فقدان | ٤.

3K 132 78
                                    




كان الجو عاصف بالخارج أمطار كثيرة تتساقط على نوافذ المنزل الكبيرة ، لا يوجد أثر لأي طفل يلعب بالحديقة التي تطل عليها نافذة المطبخ .

كانت الجدة تجلس في غرفة المعيشة تدردش مع ابنتها سعديه بينما تقف جوانا وأختها نور في المطبخ يحاولن صنع القهوة التركية .. بعد محاولتين تكلمت جوانا.
"ما هذا يا نور ؟ ماهذه الشهيه ثم ماهذا الدماغ الذي سيحفظ كيف كان يعد عمي سلام القهوة التركية قبل سنين ؟ ".

امسكت نور بكلا يديها وضمتهما لبعضما وتوسع عيناها قليلًا لتقول راجية.
" جوانا لطفًا تذكري ".

تأففت جوانا وقالت بعدما اغراها وجه نور وابعدت وجهها.
" حسنًا ابتعدي لنحاول ".

أومئت نور وأخذت خطوتين للخلف ، تقف جوانا واضعة يد على خصرها والأخرى تحت فكها في محاولة للتذكر .
" اها .. انتظري لحظة أخرجي الحليب من الثَلاجة و .. و بعض السكر وعِلبة الشوكولاتة الذائبة ".

كانت نور تبحث عن الحليب .. حالما سمعت الشوكولاتة الذائبة استقامت ولكن ضرب رأسها حافة باب الثلاجة العلوية المفتوح تأوهت هي بألم واسقطت الحليب على الأرض وغرقت جوانا بنوبة ضحك قاطعها صوت ذو الفقار قائلًا.
" يا الله ما هذه الفوضى ؟ ".

مثل هو دور الغاضب .. توقفت جوانا عن الضحك ثم قالت.
" آه يا عمي .. فاتك الكثير ".

ارتخت ملامح وجهه وزرع ابتسامة استمتاع وألقى نظره على نور التي ما زالت تتأوه.
" ما الذي حدث ؟ ".

قهقهت جوانا قليلًا لتذكرها للموقف سردت له الموقف وانخر هو الاخر بالضحك.
" تعالا وساعداني ".

كانت تحاول إيجاد المنشفة لمسح الحليب التفتت لها جوانا وعلى ثغرها ابتسامة ساخرة.
" أنتِ من سببتِ هذه الفوضى لذا أنتِ من تنظفيها يا حُلوة ".
اخذت جوانا ذراع عمها واتجهوا لغرفة المعيشة أما نور فأخذت تشتم جوانا بغيض.

-

تجلس نور مع جوانا في غرفة المعيشة بعدما غادر ذو الفقار لعملٍ مهم والجدة عادت للنوم.
" كل شيء أصبح لا يُطاق حتى الهاتف ".

رمت هاتفها بعيدًا والتفتت لنور رأتها تكتب رِسالة بحماس لتقول ساخرة.
" على مهلكِ ستنكسر شاشة الهاتف ".

انزلت نور الهاتف عن عيناها وقالت.
" ما شأنك ؟ ثم لا توجد مُشكلة عزيزتي إذا كُسر سيشتري لي جاستن واحدًا جديدًا".

انهت كلامها ثم مدت لسانها لتغيظ جوانا.
" يا الله يا نور تعرفين كم أكره هذا الإنسان لما تأتين بسيرته الان على وجه الصباح ؟ دعيني استمتع بيومي ولو للحظة ".

my small cat | قطتي الصغيرةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora