Part 2

12.5K 401 27
                                    

(( جوري .. ))

بعد وفاة جدتي منذ عامين حاولت ان انسى هذه القصة .. بأن اصدق انها اسطورة غير موجودة وانسى جذوري كي اعيش بسلام !...
المشكلة انني وعدتها .. ولكن اصبح هذا الوضع حملا ثقيلا علي .. ارغب بأن احدثك عن عائلتي .. عن الامي وكل شئ يخيفني .. المشكلة انك تواسيني في شئ لا تعرفه .. تختار الكلمات البسيطة والايجابية لتغير حالتي المزاجية .. ولكن في الواقع هو وجودك بقربي اكبر من اي مواساة ...

هاتفتك صباحا فور استيقاظي من النوم .. ابتسمت وانا اتلمس فراشك الذي انام عليه .. فبمجرد وجودي بمكان كنت به يجعلني ابتسم !...
اجبتني وانت تهتف اسم كالعادة : جوري .
- حبيبي صباح الخير .
- صباح الجوري .
سألته : اليوم حتجي ؟.
- ان شاء الله فالليل .
- اوكيه حبيبي انتظرك ولتتعشى .
- ههههههه اوكيه .
- احبك .
- انا بعد .
انهيت المكالمة ونهضت وانا كلشي نشاط بسببه ... للحب قدرة على تغيير احوالنا ... للحب سحر خاص ..

















(( بدر ))

انهيت المكالمة والابتسامة بقيت مرسومتا على وجهي بسببك ... سمعت صوت يقول لي : سمو الامير .
رفعت رأسي لأرى احد الموظفين في القصر : هلا !.
- جلالة الملك طالب يشوف سموك في مكتبه .
- اوكيه .
نهضت واتجهت عبر المصعد الى الطابق الثالث ... حيث وصلت لمكتب ابي .. ابتسمت وقلت : صباح الخير طويل العمر .
- ياصباح النور بدر تعال .
سرت وجلست بجانبه على الاريكة التي كانت يجلس عليها ... ربت على كتفي وقال بحب : الاسبوع الياي خلاص ببتوج كولي للعهد ان شاء الله .
ابتسمت له : ان شاء الله يكون كل شي نفس ماتبيه .
- بس في شي لازم تفهمه .. طول عمرك وانت لافت الانتباه .. الكل يطالع تحركاته وانت ماشاء الله بطل فكل شي بالاضافة انك ولدي .. بس بعد ماتكون ولي العهد بتزيد مسؤولياتك اكثر .. ان كنت تحسب لخواتك الف حساب لازم تحسب لها مليون حساب بعد اليوم .
- ان شاء الله لاتحاتي .
- اي شخص موجود فحياتك الحين ممكن يسببلك مشكلة فالمستقبل تخلص منه .. اولهم الي فلندن .
عقدت حاجبي !.. علم بشأن جوري !...
- أأ..
ابتسم وقال : ههههه اعرف كل شي .. واعرف انك دايما تروح شقة بنت ... اسمع انا اكلمك كصديق .. كلنا لعبنا وحبينا فالماضي بس عشان نوصل للي وصلنا له الحين تركنا وضحينا فوايد ناس .. الحب شي وكونك ولي عهد وامير شي ثاني .
اومأت برأسي وافكار عديدة تدور في رأسي ... ضحك ابي وقال : هالبنت بريطانية ؟.
- أأ.. لا .. ايوة .. ايوة بريطانية .
- اها .

انهيت مقابلتي مع والدي وخرجت من القصر بسيارتي بمفردي ... ولكنني اعلم ان هناك سيارات عديدة غير رسمية تتبعني كنوع من الحراسة ... وصلت للساحل واوقفت سيارتي عنده  ...
فتح صديقي وابن خالي عبد الرحمن باب السيارة للمقعد الذي بجانبي وركب قائلا : تأخرت !.
قلت : لا .
- شفيك ؟.
زفرت قائلا :  مادري حاس اني وايد مخنوق .
- من وشو ؟.
- تكلمت مع ابوي عشان تتويجي الاسبوع الياي .. عطاني كلمتين ان لازم اقطع علاقاتي فاي بنت اعرفها .
- طلع يدري بخصوص جوري !.
- ايوة ... بس الحلو انه مايعرف هي من بس يعرف اني اروح لها .
قال :  وانت شحقه مضايق انت جي ماكنت بتتزوجها .
تظاهرت بعدم الاهتمام :  اعرف .. بس مادري حتى شلون بقول لها فجأة اني امير هههه تخيل !.. اصلا يمكن ماتصدق ههههه .
- الحين البنت بتصدق عمرها ساندريلا .
- سنتين معاها كأنهم عمر .. ماظن اني اقدر .
- خلاص هون عليك نفسها نفس الي طافوا .
- هي مب نفس اي وحدة عرفتها .. تختلف اساسا عن اي بنت .. جوري طفلة بنفس الوقت احيانا تحسسني انها امي وتخاف علي .. متفائلة وسعيدة مع ان احيانا احس بداخلها حزن .. هي الوحيدة الي مالمستها .. صح لما اروح لشقتها عشان اشوفها احيانا انام هناك بس مالمسها .. عشانها نقية اخاف عليها مني .. هي الوحيدة الي ماتقعد تحوس وتكشخ عشان تعجبني .. تلبس اي بيجاما وشعرها اي شي بس تكون جميلة عفوية .
- اوووووه طلعت روميو .
كابرت وقلت :  هههههه تكلمت وايد !.. خلاص بالطقاق بنساها المهم اليوم بروح لندن وبهدها خلاص .
- ياشيخ فكر الاول .
- في اشياء كلما سويتها بسرعة كلما تخلصت من عذابها .

