Part 5

12.9K 430 31
                                    

(( جوري ... ))

انهيت المكالمة معك وانا مصدومة !.. سمعت صوتها انفاسك وانفاسها .. بل اقسم انني رأيتكما تتبادلان القبل !.. وضعت الهاتف على السرير امامي وسالت من عيني دمعة .. تبعتها الاخرى الى ان اصبحت دموعي غزيرة .. بدأت تدريجيا اصدق مافعلته بي واننا حقا قد انتهينا !!..
بدأت ابكي بصوت عالي .. سحبت الوسادة وضممتها لصدري وانا ابكي .. سمعت صوت طرق باب الغرفة .. لم اكترث لصوت الطرق لأن صوت بكائي كان اعلى .. فتحت الباب ودخلت امي الجديدة وهي تقول بقلق : حبيبتي شفيج .
جلست امامي وفتحت ذراعيها فرميت نفسي باحضانها ... احتجت لأن احتضن احد .. ولكن اشتقت اليه والى مواساتك لي .. اشتقتك لحنانك .. اشتقت لشخص بداخلك لم يعد موجودا ...
بدأت تهدأ من روعي وجلعتني استلقي اما هي فجلست بجانب تمسك بيدي وتقرأ القران ...
تذكرتك ...

اتذكر كنا نشاهد فيلم ( a walk to remember ) بدأت ابكي عندما كانت بطلة الفيلم مريضة ..
كنت اجلس في زاوية الاريكة سحبتني من ذراعي لتحتضنني قائلا : هبلة في وحدة تصيح عشان فلم .
- انت ماعندك احساس .
- ههههههه شدخل بس كله تمثيل .
استمريت بالبكاء ... ضممتني اكثر لصدرك وقلت : اشش اميرتي عيونج الحلوة مايليقلها الصياح .
بيدك بدأت تمسح دموعي .. قبلتك وقلت : الله ليحرمني منك .
- ولا منج ولا من هبلج .
- هههههههههههههه امداك خلينا شوية رومانسين .
- ههههه اي رومانسية وانتي هبلة جذي .
امسكت بالوسادة الصغيرة التي على الاريكة وضربتك بها .. ولكنك رميتها وبدأت وشديت وجنتيي قائلا : قولي اسفة .
- اووو .. اسفة وخر عابت .
ابعدت يدك فامسكت بوجنتي وقلت : عابتلك وجعتني .
اقتربت وقبلت وجنتي : فديت هالخدودة الدبة .

عدت من تلك الذكريات عندما قالت ام فاطمة لي : حبيبتي هديتي ؟.
ابتسمت بحزن وقلت : اي شكرا .
نهضت وقبلت جبيني : حياتي انا نفس امج لاتقولين جذي .
ليتني استطيع رؤية امي ... ليتني لو استطيع ضمها والبكاء على صدرها ..                











  ((  سارة ... ))

ككل يوم خرجت للحديقة كي اتناول الفطور في الحديقة وانا استمع لأغاني فيروز .. جلست على الكرسي وضغطت على جهاز التحكم بزر التشغيل فبدأ صوتها ينبعث والحان اغنيتها تطمأنني بأنك قريب من ياسامي ...
رن هاتفي فنظرت للمتصل في هذا الوقت !.. انها ام فاطمة ربما ستعاتبني عن عددم قدومي ...
اجبت : الو .
- صباح الخير سمو الاميرة .
- صباح النور هلا حبيبتي .
- عسا ماشر مانورتي الحفلة ؟.
- ماقدرت كنت تعبانة شوي .
- ماتشوفين شر .. بنتي جوري .. اقصد بنتي اليديدة بتموت وتشوفج وايد تحب وسندرتني عشان اكلمج .. اذا فاضية سموج نيي نزورج .
- اكيد حياكم فأي وقت الدار داركم .
- مشكورة الله يحيج .. ان شاء الله اليوم العصر نيي .
- حياكم انطركم .
انهيت المكالمة وانا ابتسم بسخرية !.. ابنتها ترغب برؤيتي .. برؤية الدمية الخشبية التي تجذب الانظار فقط وليس لها اي فائدة في هذه الحياة سوى انتظار الموت لتلتقي بحبيبها !...




