Part 3

10.4K 388 21
                                    

(( بدر ... ))

مر يومان على ماحدث بيننا وعدت للوطن تاركك خلفي محطمة .. احاول ان اقنع نفسي ان ماقلته لي كذبا .. ولكن نصفي الاخر يرغب بتصديقك ..
كانت امي قد عادت للتو من الخارج .. وانا كنت اهم بالخروج والتقينا صدفة في هذا القصر الضحم ..
قالت مازحتا : صرنا مانشوفك .
قبلت رأسها : السموحة منج يالغالية مشاغل .
- ماعليه مسؤولايتك ايد وبتزيد هالاسبوع .
سألتها قائلا : يمة عمتي سارة كانت عايشة فلندن ؟.
- ايوة راحت سنة بس ردت .
- شحقه ؟.. يعني اقصد .. شلون ؟.
- جدك ردها ماكان يبيها تكون بعيدة عنه بس هي المسكينة ازعلت وايد .
- زعلت !.. انزين سؤال اخير .
- ههههههه شفيك اليوم وايد تسأل .
- بس جذي .. هي تزوجت عبد الله عن حب ؟.
- ايوة وايد .
- اها .. مشكورة يمة .
- شلي ذكرك ؟.
- جي بس كنت ابي اسويلها مفاجأة واخذها لندن .
- ماترضا الا لندن ماتحب تروحها .

بدأت شكوكي تزداد !.. ولكن حقا عمتي سارة تحب زوجها وابنهما محمد هو ثمرة الحب .. ثم ان عمتي سارة منذ ان فتحت عيني على هذه الحياة وهي مسالمة لاتحب المخاطرة !.. كيف لها ان تكسر قواعد القصر والقوانين لتهرب مع رجل غريب وتنجب منه !...

اتجهت الى قصرها وانا افكر في الموضوع ... وصلت الى هناك حيث كانت هي باستقبالي ... نهضت عندما دخلت لغرفة الضيوف قائلة : هلا والله حي الله من يانا .
قبلت يدها : الله يحيج وحشتيني .
- لو كنت وحشتك كنت ييت تزورني .
- مشاغل والله .. طمنيني عنج ؟.
- بخير الحمد الله .
- كنت ابي اسويلج مفاجاة نروح انا وانتي لندن فاجازة بس امي قالت لي ماتحبينها .
قالت بارتباك : أأ.. يوة .
- بس انتي عشتي فيها فترة .
اومأت برأسها ولم تعلق .. اردفت : في جمعية عشان التبرع بالدم بروح بكرة اتبرع شرايج تتبرعين معاي ؟.
- ان شاء الله حلو موافقة .
- خلاص عيل اتفقنا .
دخل زوجها عبد الله فنهضت قائلا : هلا والله .
قال بفرح : البيت منور يالشيخ .
صافحته : بنورك .
سار باتجاه عمتي وقبل رأسها قائلا : لا عاد الصراحة منور بحبيبتي .
- اووه لا عاد انا اغار .
سارة : ههههههه .
قال لها : ولهت عليج .
عمتي سارة : وانا بعد حبيبي .
بقيت انظر اليهما !.. هي تحبه !.. هو ايضا كيف يمكن ان تكون اجبرت على الزواج منه !..


















(( جوري ... ))


في الليلة الماضية غفوت من كثرة البكاء ... فاستيقظت اليوم على صوت رنين هاتفي .. نظرت للمتصل ففزعت .. كان اسمك على شاشة هاتفي .. اجبتك بلهفة : الو .
- جهزي روحج بتيين من لندن .
قلت باستنكار : اجي وين ؟.
- عندي .. بعد ساعة بطرش لج واحد ياخذج للمطار.
- أأ.. وك .
انهيت المكالمة لأول مرة لم تخبرني انك تحبني !.. حتى طريقتك كانت جافة معي !..
نهضت وفتحت خزانة الثياب .. فرأيت ثيابك معلقة !.. اخذت قميصك وقربته من انفي لأستنشق عطرك الذي علق به ....
تذكرت ....
كنت في احدى زياراتك لي .. غالبا ماكنت تنام بثيابك عندما تقضي الليلة في شقتي .. اخبرتك حينها : عندي الك مفاجأة .
- اليوم كلج مفاجأت شسالفة !.
رمقتك بنظرة تفهمها انت فقط وتعني ( بعدين ! ) .. ضحكت قائلا : ههههههههه خلاص ع طول تعطين نظرات شفيج .
- لأنك دتخرب مفاجأتي .
رفعت يدك قائلا : خلاص استسلم يلا راوينا .
سحبتك من يدك لتنهض معي .. دخلنا للغرفة واتجهت للخزانة فتحتها وقلت : هاي الك .
- الثياب !.
- اي .
اقتربت من الخزانة وبدأت بتفحص الثياب قائلا : لا وبعد ذوقج حلو وتعرفين شنو احب .
قلت بثقة : محد يعرفك بقدي .
انحنيت قليلا وطبعت قبلة على جنتي قائلة : فديت الي تفكر فيني .. احبج .
- اني اكثر .

مسحت دموعي التي سالت وانا اتذكر تلك الذكرى ...
حتى الذكريات الجميلة لاتختلف كثيرا عن الذكريات الحزينة ... الفرق هو في تعابير وجهنا .. عندما نتذكر ذكريات حزينة قد نبكي .. ولكن عندما نتذكر الذكريات الجميلة نبتسم ولكن ابتسامة حزن لأنها رحلت واصبحت ماضي !..












(( بدر ... ))


اثناء توجهي للمطار لاستقبالك مررت في الطريق من جامعة ... وكأن الاشياء مصرة على ان تجعلني اتذكرك ...
تذكرت اول لقاء لنا ... كان في جامعة هارفرد .. كنت سالقي محاضرة على الطلاب المغتربين من دولتنا وايضا اكرم المتفوقين ..
قبل بدء المحاضرة كنت اجري مكالمة وكعادتي لايمكنني ان اثبت في مكان اثناء تحدثي عبر الهاتف .. طلبت من الحراسة ان يبقوا في مكانهم وبدأت اتجول في الممرات ..
اثناء تجولي رأيتك .. كنتي تجلسين على الارض جانبا وتغطين وجهك بيديك وتبكين !.. انهيت المكالمة واقتربت منك قائلا : عفوا !.. هل انتي بخير ؟.
رفعتي رأسك انتي تمسحين دموعك قائلة بالعربية : وخر مني يمي .
ابتسمت بسخرية وقلت : انتي عربية .
رفعتي رأسك لأرى وجهك بوضوح فقد كان شعرك البني يغطيه ... بشرتك البيضاء التي انطلت باللون الاحمر بسبب بكائك .. عينيك الرمادية التي كان يحدها اللون الاحمر ..
قلتي بحدة : اي عربية خير ؟.
استنكرت اسلوبك !.. ثم كيف لم تعرفيني وتتحدثي معي هكذا .. لكن في الواقع كان هذا سبب كي احادثك اكثر ..
- انتي بخير فيج شي ؟.
عدتي لنوبة البكاء وانت تقولين : همة هيتاهيةي اهئ اهئ .
لأن صوتك اختلط بالبكاء لم افهم شئ ..
- شنو ؟.
رفعتي صوتك : مدفتهم حجيي !.
- من الصياح مب قادر افهم .
حركتي يدك بعدم مبالاة قائلتا : طز اصلا شكو احجي ويا واحد غريب .
نهضتي من مكانك وانتي تحملين حقيبتك فتحتها وبدأتي تعبثين بها وانتي تتذمرين : وين الزفت هذا .. بهالجامعة الزبالة .. لابوكم لابو الجابكم .
- الجامعة طردوج عشان جي قاعدة تتكلمين عنهم ؟.
- هما اصلا ماقبلوني مع اني احق وحدة بالمنحة .. روح شوف مسوين محاضرة وجايبين مدري يا امير مدري بطيخ عود يراعون الطلبة طاح حظهم .
قلت : امير مدري بطيخ .
- اي بطيخ شنو !.. تلاقيه واحد حقير اصلا .
مسحت وجهي بيدي وانا اكاد ان انفجر ضحكا : ليه حقير انتي شفتيه ؟.
- لا ماشفته ولا اريد اشوفه اصلا تدري اذا شفته حكتله .
اخفضت وجهي للارض كي لاتظهر ابتسامتي : ليش هو شسوا لج ؟.
- مادري بكيفي ماحبهم بعدين انت شعليك تتدخل ؟.
- كنت قاعدة اواسيج .
- ماريد يلا توكل .
- هههههههههههههههه .
وغادرتي ولا شئ يسكن في ذهني سواك ... كنتي مميزة من اللحظة الاولى .. حتى طريقة دخولك في حياتي كانت مختلفة ...





(( جوري ... ))

لم اصدق انني ركبت بطائرتك الخاصة .. فلأخر لحظة كنت بها في مطار هيرثو ظننت انك لست اميرا .. ولكنني صدمت عندما رأيتك طيارة كبيرة كتب عليها اسمك !!..
هبطت الطائرة على البلد الذي بدأت به قصة حب امي وابي .. على الارض التي تعيش بها امي .. على الارض التي من المفترض ان اكون اميرة بها ...
خرجت من باب الطائرة ومرافقينك حولي .. خرجت من المطار وركبت بسيارة سوداء مظللة .. ولكنني فوجئت بوجودك داخلها ...
وضعت يدي على قلبي وقلت : فززتي .
- شدعوة .
- هيجي .. طلع عندك طيارة خاصة .
- ايوة .
- زين هسة شنو صدقتني ؟.
- لا .. بنسوي تحليل DNA .. بس تعرفين لوطلعتي كذابة شبسوي ؟.
- مرح اطلع ماكو داعي تهدد ع الفاضي .
تحركت السيارة .. طوال الطريق كنت صامتا .. وصلنا الى احد الابراج قلت لي : جناحج فوق وفي مرافقين معاج .. بكرة بيي الصبح عشان نروح نحلل .
- مرح تنزل وياي ؟.
- لا .
اشحت بوجهك للجهة الثانية .. مددت يدي كي امسك بيدك ولكنك سحبت يدك وقلت : انا ماصرت حبيبج انا الامير بدر وولي العهد عشان جذي بتتعاملين معاي برسمية لوسمحتي .
قلت بعناد : ع نفسك مو علية .
قلت لي بدهشة : شلون ؟.
- اني حبقى مثل ما اني تريد تسوي نفسك امير ع نفسك موعلية وسالفة حبيبي ومدري شنو فهالشي يخصني .
- ههههههههه يخصج ؟.
- اي واني الي اقرر انهي العلاقة لولا .. انت بديتها بس اني الي اقول اذا انهينها لو لا .
- ههههههههههه انتي مينونة اوكيه ؟.
- هههههه حلو بعدك متذكر هالشي .
وترجلت من السيارة حيث رافقتني موظفة الى جناحي ... كان في الطابق الرابع والعشرون ... والوجهة كلها زجاج حيث يطل على بقية الابراج الموجودة في المنطقة ... كان كبيرا وفخما للغاية .. دخلت لغرفة النوم كان السرير ضخما ويغري الشخص لينام عليه .. اعتيلته وبدأت اقفز عليه قائلة : اخيرااااااااااااا ... حصير اميرة هههههههههههههااااي ... اني الاميرةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة .

شائوا ام ابوا .. فأنا اميرة .. رغما عنهم ..

اميرة رغماً عنهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن