الـجزء الـثالث

150 7 1
                                    

... تذكّر أنه يملك خاتما يخص أمه الرّاحلة ..، آخر ما بقي له من ذكرى عزيزته المسكينة بعد ذلك العقد الملتف حول رقبته .. أخذه ، ثم ذهب لإيقاظ الفتاة .. ،
..
..و ما إن فتح باب الغرفة حتى وجدها تحمل حقيبتها لتخرج ..،
..
" مابك مسرِعة ؟ .. ، انتظري لحظة ! " ..
.. فأجابت : " .. يجب أن أذهب الآن ، لم يبق وقت كثير ليبدأ صفي .. " ..
.. " حسنا ، سأصطحبكِ معي ،.. هل بإمكاني ذلك ؟ .. ، "
.. " لا مانع لديّ ، إن كنت تريد ذلك بالطبع " ..
..
... خرج الشاب برفقة الفتاة ، و قلبه ينبض فرحا و سرورا .. واصلا المشي حتى وصلا لمحل بيع الفضة ، أخبرها أن تنتظره قليلا .. فدخل ليبيع خاتم أمه ثم عاد إليها .. أراد اصطحابها لمحل بيع الألبسة ، .. فرفضت ذلك في البداية ، لكنه أقنعها غصبا عنها ، فلم يكن لديها خيار سوى أن تختار بعض الملابس لترتديها ..
..
... أعطى الشاب لصاحب المحل كل نقوده ، و أخبره أن يتركها لتختار ما تريد ، حتّى و إن تجاوز سعرها قيمة النقود ، ووعده بإكمال الباقي في أقرب وقت ممكن ، .. و انتظر بالخارج ..
...
.. بعد مرور القليل من الوقت ، اندفع باب المحلّ ليخرج منه ملاك ، ... معطف قطني أحمر اللون ،.. خافت يتناسب و وجهها البريء ،.. فستان أبيض ناصع ، كبياض وجهها الجميل ،.. و قبعة بيضاء هي الأخرى ، تتدلّى منها شراشيف تخفي زرقة عينيها الساحرتين ،.. لقد كانت في أوج جمالها ، لقد كانت أجمل مخلوق على وجه المعمورة في نظر ذلك الشاب الذي تأكد أنه متيّم بها في هاته اللحظة ،..
..
.. أبقت الفتاة رأسها منخفضا دلالة على خجلها ، لكنّه تقدّم منها ، و رفع رأسها برويّة بإصبعه ، و نظر في عينيها ، قائلا " .. يآ إلهي ، ما أجملكِ ! ... " ..
..
... ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة خجولة ، ثم شكرته جزيلا ، و انطلقا نحو مقرّ دراستها .. حتى وصلا مع الوقت مباشرة ..
..
.. أعطاها حقيبتها ، ثم أخبرها أنه سيكون هنا بعد انتهاء صفها ، لاصطحابها للمنزل .. ، فوافقت على ذلك ثم انطلقت .. ، و بقي يراقبها و هي تختفي وسط ذلك الحشد الغفير من الناس ..
..
.. بعد أن اختفت عن ناظريه ، أمسك قلبه و رفع رأسه إلى السماء .. " يآ إلهي ، لقد وقعت في حبها ! ... أرجوك أن تجعل أمّي تسامحني لأنني بعت ذكراها الجميلة ، سامحيني يا أماه ! ،.. بالرغم من أنني لازلت أملك عقدك الجميل على رقبتي ، لازلتِ في بالي يا أمي الغالية .. " ثم انطلق إلى وجهة مجهولة ..

آنِـسَـتِـي الـجَـمِـيـلَـة Where stories live. Discover now