(( جوري ... ))

متحمسة للغاية لأنني اخيرا سأراها ... لم ارها سوى في الصور .. لأول مرة سأقف امامها وجها لوجه .. ساسمع نبرة صوتها .. ستلامس يدي يدها .. فرحتي كفرحة الضمئان في الصحراء بعد ان وجد المياة ... وانا ايضا كنت ضمئانة لرؤيتك ...
اخيرا وصلنا الى قصرها .. عندما ترجلت انا وام فاطمة من السيارة رغما عني امسكت بيدها وانا اشعر بتوتر ..
ضحكت ام فاطمة وقالت : هههه شفيج مستحية ؟.
- أأ.. شوية .
- لاتستحين سمو الاميرة وايد متواضعة .
دخلنا للداخل حيث استقبلتنا مديرة المنزل وقادتنا للمجلس ... دخلنا حيث بدأت افرك يدي من شدة توتري ...
سمعت صوتها : حي الله من يانا .
رفعت بصري ورأيتها تقف عند مدخل غرفة الضيوف ... بدأت عيوني تمتلأ بالدموع وانا اراقب تفاصيلها ... مازالت جميلة ولكن ملامحها باردة رغم ابتسامتها .. مازالت انيقة ايضا .. لا اصدق انها تقف امامي .. اقتربت من ام فاطمة وصافحتها .. بعدها توقفت امامي وابتسمت قائلة : هلا فيج نورتي .
مدت يدها لتصافحني .. نظرت ليدها .. فجأة احتضنتها ولم اكترث لأي شئ .. توقفت هي ساكنة لا تتحرك .. حاوطت يداي خصرها لأول مرة اشعر بالامان .. اشعر براحة لم اشعر بها من قبل .. قالت ام فاطمة : هههههه شوفي شكثر تحبج سمو الاميرة .
ابتعدت عنها وتمالكت نفسي قلت بصوت مرتجف : أأ.. سفة .. قلت لامي اني جنت اتمنى اشوفج ومصدقت .
ضحكت وقالت : ههههه لا عادي حبيبتي .
جلست امامنا على الكرسي .. نظرت الي وقالت : انا احب اسم جوري .
قلت : ابوية جان يهدي امي دايما ورد الجوري علمود هيج سماني جوري .
ابتسمت وهي مرتبكة وكأنني بدأت اذكرها بأبي .. بلعت ريقها وقالت : لهجتج حلوة .
- شكرا سموج .
بدأت تتحدث مع ام فاطمة اما انا فأتفحصها .. نظرت ليدها حيث كانت ترتدي خاتم الزواج الذي يربطها بزوجها !..
سمعنا صوت عند باب المجلس نظرنا كان رجل .. ابتسم وقال : السلام عليكم .
اجبنا : عليكم السلام .
ام فاطمة : عليكم السلام سموك .
علمت انه زوجها .. سار باتجاهها قائلا : هلا حبيبتي شلونج ؟.
ابتسمت قائلة له : بخير حبيبي توك راد ؟.
- ايوة واشتقت لج .
- انا بعد .
بدأت انظر اليهما !.. هل من المعقول ان تكون امي قد نسيت ابي واحبت هذا الرجل !.. لا بل تقول له حبيبي بعد ان كانت تقولها لأبي !.. بهذه السهولة بنت حياة جديدة على دماء ابي !..
استأذنا انا وام فاطمة .. عندما مدت يدها لتودعني قلت لها : عادي اجي ازورج مرة ثانية ؟.. يعني مم .. اني ماعندي صديقات واحسج كلش قريبة من القلب .. أأأ .. سموج .
قالت : اكيد حياتي حياج فأي وقت .
غادرنا ورأسي مليئ بالتساؤولات !..
في الطريق قلت لأمي بالتبني : ماما ممكن اطلب منج طلب ؟.
- امري حياتي .
- ممكن تشوفيلي شغلة .. اريد اشتغل ملانة احس .
- تامرين من عيوني .. اهم شي تكونين مستانسة .
- اكيد بفضلج .
- انتي نفس بنتي لاتقولين جذي .



















