـ الاسفل وذقنها ملاصق لصدرها.

اقترب هوسوك من فتاته ومن دون أي كلمة قام باحتضانها ، فقط قام باحتضانها..
رفعت يداها ببطئ وامسكت بقميصه من ناحيه خصره وشددت قبضتها لتدخل بدوامة بكاء جديدة
هو الآخر كان يربت على رأسها ويدفعه نحو صدره، رغم ان رأسها و وجهها بالفعل مغموران بصدره لكنه مايزال يدفعها برفق علها بالخطأ تدخل قلبه ليغلق عليها وتصبح ملكاً له، وله فقط.

صوتها لم يعد يخرج وحبالها الصوتية تعبت من شدة البكاء، رفع لها رأسها وبدأ يمسح خدها، اقتربت شفتاه من خدها ليرسم قبلة طويلة دامت ثوانٍ لا بأس بها.
"اذهبِ وانتظريني امام السيارة سأحضر معطفي والحق بك"
امره خرج من شفاهه لتنصاع هي له وهي تبتعد ومقصدها سيارته، استدار هو ليعود الى الحفل،.. لكن احقاً هو سيحضر معطفه فقط؟

خطاه ثابتة وعينيه تبعثان شرارة حارقة هدفه امامه، انتبه الشاب الاخر لاقترابه فوقف بثبات امامه.
رفع هوسوك قبضته وبكل ما أوتيَ من قوة قام بلكم ذاك الذي يسميه "السافل" لكمة قوية على وجهه أودت به ارضاً.

لم يكتفِ هوسوك بلكمة واحدة فصوت بكاء فتاته ثمنه أغلى من مجرد لكمة..
ما إن استعاد الاخر توازنه حتى تلقى لكمة اخرى..
جميع الانظار كانت نحوهما وكأنهما المغناطيس داخل برادة الحديد.
"حذرتك من قبل أن تدعها وشأنها، لكنك غبي أحمق.. ايها السافل اللعين"

تركه مرمياً على الارض كقطعة اثاث بالية لم يعد يحتاجها..
اتجه لخارج الحفل نحو كراج السيارات حيث تنتظره بهدوء،
تقدم نحوها وهو مبتسم ابتسامته الباعثة لـ الامل وكأنه لم يفعل شيئاً سوى انه احضر معطفه.

"تفضلي يا أميرتي" فتح لها باب السيارة وهو يشير لها بالدخول و وجهه المبتسم يلخص سعادة الكون.

ركب بقربها خلف المقود ليتجه بها نحو منزله ليكملا حفلتهما الخاصة وحدهما.

☆◇◇◇☆

بس هيك🙈🌺
اعتقد انكن تخربطتو عقولة مين السافل وليش رخيصة!

انا بنفسي مابعرف مين وليش بس حبيت مشهد ان دافع عنها وحماها بدون ماتنتبهلو

عكل حال هيك رح يكونو كل للي حـ انشرهن
مو مرتبطين ببعض، مجرد مشاهد حلوة
ممكن تصير مع الكل *تقريباً*

رأيكن؟ حبيتو؟ كمل انشر متل هيك؟

مَشاهد Where stories live. Discover now