الـجزء الأوّل

368 10 3
                                    

... ظلام الليل الدامس ، برد قارس ، أمطار غزيرة ، رياح و عواصف تصارع الأشجار و كل ماهو واقف على الأرضية .. تلك هي معالم ذلك اليوم الغريب ، في تلك القرية النائية .. ،
..
.. كان ذلك الشاب البالغ من العمر 28 سنة متّكئا على سريره ، يبدو هادئًا كعادته ، يدخّن سيجارة و يرتشف قهوة باردة ، و ينظر إلى ذلك الطقس المخيف في الخارج من زجاج نافذة غرفته الصغيرة ،..
..
.. كان يفكّر في المجهول ، .. شيء لا يملك عنه أدنى فكرة ،، .. و بينما هو غارق في التأمل إلى الخارج و التفكير العميق حتى سمع أصواتا غريبة داخل رأسه ..، فجأة توقفت كلّها ليخرج منها صوت واحد ، .. " اخرج ، اتبعني .. " ..
..
.. كان ذلك الصوت يلحّ على الشاب للخروج من منزله في ذلك الجو المرعب ، استغرب من الصوت الصادر عن عقله في بداية الأمر ، لكنه سرعان ما انقاد نحوه ، .. نهض من سريره ، لبس معطفه و قبعته و خرج مسرعًا ..
..
.. ثم بدأ بالمشي ، نحو المجهول .. لا يملك أدنى فكرة عن وجهته ! .. فقط يتبع ذلك الصوت داخل عقله ، هذا كل ما يعلمه .. بالرغم من الأمطار الغزيرة و برودة الطقس و هيجان الرّياح ، إلا أنه كان متمسكا بمعطفه القطني الدّافىء بيد ، و بالأخرى يمسك قبّعته لئلا يأخذها الريح بعيدا .. و يتقدّم خطوة بخطوة ...
..
..
... هاهو الآن يدخل ممرّا ضيّقا ، .. و فجأة أحسّ بشيء ما يمسك قلبه ،.. شيء غريب يضيق له نفسه .. و كأن هناك شخصا عزيزا عليه على وشك احتضانه ،.. ذكّره ذلك الشعور بأمه الحنون ، .. لذلك لم يتردد في التقدّم و لو للحظة واحدة .. لقد كان شجاعا رغم ذلك .. أشعل سيجارة ، ثم همّ بالمشي ، حتّى اقترب من كوخ قديم ، تبدو عليه آثار الهشاشة .. و ينبع منه صوت خفيف جدّا ، بالكاد يستطيع سماعه ..
..
... انتظر لحظة ، قلبه يخفق بسرعة ، و عاد ضيق نفسه الذي أصابه قبل وهلة من الزمن .. يا إلهي ماهذا الشعور الغريب ! ..
..
.. تقدم مسرعا نحو الكوخ ، وقف أمامه متأمّلآ برهة من الزمن ، ثم راح يصيح .. " هل من أحد هنا ؟!! " ... " فليجبني أحدكم !!! " .. " مرحبااا ؟ " ...
..
... لكن ، لا شيء ، لا حياة لمن تنادي أيها الشاب ..
ما الأمر ؟ هل عقلي و قلبي يلعبان لعبة ضدي ؟ ..
..
.. هل يخدعانني ؟ أنا متأكد أن عقلي و إحساسي هما من أحضراني إلى هنا .. ! .. ، بقيت العديد من الأفكار تراوده ، حتّى قرر الدخول إلى الكوخ ، لأن حدسه لا يخطىء ..
...
... أطفىء الشاب سيجارته ثم دخل الكوخ .. أبعد الباب قليلا ليترك له مجال الرؤية .. ثم .... يا لها من مفاجأة !! يآ إلـٰهي ! ..

آنِـسَـتِـي الـجَـمِـيـلَـة Where stories live. Discover now