(( بدر ... ))

اتصلت بي ام فاطمة واخبرتني انك ترغبين بالعمل وطلبتي منها ان تجد لك عمل ... اشعر ان ماتقومين به هو تعمد منك كي تثيري غضبي ان تنتقمين مني ...
نسيتي اننا قد تشاجرنا من قبل بسبب العمل ايضا ...
طلبت منك حينها ترك عملك في المطعم ولكنك قلتي لي : ماريد .
- ليش ان شاء الله ؟.
- لأن محتاجة هالشغل .
- محتاجته فشنو ؟.. الجامعة بتوفرلج كل شي .
- اوكي صح بس محتاجة اسوي شي بيومي ملانة وتعرفني ماعرف احد وانت كل اسبوعين يلا تجي .
قلت بصرامة : جوري بتهدين الشغل فاهمة .
اقتربتي مني وامسكتي بيدي قائلة : زين انت شلي مضوجك بالشغل ؟.
- مابيج تخدمين الناس .
- شنو اخدمهم بعدين الشغل موعيب .
حاولت ان احادثك بلغتك .. قربتك مني وضممتك لصدري قلت : ماحب اميرتي تشتغل .
بدأت رغبتك تضعف وقلتي : بس اني امل .
- سوي اشياء ثانية اشتركي فنادي فأي شي تستفادين منه واذا تبين انا ادورلج ع شي حلو حقج .
قلتي بخضوع : اوكي موافقة .
قبلتك وقلت : فديت الي تسمع الكلام .

عدت من ذكرياتي عندما وصلت لمنزل .. استقبلتني الخادمة واخبرتني ان لا احد في المنزل سواكي ... طلبت منها ان تناديك .. كنت اسير ذهابا وايابا في غرفة الضيوف وكلي غضب بسببك ...
دخلتي غرفة الضيوف كانت ملامحك باردة حتى لاتنظرين الي بل توجهين نظرك الى الارض ... قلتي : نعم سمو الامير .
قلت بغضب : تبين تشتغلين !.
- اي .
- كم مرة تكلمنا فهذا الموضوع ؟.
- ممم ماذكر حجينا بهالموضوع سموك .
قلت بغضب : تستهبلين !!.
- لا .
- مافي شغل فاهمة .
سرتي باتجاه الكرسي وجلستي قائلة : مفاهمة سموك شكو ضايج ؟.
- لأنه ماله داعي .
- اني اقرر اذا اكو داعي لولا .
صمت افكر قليلا ... بعدها توقفت امامك وقلت : طيب موافق تشتغلين بس تشتغلين عندي .
قلتي بدهشة : يمك !.
- ايوة بتكونين مساعدتي .. وبالمرة تقدرين تشوفين امج .
نهضتي وقلتي بفرح : بربك !.
- هههه بربي .
- اوكي .. أأ.. شكرا شوكت ابلش ؟.
- من بكرة .. بطلعلج بطاقة تصريح عشان تدشين معاي كل مكان وبطرشلج بطاقتج فالليل عشان تيين القصر بكرة .
- اوكي مشكووور .
نهضتي وهممتي بالخروج ولكنني رغبت ببقائك اكثر فقلت : شفتي امج ؟.
التفتي وقلتي بحزن : اي .
- ليش ماقلتيلي ؟.
- مصارت مناسبة بعدين سموك مشغول .
- ايوة صح .
اكثر مايؤلمني هو اننا نتعامل مع بعضنا برسمية بعد ان كنا اقرب الى بعضنا !!...















(( جوري ... ))

