الـجزء الـسّابع

94 5 1
                                    

... في صباح اليوم التالي ، .. رتّب الشاب أغراضه في حقيبة ، .. حملها ثم خرج .. ، لقد قرّر أن يقطع البحر ليجد عملا مناسبا يجعله يكسب فتاة أحلامه ..
..
.. انطلق في رحلته المؤدّية أولا إلى البحر ،.. ركب في القطار ..، و صورة تلك الفتاة لا تفارق مخيّلته طيلة الرّحلة ! ،.. كان جلّ تفكيره فيها ، يا له من مسكين ! ..
..
.. وصل أخيرا إلى منطقة ساحلية ، .. و فور نزوله من المطار ذهب ليسأل عن الرّحلات غير الشرعية إلى خارج البلاد عبر البحر .. ، أو ما تسمى بـ " قوارب النجاة أو الموت " ..
..
... و بعد بحث طويل ، .. وجد مجموعة من الشباب مثله ، .. عاقدين العزم على أن يقطعوا البحر لئلا تفرج أحوالهم و يعيشون في نعيم .. ، .. اتّفق معهم على السفر ، و أعطاهم المبلغ المطلوب ثم انتظر حتى يصل وقت الرحلة ..
..
... السّاعة تشير إلى الثالثة صباحا ،.. أي قبل بزوغ الفجر بقليل ، .. إحدى شباب القارب يطلق إشارة الانطلاق ،.. كلّ واحد منهم يلزم مكانه ،.. بما فيهم ذلك الشاب من القرية النّائية ..
..
.. انطلق القارب أخيرا ،.. و الكل يشعر بالخوف ، لأن جو الليلة غير مُطمئن ..، .. و لم يمرّ وقت طويل ، حتى حدث ما لم يكن بالحسبان ! .. ،
..
.. أمواج هائجة ، .. و عواصف ، و هاهو القارب يميل يمينا و شمالا ! . يآ إلهي ، .. سقط مجموعة من الشباب من القارب .. ، ! فليفعل أحد شيء ما .. ،!
..
.. لكن لا جدوى ، .. غرق الشباب الذين سقطوا ، أما بقيتهم فقد نجوا ، لأن العاصفة هدئت ، و انتهت الأمواج الآن ، .. و كأن البحر يحذّرك أيها الشاب !! .. لا تعد الكرّة أرجوك ! .. لقد أعطاك البحر فرصة أخيرة .. ، .. ستؤدي بنفسك إلى التهلكة لو استمريت في اتباع عاطفتك ! ..
..
.. في صباح اليوم التالي وصلت المجموعة إلى الشاطىء بخير ، .. نزلوا و هم في قمة السعادة ، لقد وصلوا أخيرا إلى وجهتهم سالمين ! ..، و هنا افترق الجميع و ذهب كلّ واحد منهم في طريقه ..
..
.. و هاهو الشاب المسكين ينطلق و يبدأ رحلة بحث جديدة ، عن عمل جيّد بمدخول يكفي حاجياته و لوازمه .. ، ليس من أجل نفسه ، بل فقط من أجل الظفر بمحبوبته التي أصبحت بعيدة كل البعد عنه حاليا ! ..

آنِـسَـتِـي الـجَـمِـيـلَـة Where stories live. Discover now