Chapter 9-2

40 6 3
                                    

               ************
لقد أخبرتني أماني أنها تود البدأ في دراستها الجامعية, فطلبت مني القيام بما يلزم لتبدأ أمل, وافقت وأخذت أوراقها.. لم يكن ينقصها الكثير, لذا نجحت مع بعض التعب وأنزلت لها ما ظننت أنها قادرة عليه..
في تلك الفترة آلمني أن أراهم ينظرون نحوها بشفقة وعبوس, آلمني حقاً.. لذا قررت أن أجمع بعض المال لأساعدها في إجراء العملية الخطرة.. كنت أود الإعتناء بها عن قرب, لكنني أكد ليل نهار فكلّفت ياسر بذلك.. كنت أشتري لها بعض الروايات, فتقرأها بأيامٍ قليلة!! أشتري أدويتها أيضاً وبعض إحتياجاتها التي آخذ أماني لتشتريها فأدفع أنا.
لكني لم أظهر أمامها, بل ياسر.. أنا أكلفه بذلك لانشغالي الكبير.
أمد له الأكياس من الباب وأقول:
*أوصلها لأمل* ثم أغادر.. حفظ ابن عمي ذلك حتى بات يقول عندما أرمي له الأكياس:
*سأوصلها لأمل*
قالت إسراء لي مرة أن أمل غالية عليها, لكن الاعتناء بها متعبٌ وممل!.
بحركة لا إرادية صرخت في وجهها ورميت ماكان بيدي على الأرض بقوة, لقد كان مفتاح سيارتي, لذا اضطررت للبحث عن النسخة الإحتياطية..
المهم في الموضوع أني قلت لإسراء أن تغرب عن وجهي وصرت ألعنها دون أن أدري, لقد قالت ذلك مع أنها لا تفعل شيئاً! كل العبء على أماني!!
هنا تنفستُ الصعداء! ماذا تقول أماني عن أمل؟ أماني تشبهني كثيراً لذا أظن أنها تشعر بما أشعر به!
أنا لا أُحسُّ بأن أمل عبء عليّ, أنا أستمتع بذلك! وإن كان مُتعباً لكني أفعل وأنا راضٍ جداً عما أفعل.. أنا آسفٌ عوضاً عن إسراء, أثق بأنها جعلتكِ تظنين ذلك..

كنت أذهب صباحاً إلى عملي المعتاد, فأحياناً أُقلّك وأحياناً أبي أو ياسر, لكني كنت أعود بك من الكلية لأن وقتك يصادف وقت إنتهاء عملي الأول.. لقد كان الصمت يسود كلَّ الطريق, قد أسألك قليلاً عن الأحوال والدراسة, لكنك لا تتحدثين بالكثرة التي تشجعني على الكلام..
نعود فنتناول الغذاء ثم أذهب لعملي الآخر حتى السادسة, ثم منه للعمل الأخير.. أعود للمنزل خائر القوى, لا أكاد أخلع حذائي..
كان مكان العمل الأول هو المطار, مشرف على صيانة الطائرات.. بعده أشتغل عند بائع لملابس الشباب, ثم أذهب لأغسل الصحون في مطعم قريب.. الوقت الذي أقضيه في كل عمل ليس بكثير لكنّ الأجر مجتمعاً منهم يعطيني أكثر من الواحد..
فهاهي قد مرّت تلك السنة الدراسية, وأنا أكاد أختنق لأنني لم أجد كيف أصارحك بأمر النقود!!

خريف | Autumnحيث تعيش القصص. اكتشف الآن