طلبت مني ام فاطمة او امي الجديدة ان نذهب معا لزيارة احد اقاربها وافقت على ذلك كنوع من الذوق لأنها دائما تلبي ما اريد ... قبل ان نخرج معا طلبت من ان ابدو بكامل زينتي لأنهم مهمين للغاية ...
عند وصولنا لمنزلهم او بمعنى اخر قصرهم عرفت انهم حقا مهمين فقصرهم لايقل فخامة عن قصر امي ... توقفت السيارة امام مدخل القصر .. فتح لنا احد الحراس على الباب باب السيارة لنترجل منها ...
دخلنا حيث استقبلتنا مديرة المنزل بترحيب رسمي ... دخلنا للداخل كان المجلس كبيرا للغاية وفخم وبه الكثير من النساء من الطبقة الراقية ... نهضت احداهن لترحب بنا .. صافحت امي وقالت : هلا فيج حبيبتي نورتي .
قبلتها امي وقالت : الله يحيج .. اعرفج ع بنتي جوري .
صافحتني بحرارة قائلة : تشرفت بمعرفتج شرفتينا بحضورج .
- انا اكثر مشكورة .
نادت قائلة : وجدان .
سمعنا صوت خلفنا : هلا يمة .
التفتنا كانت فتاة تقريبا بعمري متأنقة كثيرا وجذابة ... اشارت والدتها الي وقالت : هذي جوري .. جوري اعرفج ببنتي وجدان .
صافحتها : تشرفت .
قالت هي : انا اكثر .
والدة وجدان : خذي جوري معاج تتعرفون ع بعض احسن من قعدة النسوان .
ابتسمت وجدان وقالت : حياج حبيبتي .
سرت معها وانا مازلت لا اعرف من هم ... خرجنا للحديقة لنسير قليلا .. كانت حديقتهم رائعة بها جميع انواع الزهور ... ابتسمت الي وقالت : بعرفج بنفسي .. انا وجدان .. عمري 24 سنة .. اشتغل صحفية .
ابتسمت لها وقلت : تشرفت بيج .. مم اني جوري .. تقدرين تقولين عني يتيمة وام فاطمة اقصد امي يعني تبنتني وبس .
- تشرفت فيج وتقدرين تعتبريني رفيجتج .
- تسلمين .. انتي من الاسرة الحاكمة ؟.
- امي هي اخت الملكة .
- اووه تشرفت .. تعرفين الاميرة سارة ؟.
- ايوة .
- احبها كلش كيوت .
- ايوة هي وايد طيبة حاولت كم مرة اسوي معاها لقاء صحفي بس مارضت .
- ليش ؟.
- مادري تقول ماحب الاعلام .
- تعرفين اني عندي قدرة اقناع فضيعة اقدر اقنعها .
- صج ياليت والله .
- بس تجين وياية ؟.
- اوكيه موافقة بس ناخذ موعد الاول .
- لا .. يعني .. هي دايما ترفض فاقترح ندخل فجأة عليها .
- ههههههههه شكلج مينونة بس موافقة .
- هههههههه .
...
في اليوم التالي ارتديت ثياب رسمية ونظارة طبية لا اعلم لماذا .. ثيابي كانت كلاسيكية كالاميرات ... اتت السيارة التي بعثتها لي كي تقلني للقصر ... اخيرا سأدخل القصر الذي من المفترض ان اكون اميرة به ...
كنت متحمسة طوال الطريق ... وصلنا بالقرب منه وبدأنا نسير بمحاذاة سوره الكبير ... فتحت احدى بوابات القصر الضخمة كانت عبارة عن قضبان سوداء في المنتصف تاج باللون الذهبي عندما تفتح البوابة ينقسم التاج لنصفان ... توقف السيارة واخرجنا بطاقاتنا لحراس البوابة تم وضعها في الحاسوب كي يظهر لهم التصريح بالدخول ...
سارت السيارة مسافة تعتبر طويلة وسط الحدائق التي نمر خلالها ونحن متجهين للبوابة الداخلية ... بالقرب من البوابة كان يوجد نافورة مياه كبيرة على شكل دائري كبيرة للغاية يحيط بها زهور الياسمين .. متناسقة جدا مع بياض النافورة ....
توقفت السيارة امام البوابة الداخلية .. فتح احد الحراس باب السيارة لي فترجلت منها .. اوصلني لأصعد السلم القصير الذي يكون في مقدمة البوابة .. بعدها رحب بي حارس اخر وقال : من هنا انستي .
سرت معه حيث دخلت للداخل ... بهرت لما رأيت .. كان السقف مرتفعا للغاية ومزخرف ... الاضواء متعلقة به وبها قطع كريستالية فخمة للغاية ... سرت خلفه وانا انظر لكل جزء به ... وصلنا الى المصعد كان شفافا ... ركبنا به فقال لي الحارس وهو يشير لبطاقته : ضعي بطاقتك هنا على الضوء الذي بجانب رقم الطابق الخامس كي يسمح لك بالذهاب اليه .. بدون بطاقتك لايمكنك الصعود اليه وهذه البطاقة مخصصة لجناح سمو الامير فقط اي لا يمكنك التجول في ارجاء القصر حدودك مقتصرة على جناح سمو الامير .
اومأت برأسي وقلت : حسنا .
صولنا للطابق الخامس ...  خرجنا من المصعد حيث كان ممرا طويلا به سجادة حمراء وعلى جانبي الجدران لوحات رسم تجريدي وفي اسفل كل لوحة يوجد تحتها بطاقة صغيرة كتب عليها اسم الرسام ..
اشار الى احد الابواب قال : هذه غرفة نوم الامير ... واشار للباب الثانية .. هنا ( الجيم ) الخاص به .. وهذه السينما .. هنا غرفة الجلوس .. هذه الغرفة يستقبل بها اصدقائه المقربين .. وهذه الغرفة للبليارد ... هذه مكتبته .. وهنا محسبه ... هنا حديقته .. اخيرا وصلنا لغرفة قال لي : هو ينتظرك هنا في مكتبه .
وضع بطاقته ففتحت الباب لنا .. دخلنا للداخل كان مكتبك كبيرا للغاية الاطلالة من زجاج تطل على الشاطئ ... نهضت من الكرسي الذي يقع خلف مكتبك قلت للحارس : يمكنك الانصراف جون .
انصرف .. سرت باتجاهي ونظراتك تتفحصني .. قلت لي : ترا انتي اوفر !.
نظرت لنفسي وقلت : ليش ؟.
- نظارة وحركات .
- ع اساس اشتغل وهيجي .
- هههههههه اقول افصخيها .
خلعت النظارة الطبية واغمضت عيني وفتحتها عدة مرات قلت : انحولت الصراحة بيها .. بس ترا يخبل قصركم .. اقصد قصرنا .
رفعت حاجبك وقلت : قصرنا !.
- اي عندك مانع ؟.
- لا سمو الاميرة .
- سمو الامير شنو جدولك لليوم ؟.
سرت باتجاه مكتبك وامسكت بدفتر ناولتني اياه وقلت : هاي جدولي لمدة شهر .
- حيييييييييل .
- شفتي شلون !.
- زين شسوي المفروض ؟.
- تذكريني .
- بس !.
- اي .
- خير ترا اكو ريميندر بالجوال جايبني مناك لهنا حتى اذكرك ؟.
- انتي ماتعرفين تسوين شي ثاني بعدين مايرضيني سموج تشتغلين .
سرت وجلست على الاريكة واعدت رأسك للخلف قائلا باسترخاء : الحين شوفيلي شنو عندي .
فتحت الكتاب ونظرت للصفحة التي تشير على تاريخ اليوم .. قرأت وقلت لك : ساعة عشرة ونص تروح تسوي رماية او مدري شنو مفهمت شمكتوب .. المهم لحد ساعة 11ونص وراها تروح تتغدى بمطعم مدري شسمه ويا رولا .
رفعت رأسي وقلت لك : لحظة رولا منو ؟.
نهضت من مكانك وقلت : مالج خص ويلا غيري ثيابج هذي ياية مدرسة !.. بروح اجهز روحي عشان نروح للرماية .
- يعني ارجع البيت ابدل ؟.
اشرت الي كي اتبعك وخرجنا من جناحك .. اتجهنا لأحدى الغرفة قلت لي : دشي غيري ثيابج هذي غرفتج .
- غرفتي !.. وشنو بيها ملابسي ؟.
- ايوة .
- ومنين عرفت قياسي !.
- ههههههههه اعرفه عدل وفكينا عاد تراج وايد تتكلمين !.
دخلت للداخل بعد ان وضعت بطاقتي امام الليزر الذي على الباب ... فتحت الباب ودخلت كانت كبيرة ... قلت وانا انظر لها بتعجب : هاي بقد شقتي الي بلندن كلها !.
دخلت لداخل غرفة تغيير الثياب .. جهة كاملة عبارة عن ارفف بداخل الجدار بها احذية جميع الانواع ذات الكعب العالي والالوان .. والاحذية الرياضية ... وجهة اخرى للثياب .. وجهة ثالثة للمجوهرات والحقائب ... وقفت انظر لها بذهول !!...
( هاي لو اصير اميرة شون لعد !!! ) ...
ارتديت ( تيشيرت Polo ) لونه ازرق وبنطال لونه اسود ... رفعت شعري وارتديت حذاء رياضي ( Chanel ) ..
خرجت من غرفتي كنت للتو قد خرجت من غرفتك توقفنا ننظر لبعضنا بدهشة !.. كنت ترتدي مثلي !..
ضحك وقال : تراقبيني ؟.
- انت الي تراقبني .
- وانا شحقه البس نفسج .
- تغار .
- ههههههههه حلفي .
- وداعة سموك .
- ههههههههه .
نزلنا عبر المصعد للطابق السفلي ... في الخارج كانت السيارات بانتظارنا .. سيارة ركبناها قدتها انت وسيارة خلفنا للحراسة ...
سألتك ونحن في الطريق : اشو مشفت احد من اهلك ؟.
- امي طالعة وابوي فقصر ثاني .. ممم اخواني الصغار عندهم معسكر .
- معسكر شنو ؟.
- جي تخييم .
- وين ؟.
- انتي وايد تسألين .
- ترا اقاربي لازم اسأل .
وصلنا الى احد النوادي ... بدأت بالتدرب على اطلاق النيران التفت الي وقلت لي : تجربين ؟.
- اقدر !.
- تعالي .
ناولني احد العاملين سدادة الاذن .. وضعتها واقتربت منك ناولتني المسدس وتوقفت خلفي قائلا : صوبي هناك .
ومن خلفي بدأت تحرك ذراعي لتضعها على الوضعية الصحيحة ... ادرت وجهي لأراك .. قلت : من زمان ماحضنتني .
حاولت ان تخفي ابتسامتك وقلت لي : ركزي .
حاولت التركيز وانا انظر للامام واطلقت النار ولكنها لم تصب الهدف ... قلت لي : يعني تعتبرين اوكيه لأول مرة .
- شايف بديت اتعلم اضرب نار .. يعني لو ضوجتني احتمال اتدرب بيك .
- هههههههههههه اوه في اميرة تقول جذي ؟.
- اني مو اي اميرة .. اني مميزة .
- طيب يلا ياسمو الاميرة شنو الحين عندي ؟.
- عندك موعد ويا رولا مدري شسمها امداها .
- خير قاعدة تسبين البنت ؟.
- بكيفي .
اشرت الي محذرا : ممنوع تسبين الاميرة المؤدبة ماتقول جي .
- اوكيه سمو الامير .














(( سارة ... ))

كنت نائمة في غرفتي .. افقت على صوت باب الغرفة وهو يفتح بقوة .. نهضت بفزع رايت عبد الله قد عاد من الخارج وهو ثمل كان يترنح .. نهضت بسرعة من السرير وقلت : انت لمتى بتم فاضحنا جذي !.
اقترب مني ووضع سبابته امام فمه قائلا : اشششششششش لاتتكلمين جب .
- لو سمحت اطلع برا ماتنام معاي فنفس السرير وانت جذي .
- هههههههههههه تحسبين ان لج رأي .
جلس على حافة السرير واشار لحذائه قائلا : فصخيني .
اشرت بيدي وقلت بصوت عال : اطلع برا !.
نهض وصفعني .. وبدأ كالمجنون يضربني بقوة ويشد شعري ...

احيانا يكون انتظار الموت اصعب من الموت نفسه !... قد نكون مخطئين ربما الموت ليس مؤلما وليس شئ حزينا ... قد يكون افضل من حياتنا مع اشخاص اكثر وحشية من ملك الموت نفسه ... في النهاية اسمه ملاك وهو من عند الله ومخلوق من نور ... ولكن ماذا عن المخلوقين من ترا ولكن يعود نسبهم لابليس ..







(( بدر ... ))

قبل ان اغفو ليلا تذكرت ماحدث اليوم عندما ذهبنا لمقابلة رولا في احد المطاعم ... لايمكنني ان انسى نظراتك القاتلة التي كنتي توجهينها لها .. واحمرار وجهك عندما رأيتني اصافحها بحرارة ...
جلست امامها على الطاولة نظرت لك كنتي تقفين بجانبي ... نظرت لك حينها وقلت بصوت منخفض : جوري روحي قعدي ع طاولة ثانية .
ولكنك كنتي عنيدة كعادتك .. سحبتي الكرسي الذي بجانبي وقلتي : ما خاف تحتاج شي .
قالت رولا بغنجها الزائف : يسلمو كتير ان سموك رضيت نحكي مشان المشروع .
- لا عادي افضي نفسي لوتبين .
شعرت بيدك تضرب على فخذي نظرت لكي كانت نظراتك حادة ... ابتسمت رغما عني لغيرتك ... اتلذذ بك عندما تغارين ... استمتع وانا ارى نظرة الانانية في عينك من اجلي .. تجاهلتك وبدأت اثرثر معها سمعت صوتك تقولين : اااه .
نظرنا لك كنتي تضعين يدك على جبينك قائلة : ااه دخت .
ابتسمت وقلت : جوري تقدرين تستأذنين وتروحين .
- ممكن توصلني للحمام سمو الامير .
نهضت معك وانا اكاد ان انفجر ضحكا .. استندتي على ذراعي وسرنا معا الى الحمام .. وصلنا للممر الذي يؤدي للحمام دفعتني بخفة وقلتي : لم نفسك .
ضحكت : هههههههههه شنو ؟.
- شنو قاعد تضحك وياها خير احترم وجودي .
- ههههههههههه مافي مساعدة تقول لرئيسها فالشغل جذي .
- لأاني مو اي مساعدة وانت مو اي رئيس .
وضعت يدي على كتفك وقلت : خلااص بسج غيرة .
- حموت غيرة وحموتك وياي .
- هههههههههههههههه .
عدت من تلك الذكرى وانا ابتسم .. بعثت برسالة لك كتبت بها : نمتي ؟.
اجبتني بسرعة : لا .
- شتسوين ؟.
- جوعانة .
- هههههههه نطلع ؟.
- يلا انتظرك .
ضحكت وكتبت : انتي هبلة ع طول موافقة ساعة ثنتين فالليل !.
- اي يلا لتتأخر .
نهضت من فراشي وغيرت ثيابي واتجهت لمنزلك ...
وصلت عند باب المنزل بسيارتي .. اخرجت هاتفي واتصلت بك ..
اجبتني : الو .
- انا برا بس شلون بتطلعين ؟.
سمعت صوت باب المقعد الذي بجانبي يفتح دخلتي وقلتي : هيجي .
نظرت لك بدهشة وقلت : شلون ؟.
- عادي موصعبة .
ابتسمتي بخجل لأنك بدأتي تشعرين بنظرات الاعجاب التي اوجهها لك .. نظرتي للخلف وقلتي : هالسيارات دايما وياك .
- مابيزعجونا .
- اممم اوكيه .
واخذنا طعام من احد المطاعم واتجهنا الى الساحل ... اوقفت سيارتي وبدأنا نتناول الطعام .. كنتي تثرثرين اما انا تائه بالنظر اليك ... توقفتي عن الحديث وقلتي : شبيك تباوعلي هيج .
اقتربت منك ورفعت اصبعي قلت : لا بس شوي شفتج من تحت .
مسحتها بأصبعي وانا اود ان لا تزول هذه البقعة الصغيرة كي يبقى اصبعي يلامس ارق شفتين ...
رغما عني اقتربت اكثر منك حتى كدت اقبلك اخيرا ... ولكن عقلي توقف بقوة امام قلبي ليمنعه من ان يتهور ... كان من المفترض ان ابتعد عنك اكثر ولكنني في كل مرة اجد نفسي اقترب خطوة اكثر منك !..
ابتعدت وقلت : الوقت تأخر يلا نرد .
امسكتي بيدي وقلتي : بدر لتدوس ع مشاعرك .
- مافي اي مشاعر جوري انتي نفسج نفس اي وحدة .
صمتي واشحتي بوجهك للنافذة ...
قدت عائدين للمنزل .. في المذياع قاموا بتشغيل اغنية ( بتونس بيك ) .. ابتسمت وتذكرت ....
كنا في لندن ايضا نركب السيارة معا .. كنت منزعج قليلا بسبب كثرة الضغوطات التي واجهتها ولكنني حينها كذبت عليك واخبرتك انني متعب بسبب عملي مع ابي ... كنت اقود السيارة متجهين الى مطعم لأنك اصريتي ان ( اغير جو ) ...
قلتي لي : ولك دكافي شبيك بعدك ضايج .
- مادري احس مليت .
- مني !.
- شدخل .. من الروتين .
- مممم دشغللنا اغاني دنفرفش .
قمت بتشغيل المذياع على اذاعة عربية .. كانت اغنية ( بتونس بيك ) للفنانة وردة الجزائرية ...
قلتي بحماس : الله علي الصوت .
- ماحب الاغاني القديمة .
- انت شقد كئيب عليها .
رفعت صوت المذياع فبدأتي تغنين بصوت عالي وتحركين يدك : بتونس بيك وانت معايا .. بتونس بيك وبلاقي فقربك دنياية .. لما تقرب انا بتونس بيك .. تيرارام ..
- ههههههههه تيرارام .
- لتخرب مودي .. واما بتبعد انا بتونس بيك ..
اوقفت السيارة جانبا على الطريق وبدأت اغني بصوت عالي معك : والشوق يناديلك جوايا وانا .. وانا .. وانا .. انا.. انا .. انا .. انا انا .. بتونس بيك وانت معايا .
ثم انفرجنا ضاحكين : ههههههههههههههههههههههههههههههه .
احتضنتني وقلتي وانتي تضحكين : احبــــــــــــــــــــــــــــــــــــك .
قبلت شعرك حينها وقلت : وانا اعشقج .
عدت من تلك الذكرى ... التفت اليك مازلتي تشيحين بوجهك للطرف الثاني ولكن نظرت لأصابع يدك التي تتراقص مع انغام الاغنية ...
قمت برفع صوت المذياع وغنيت : على في خيالي بناديلك .. وبقول ياتجيلي ياهجايلك من غير مواعيد ..
ويادوبك وفنفس الثانية .. بلاقيك قدامي ياعينا والايد فالايد ..
فامسكت بيدك ورفعتها لشفتي فقبلتها ... التفتي ونظرتي الي ولكنك لم تحركي ساكنا .. ولكنك فاجئتني قمتي برفع صوت المذياع اكثر وغنيتي : والشوق يناديلك جوايا وانا وانا وانا .. انا انا .. انا اناانا .. بتونس بيك وانت معايا .
انفجرت ضاحكا : ههههههههههههههههههههههههههه الله لايحرمج من الهبل .
- ههههههههههههههه مداحجي وياك اني عاجبتني هالاغنية موعلمودك .
بدأت اغير في الاذاعات ابحث عن اغنية ( وياه ) ...
رفعت الصوت لأنني اعلم انك تحبينها ...
صرختي بل احدثتي تلوثا سمعيا بصوتك : وياااااااااه الحياة هتحلى وانا معاه هو ده الي انا بتمناه والي عيني شايفاه احساس ..
ضحكت : ههههههههه الله عليج ياست وع احساسج .
تجاهلتني كالاطفال واستمريتي بالغناء وانتي تحركين يدي للاعلى ...
اخفضت صوت المذياع فجأة وقلت : اونة مسوية روحج حزينة وجروحة !!.. هاي شكل واحدة حزينة ؟.
- لان صوتي ابشع من كل المصايب .
- ههههههههههههههههه الحمد الله تعرفين هالشي .
وصلنا للمنزل ... نظرتي الي وقلتي : سمو الامير بدر تصبح ع خير .
قلت لك : تعالي خبلة .
ابتسمتي بخجل واتقربت .. اقتربت منك ورفعت يدي الاثنتان لأمسك بهما برأسك ... فاقتربت منك .. وضربت بخفة جبينك بجبيني قائلا : هاي سلامنا .
- ياراااجل .
- ههههههههههه امشي لا اسويها اقوى .
- عمت عين الرومانسية .
وترجلتي وانتي تتذمرين ....
شئ لايمكنني ان افسره عندما اكون معك ... اصبح طفلا واتناسى كل الوعود التي قطعتها على نفسي ...

اميرة رغماً عنهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن