Chapter 14-2

50 5 0
                                    

                ***********
إستيقظت صباحاً على رائحة القهوة, نهضتُ بكسل فقد أمضينا ليلةً طويلة إحتفلنا فيها بعيد ميلاد زوجتي, تناولت قهوتها المميزة وخرجت للعمل..
لست أدري لمَ أشعر بشئ سئ سيحدث!! لقد فعلت كل شئ اعتدت عليه.. لا أعرف مالخطأُ إلى الان!
مرّ روتين العمل بشكلٍ طبيعي, زارني ياسر وقال أنه سيخبرني بأمرٍ ما.. تبعته للخارج, أمضى ثوانٍ صامتة ثم قال:
*ماهي أخبارك عمر؟*
*أفضل مما تتخيل!*
*ألا تعانيان أية مشاكل؟*
*مطلقاً. *
*لمَ لا تكون صريحاً؟؟*
*أخبرني ما تريد! ليس لديّ وقتٌ كما ترى!*
*حسناً, أنت تعلم أنني الوحيد الذي يعلم سبب سفرك! كنتَ تظن أنها ستختارني لذا أردت أن تبعدني عن الساحة!!*
*لا جديد في كلامك!! أنت من يقول هذا دوماً وهذا ليس السبب طبعاً!*
*أخبرني إذاً لم ذهبت حيث عائلتي؟* قال بصراخ!!
*لا شأن لك!! أمورٌ خاصة..*
*لا بأس, لا يهمني على كلٍ!! صحيح أنها إختارتك لكنك لن تكمل معها بسعادة!! كم مرّ من الوقت وأنتما متزوجان؟؟ سنتان؟ ثلات؟؟ لا يهم فهي لم تحبل وأنت ستملّ لا محالة!! ستأخذ غيرها, ستشتاق لأطفالك!!*
وضعت يديّ في جيبي وأردت الدخول:
*هل أخبرك أحدهم أن أحاديثك كأحاديث الفتيات؟ عموماً سأعيد كلامي آخر مرة, لا شأن لك, هذه أمورنا الخاصة!*
دخلت وتركته يتمتم, لقد وتّرني هذا الطفيلي.. أظنني سأحتاج إلى كوب آخر من القهوة!! لا أكترث سواء أنجبتْ أطفالاً أم لا!! لن أتخلّى عنها أبداً, كل ماقاله ذاك الطفيلي مجرّد عبث!! لقد سافرت فقط لأجل أن أكمل دراستي, أردت أن أتفوّق في مجالي, وحتى أتحصل على شئ جيد أقابل به وجهها!! لقد فعلت, بقيت هناك ثلات سنوات وعدت!! لم أجد أن الموضوع حُسم, فقررت أن أشتغل على نفسي بقوة!! رجعت إلى الكد والتعب وتعدد الأعمال, لكني قدرت في النهاية, لقد بدأت ببناء منزلنا وقريباً سننتهي, صحيح أن الإيجار يخنقنا لكننا نتعاون.. كانت أمل تشتغل على الإنترنت كثيراً, إشتغلت المحاماة, وباعت أصناف الحلوى لأقاربنا كذلك, طرّزت فساتين الاطفال أيضاً..
كنا نتعاون حقاً, وأنا أحب هذا, لقد كوّنا منزلنا بأيدينا, وهذا كفيلٌ بجعلي أتشبّث بها أكثر..

حسن, إنتهى دوامي والآن موعد العودة!! لقد عاد الشعور السئ, لكن لم يلبث أن تلاشى بعدما وصلتني رسالتها التي تقول فيها:
* أنت لي ينبوع هواء, غصن كرزٍ مزهر..*
لقد إعتادت أن ترسلَ لي قبل بدأ دوامي وأثناء عودتي للمنزل, فأراحتني برسالتها هذه جداً..
رددت لها برسالة, لقد أثر فيّ كلام الطفيلي وأيضاً هذا الشعور, خفت أن يحصل شئ ولا أخبرها بكلامي هذا.. فبعثت لها بأني لست نادماً على أي شئ!
انطلقت بالسيارة, وكان كل شئ منظماً!! إقتربت من مكان منزلنا كثيراً. تنهدت بارتياح, ثم ضُربت من الخلف فاصطدمت بصندوق الكهرباء..
لا أعلم مالذي حصل, كسر زجاج السيارة تقريباً ولم أذكر شيئاً بعدها, لقد غبت عن الوعي وعندما أفقت لم ألتفت لجراحي وكسر ساقي!
أردت أن أُطمأنها, فتحدثت إلى صديقي في العمل:
*إهدأ يا صاح, لقد تحدثت معها تواً, أخبرتها أننا سننتظر ماذا يقول الطبيب..*
في تلك اللحظة! أردت أن أخنقه, أقتله ربما!! إخفاءه عن الوجود فقط!!
صحت في وجهه:
*خذني إلى المنزل حالاً!! لا تناقشني, فقط خذني إلى هناك!!*
فعل المعتوه ذلك ورحل.. دخلت المنزل وأنا خائف كثيراً, فتحت الباب وصارت عيناي تبحث عن أثر لها, كانت تجلس على الأرض ووجهها مغطىً بالدموع وتضع يداً على جبهتها والأخرى على رقبتها.. جزعت عندما رأتني, لست أعلم كيف وصلت إليّ, باتت تمشي بخطواتٍ متعبةٍ نحوي, لم تلبث هذه الخطوات حتى أصبحت سريعةً جداً, ظننت لوهلةٍ أنها طارت!
لقد بكت بقوة, لكني كنت مصدوماً كيف أنها مشت الان, أخبرتها بذلك فنظرت إليّ لوهلة.. ثم سرحتْ في المسافة التي قطعتها!

خريف | AutumnWhere stories live. Discover now