الأنشودة الثامنة 🎼💗

ابدأ من البداية
                                    

لم تترُك له مجال لاستيعاب كلماتها إذا استقامت مُتوجهه للخارج بعد أن زرعت بصدره ألسنة العشق المُتوهجة فأصابته بلعنة الأشتهاء التي جعلت الدقائق تمُر على ظهر سُلحفاه وهو ينتظر مرور المدة التي حددتها حتى يظفر بقُربها الذي ما أن يتخيله فيجف حلقه و تتصاعد دقات قلبه للمليون دقه في الثانية الواحدة و بشق الأنفس استطاع أن يتحمل لدغات الثواني ليقطع الخطوات الفاصلة بينه و بين غرفته بلمح البصر و يقوم بأدارة مقبض الباب ليتصنم مكانه وهو يراها بفستان زفافها مُطلقه العنان لخُصلاتها الثائرة لتُحيط بها كأشعة الشمس فتُعطيها توهجًا براقًا و جمالًا آخاذًا يفوق جمالها ذلك اليوم فأخذته قدماه إليها دون وعي منه فقد أسرته فعلتها حد الجنون الذي تحول لرغبة عاتيه في إمتلاكها يتخللها عشق أهوج قد لا تحتمله تلك المجنونه ولكن سبق السيف العزل ففعلتها أطلقت جيوشه الآتيه من الجحيم فقام بجذبها بعنف لترتطم بسياج صدره المُعضل الذي لا يحتمل جنون قلبه بها في تلك اللحظة فجاءت نبرته مُتحشرجة من بين أنفاس مُتهدجة حين قال
_ أنتِ عارفه خطورة اللي بتعمليه دا ايه ؟

تعانق العشق بالرغبة بداخلها فبدد كل شعور بالخوف من ظلمة نظراته و رغبته الموقدة و التي يستشعرها جسدها في تلك اللحظة فهمست بجُرأة غير معهودة
_ عارفه و مستعدة لكل حاجه منك .

اغمض عينيه يُحاول تنظيم دقاته الهادرة و تحجيم شعوره المُروع بها الآن فتفاجئ بها تقترب منه حتى تعانقت أنفاسهم الموقدة والتي تُشبه نبرتها حين قالت
_ انا بين ايديك يا سالم . خدني لدنيا تانيه بعيد . مفهاش حد غيرنا . مش عايزة حد غيرنا .

دعوة صريحة من إمرأة اجتمعت بها عجائب الكون في نظره فهل يملِك من الحول ما يُمكنه من رفضها وهل لذلك العقل الذي أكثر ما يُميزه القُدرة على مجابهة نظرة واحدة منها؟

إجابته كانت قُبلة ساحقة أودت بها إلى الهلاك بين ذراعيه التان عزفت اقسى و اروع معزوفة فوق جسدها الذي كان أصبح كنوت بيتهوفن الذي أطلق العنان لجميع مشاعره ليُبدِع في أنشودة غرام كان صداها يتردد في جميع أنحاء الغرفة و ترتج له الجدران و تنتفض لها الأبدان التي غمرتها نشوة العشق فصارت تنهل بنهم لا يُقصيه تعب ولا يُبدده ألم . فقد فاض بهم العشق و طغى حتى صار مسموعًا محسوسًا و ملموساً فوق تلك الاشياء المُحطمة و الملابس المُبعثرة ولكن كان فرسان الغرام بوادٍ آخر غير عابئين بأي شيء سوى ترميم صدوع الشوق الذي لا ينضب و لا يخمده ثورة المياة التي غمرتهم فشدد من جذبها ليلتصق ظهرها بصدره وهما بحوض الإستحمام الذي ملؤه سالم بالمياة الدافئة علها تُهدئ من آثار تلك المعركة الداميه التي نشبت بينهم ولكن هيهات فمُجرد نظرة بسيطة منها تنشب مخالب الصبوة بقلبه فكيف بوجودها بين ذراعيه
_ لو كنت اعرف انك هتعوضيني عن اليوم دا بالطريقة دي كنت كررته كل شويه ..

ابتسمت من بين ذلك التعب المُضني الذي أَلم بجسدها و قالت بنبرة مُتهدجة
_ لو كنت اعرف الأفترى بتاعك دا كنت كملت نوم و مكنتش نزلتلك من الأساس.

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن