لنقل الوداع ||4

5.8K 397 161
                                    

تحت عمود الإضاءة يجلسان فوق كرسي
والصمت وحدة رفيقهما
لايجدان حديثا لفتحه أو جملة لنطقها

بين فترة وأخرى تعيد خصلاتها التي سقطت لتغطي وجهها لكنها تعاود السقوط
ولم تجد طريقة لمنعها كونها نسيت رباطها في الحقيبة

" أتريدين المساعدة؟"

نظرت ليونغي الذي أشار نحو شعرها ثم للرباط الذي توسط كفه لتقطب حاجبيها عن سبب تواجده معه

" أنا اربط شعري في بعض الأحيان حين أكتب فهوا يعيق رؤيتي "

زمت شفتيها لتومئ له فيقف من الكرسي يمسك خصلاتها السوداء والتي كانت ناعمة كالحرير بين أصابعه

كان تركيزه نحو ربط خصلاتها لدرجة أنه لم يدرك أنه يقطب حاجبية كما لو أنه عالم يحل معضلة ما
وبعد عدة محاولات فاشلة تمكن من ربطه ليصفق لنفسه

" شكرا "

أردفت بصوت خجول تنحني بهدوء
ثم عاد الصمت ليكون رفيقهما
ليخطر على باله سؤال
لكنه تردد لثواني قبل طرحه

" إذا_كنت أفكر_بشأن قصتك"

كفه كانت تعبث بعنقه وأعينه تلوح هنا وهناك
بينما يرفع ساقه وينزلها عدة مرات دليل على توتره

إبتسمت بهدوء ثم حدقت بالألعاب أمامهما
لتبدء سرد قصتها

" أبي كان محققا خاصا....وفي أحد الأيام وكلت له مهمة...لكنه لم يعد منها وفي ذلك الوقت أمي كانت...حاملا بي إنتظرت والدي كثيرا ولوقت طويل...وفي أحد الأيام وصلتها رسالة قائلة أنه مات...كان الوضع صعبا على والدتي...كنت حينها في الثالثة من العمر...لكنني بدئت أعتمد على نفسي كثيرا...تدهورت حالتها الصحية وأصبح جسدها هزيلا...لذا أنا تصرفت كفتات راشدة وبدئت بطهي الطعام بنفسي بعد أن أصبحت في التاسعة...وبعد فترة تحسنت حالتها...لذا بدئت العمل...في تلك الفترة كانت حياتي مختلفة...إمتلكت العديد من الأصدقاء وحضيت بأوقات رائعة...ثم في يوم ما أخبرتني أنها تريد الزواج قالت إنه لمصلحتي...في البداية كان رجلا طيبا أحضر لي العديد من الهدايا "

صمتت لفترة حين إسترجعت تلك الذكريات
شدت إغلاقها لجفنيها بعد أن تدفقت اللحضات
تنهدت بعمق تستجمع شجاعتها وتحدق للسماء

" لكن بعد الزواج...أصبح غريبا...حين تكون والدتي في الخارج_ي_يطرق باب غرفتي...ويجلب لي العديد من الملابس القصيرة...يلمسني بطريقة قذرة في معظم الأوقات...لكن عندما بلغت الخامسة عشر "

 M.YG متنمري ينقذني (قيد التعديل)Where stories live. Discover now