-في حالة وافقتي..اللوحة هتبقي في اوضة نومنا و محدش ليه حق يشوفها غيري انا و انتِ و اولادنا!

مازال الصمت يلجم صوتها, فقال باسما :

-في حالة موافقتيش فمفيش رسمة..بس انا عموما هسيبك تفكري و بعدين نكلم في الموضوع دة..يلا نأكل

ابتسمت ابتسامة صغيرة, و حركت رأسها بالموافقة, فقال مصطنعا التهذيب :

-بس فين حقي انا برسمك من بدري!

شعرت بالحرج و اعتقدت انه يقصد المال فتناولت حقيبتها الصغيرة تبحث عن مال بتركيز, اخرجت مائة و خمسون جنية و ناولته اليه لكنه اقبض علي معصم يدها و جذبها الي الحائط وقع المال من يدها, خفق قلبها من الفجأة و ارتبكت ملامحها الصغيرة, وقف امامها بعرض جسده و ضخامة جثته, ابتلع ريقه بمجرد ان حاصرها امامه, و سكت ناظرا لها, حاولت الخروج من الجانب الايمن فوضع كفه علي الحائط و مد ذراعه فحاصرت من الجانب الايمن, لتتوجه لجانب الايسر ففعل نفس فعلته الاولي, رفعت نظرها اليه بيأس لكن ما ان التهمت عينيها عينيه حتي شعرت ان البغض و الخوف تجردا من روحها و تبقي الاحساس الجذاب الذي يطفو عليها بمجرد الاقتراب منه, و استنشاق عطره الرجولي, صمتت ناظرة الي عينيه عن قرب, فشعرت بصغرها ملقتاة, انفرجت ابتسامة رقيقة فوق شفاهها, اطمئن انها لن تغدره و تركض, فتسلل بيده علي شعرها و مسح فوق شعرها القصير برقة, تراقصت انماله علي شعرها و زغزغت قفاها, فعجزت عن كبت ضحكة الدلال التي صدرت منها, و بذراعه الاخري حاصر خصرها و جذبه اليه في حنو, بسطت راحتيها علي صدره مستسلمة لهذا الاحساس الذي لم تشعر به من قبل, اقترب بوجهه ليأخذ القبلة الاولي من شفاهها البكرية, تلامست ذقنه بوجهه من شدة الاقتراب, تشوكت من شعر لحيته لتستفيق و تنتبه لما يحدث بها, تحول عامر الي ايهاب في انظارها, فانسحبت بيدها و تراجعت برأسها علي الخلف, قطب حاجبيه بتعجب, فأفلتت نفسها بسهولة من ذراعيه و خرجت عن حصاره الناعم, خاف ان تكون قد تضايقت كالعادة, لكنه اقترب منها في رقة و قبل ان يتكلم قالت مصطنعة المزاح و هي تدلك خدها الذي لامس لحيته :

-دقنك طويلة اوي ابقي احلق..

مسح بيده فوق ذقنه و تساءل باستخفاف :

-مش عجباكي؟

حركت رأسها نافية و قالت :

-توء..

-بس هي عزيزة عليا مستحيل احلقها..

فقالت ماكرة :

-اكيد وشك بيبي فيس و الدقن الي مدياكي رونق الراجل..

فنظر لها شرذا و سألها في ضيق :

-عرفتي منين..

فقالت ساخرة :

-مش محتاجة, و بعدين انت شكل اختك خالص و اختك وشها صغير..

وقف جوارها ملاصقا ذراعه بذراعها و قال :

مدمن قلبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن