حفرتي السوداء وضوئي الصغير ||1

11.3K 508 109
                                    


فتحت عينيها السوداء
وببطئ حدقت حولها

حفرة ضيقة ومظلمة إبتلعت جسدها
تشعر بروحها تسحب ببطئ
ترغب بالموت وترك حياتها
الإستسلام والصعود للأعلى

حضنت ساقيها لصدرها
وحدقت بقدميها العارية لفترة
فستان أبيض ينسدل على جسدها كما خصلاتها
أعينها خالية من الحياة

إستعدت للرحيل مبتسمة
لكن ضوءا ابيض باغت عزلتها
ويد ما إمتدت من تلك البؤرة تسحبها للأعلى

بعد عدة محاولات فاشلة تمكنت من فتح مقلتيها لمواجهة اليوم الجديد

نظرت حولها لثواني معدودة
ثم حدقت بالساعة المركونه أمام سريرها

" ليتني مت فقط"

تمتمت تزامنا مع ذلك الألم الذي إشتاح جسدها
وبالكاد تمكنت من الوقوف
بخطوات مترنحة إبتعدت تتخطى تلك الفوضى

جسدها الملون بالعلامات البنفسجية
وعيناها الميتة حمراء من البكاء
أمام مرآة الحمام نظرت لحالتها
وليتها تجرئت وأنهت حياتها

أغلقت الباب وسقطت على الأرضية تبكي بعنف
وتندب حظها كونها ولدت بهكذا حياة

توقفت حين سمعت صوت والدتها الحنون
وسارعت بالوقوف تجمع ملابسها الملقاة
وترتدي زيها المدرسي بينما تحرص على إخفاء تلك العلامات جيدا

ربطت خصلاتها ثم عاودت فتحها لتخفي العلامات
حملت حقيبتها ونزلت مسرعة

" روبى مالذي أخرك ؟"

أردفت والدتها مبتسمة تناولها قطعة خبز
لتسارع في تناولها

" أسفة أمي سهرت البارحة "

هزت والدتها رئسها على إبنتها لتحمل حقيبتها وتسحب طفلتها خلفها

" سنتأخر كلتانا إن لم تسرعي "

إرتدت حذائها ولحقت بوالدتها دون أن تتجرء على النظر لزوج والدتها الذي يحدق نحوها منذ نزلت

دخلت السيارة لتضع سماعاتها وتريح عينيها لبعض الوقت

" لدي إجتماع اليوم مع المدير لذا لن اتمكن من العودة معك وأيضا الإمتحانات قريبة لذا عليا البدء بكتابة الأسئلة"

توقفت عن النقر على هاتفها لثواني قبل أن تكمل لكن بأيدي تهتز خوفا

بمجرد أن وصلت للبوابة نزلت تسبق والدتها
ودون إنتظار دخلت صفها لتجلس على الكرسي
تتجاهل الأنظار التي تتجه نحوها

 M.YG متنمري ينقذني (قيد التعديل)Where stories live. Discover now