المشكلة انك الوحيدة التي لايمكنني الهروب من حبها !.. الوحيدة القادرة على معرفة مابداخلي دون ان انطق بكلمة واحدة !.. اخاف ان اؤلمك .. رغم انني متأكد انك ستنهارين فأي فكرة برحيلي تخيفك .. فما بالك بقرار ملكي باستئصالك من حياتي !.. اخاف ان اواجهك لأنني اعلم انه من الممكن ان استسلم امام دموعك ..









(( جوري .. ))

طوال اليوم كنت اسعتد لأستقبالك .. هذا اجمل مافي العشق هي ان كل لقاء له لذة اللقاء الاول .. في كل مرة ارتبك وابدأ بالتجهيز لمراسم استقبالك .. احيانا كثيرة اغضب منك لأنك تفاجئني بقدومك عندما لا اكون مستعدة .. لك قدرة على تحويل غضبي الى حب .. جهزت العشاء ووقفت امام المراة في الغرفة انظر لنفسي هل سأعجبك !.. سمعت صوت مافتيحك وكأنها اجراء لتعلن عن وصولك .. خرجت من الغرفة اجري لاستقبالك ... فورا دوم كلمات للترحيب احتضنتك .. وكعادتك قبلت رأسي وكأنني طفلة تنتظر قدوم والدها ..
رفعت رأسي وقلت : اشتاقيتلك .
انحنيت برأسك قليلا ليلامس انفك انفي قائلا : انا اكثر .
سحبتك من يدك لتدخل للداخل : خوما اكلت .
- ايوة .
التفت اليك بصدمة : شنو !.
انفجرت ضاحكا : ههههههه امزح .
- سخيف ترا .
قرصت وجنتي وقلت : انا اقدر ازعل حبيبتي !.
- متتجرأ .
- ههههه لاوالله !.
- احم احم .
جلسنا لنتناول العشاء معا .. كانت احاديثنا او احاديثي لأنك دائما تقول ان ليس في حياتك شئ مهم وان سماع قصصي هي الاهم ... عامان معا وانا لا اعلم عن حياتك الخاصة سوى معلومات قليلة وعامة .. ولكن فيما يخصك فلا احد يعرفك بقدري !...
انتهينا من تناول الطعام حيث دخلت لتغير ثيابك بينما كنت انا اختار فيلما لنشاهده ... جلسنا بجانب بعضنا على الاريكة نشاهد فيلم ( the Hobbit )
بدأت اشعر بالنعاس ولكنني اقاومه لأنك مازالت مستقيضا ... هممت بالنهوض قائلة : حسوي قهوة اسويلك وياي ؟.
- انتي مينونة هههههههه .. خلاص تعالي ننام .
قلت كطفلة : ماريد .
حملتني رغما عني وادخلتني الغرفة ... وضعتني على سريري وقمت بتغطيتي .. جلست على سريرك الذي بجانبي وانت ممسكا بيدي تقبلها ...
- احبج وايد .
- اني اكثر .
مسحت بيدك على وجهي وقلت : good night my princess .
في الواقع لايهمني ان كنت حقا اميرة مظلومة ام لا .. ولايهمني ان انتمي لتلك العائلة .. بل يكفيني ان اكون اميرتك .. ان احتل هذا المنصب في قلبك ..
لطالما اشعرتني انني طفلتك .. ولاسيما بمنحك لي لهذا اللعب ...

استيقظت ومددت ذراعي للاعلى وانا اشعر بالراحة بسبب نومي العميق ليلة الامس .. نظرت لفراشك كان مبعثرا .. خرجت من الغرفة وانا اناديك : حبيبي !.. بدر .
ولكنك لم تكن موجودا في جميع ارجاء الشقة !... دخلت لغرفتي مجددا واخذت هاتفي من على الطاولة التي بين سريرينا ...
اتصلت بك ولكن هاتفك كان مقفولا !.. لفت نظري الورقة التي على الطاولة تتكئ على المصباح الليلي ...
اخذتها وفتحتها .. كتبت بها :
اعتذر لأنني ذهبت من دون وداع .. لم ارغب ان اراك تبكين امامي .. ولدت وانا مسيرا على اشياء لم ارغب بها .. لم احدثك من قبل عن عائلتي فكل ماتعرفينه عني هو انني من عائلة ثرية وحسب .. اعلم ان ماسأقوله قد يصدمك .. انا امير من عائلة .. والاسبوع المقبل سأصبح وليا للعهد .. العرش يتطلب الكثير من التضحيات .. واول تضحية كانت انتي .. من بداية علاقتنا لم اعد بنهاية سعيدة لقصة حبنا .. وانتي كنتي تعرفين هذا ولكنك قررتي ان تتركي الامر للوقت .. وربما قد حان الوقت .. اعتذر لأنني جلعتك تعيشين في كذبة لمدة عامين ..
حاولي نسياني .. لأننا انتهينا الى هنا .

رميت الورقة على الارض وانا مصدومة !.. انت من عائلة امي !.. انت احد افراد تلك العائلة التي دمرت حياتي !..
ببساطة انت من تقرر انت تبدأ بالعلاقة وانت من تنهيها !.. اليس لي حق في ان اعترض .. ان ابدي رأيي .. ان امسك بيدك واتشبث بك !.. فجأة انتهيت من حياتي ورحلت !..
صدقني يمكنني تصديق اي شئ الا فكرة رحيلك ... لطالما ارعبتني هذه الفكرة .. لطالما كانت احد كوابيسي ولكن يبدو ان الكابوس قد تحول لواقع !!..
امسكت بهاتفي وكتبت رسالة لك :
ما انتهينا .. لازم تحاجيني لان اكو شي مهم لازم تعرف بيه .. اذا ماتصلت حسوي بنفسي شي فاهم !.

الى الان لايمكنني ان اصدق انك ابن خالي !.. واننا قريبان لهذه الدرجة !.. ربما حان الان الوقت لأنقض وعدي الذي قطعته لجدتي ...
نهضت من على سريري وجلست على سريرك .. سحبت وسادتك وضممتها لصدري .. مازال عطرك عالقا بها .. عصرتها بقوة كما يعتصر قلبي احتياجا لك .. انتبهت لورقة صغير كانت تحت وسادتك .. فتحتها :
Please don't cry .
مضحك ان تطلب مني عدم البكاء وانت السبب الرئيسي في بكائي وحزني !..

(( بدر ... ))

وصلت للمطار واتجهت الى البوابة التي تؤدي لطيارتي الخاصة ... تذكرت الليلة الماضية .. نمتي ويدك بقيت متشبثتا بيدي وكأنك ترفضين رحيلي وتعلمين انني ساتركك .. بدأ اتلمس يديك جيدا .. كتبت باصبعي على راحة يدك ( احبك ) .. وقبلتها .. استلقيت على السرير ولكن بقيت يدي تمسك بيدك من خلال المسافة الصغيرة التي بين اسرتنا ..

عدت من تلك الذكرى وصوت المضيفة ترحب بي كي ادخل للطائرة .. دخلت للداخل وجلس على الكرسي .. شئ دفعني لأفتح هاتفي في هذا الوقت .. وجدت مكالمات عديدة منك ورسالة ... قرأت الرسالة فجن جنوني !..
قررت ان اعود اليك ... عند توقف السيارة امام المبنى الذي تسكنين به .. ترجلت مسرعا وخلفي الحراس .. اخرجت المفتاح من جيبي دخلت قائلا بخوف : جوري !!.
خرجتي من غرفتك وانتي مصدومة لم تتوقعي عودتي ... ولكنك بسرعة جريتي تجاهي واحتضنتني .. اما انا !.. فتصنمت رفعت يدي لأحتضنك ولكنني خفت ان اضعف .. ابتعدتي قليلا عني ولكنك كنتي تبكين بحرقة وتضربين على صدري : ليش عفتني هذا مو مبرر المفروض تسمع مني !.
تصنعت البرود قلت : قلتي لي انج تبين تقولين شي مهم .
ابتعدتي عني وبدأتي تتمالكين نفسك وتمسحين دموعك بيديك قائلة : اي .
- وشو ؟.
- اكو شي طوال الفترة الفاتت ماقتلك عليه .
- شنو ؟.
- اني بنت عمتك .
عقدت حاجبي وقلت وانا لم افهم : شنو ؟.
وبدأتي تسردين لي قصتك ...
(( جوري ... ))


انتهيت من سرد قصتي لك ... كنت انتظرك ان تقول شيئا ولكنك صمت لفترة .. بعدها نهضت من على الكرسي وضحكت ضحكة عالية : هههههههههههههه هذي الكذبة الي عندج عشان ماتخليني اهدج !.
نهضت وقلت : هاي مو جذب هاي الحقيقة .
- انتي الروايات الي تقرينها فرت مخج .
قلت بعتاب : المفروض انت تحبني والي يحب يصدق  .
اقتربت مني وقلت : اوكيه انا ماكنت احبج .. وعشان العشرة الي كانت بينا لاتكذبين مرة ثانية عشان ماكرهج زيادة .
- والله مداجذب .
لكنك لم تستمع لي ولم توقفك يدي التي كانت تمسك بيدك بقوة ... فرحلت !..

اميرة رغماً عنهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن