الفصل السادس و العشرون " الأخير "

17.9K 1.4K 858
                                    

فيه موسيقى للي عايز

ظلت عيني لا ترى سوى ذلك الظلام الدامس و لأن أخر عضو يموت في الانسان هو الأذن كنت ما زلت أسمع صوت بكاء أمي و عويلها. بدأت أفقد الأحساس في جسدي شيئا فشيئا فلم أعد أشعر بالدم و هو يسيل من جرحي كما أنني لم أعد أشعر بالألم أو بلمسة أمي و بهدوء بدأت أفقد السمع و يشق ذلك الظلام ذكرياتي كل ما فعلته في حياتي رأيته كأنني أرى فيلما مصورا.

و عندما انتهت كأنني استغرقت في نوم عميق و لكن تلك المرة نوم بلا يقظة و رحلة بلا رجعة. فسوف ألقى رب السماوات و الأرض و خالق هذا العالم. ماذا سأفعل لحظة السؤال ؟ أنا متيقنة أن جزائي في النار على ما فعلت.

فمستحيل أن أدخل الجنة بعدما ارتكبته من القتل. يا ترى ماذا سيكون حال أمي بعدي ؟ لم يعد لديها أحد مات أبي و ها أنا اتركها في ذلك العالم الرحب الواسع وحدها. و الأسوأ من ذلك أنني حطمت قلبها و جعلتها تنهار علي و تأسى و لن تنسى ذلك المنظر لابنتها و هي تقتل نفسها حاسبة أنها تقتل عدوها.

أخ لو يعود الزمن للوراء. أخ لو لم أفعل ما فعلت. يا ليتني أنال فرصة أخرى أصحح بها خطأي. و لكن ماذا أطلب فالزمن غادر و ما فات منه لا سبيل لعودته. فهو كما تعلمت يمر مر الرياح.

لا أذكر ما حدث بعد ذلك إلا أنني شيئا فشيئا بدأت أسمع صوت يناديني " رينادا " بدأ الصوت يعلو حتى فتحت عيني و زال ذلك السواد الحالك و وجدت نفسي أقف في الشارع مرتدية زي المدرسة و تقف أوهام أمامي و كانت تقول

" ايه يا بنتي انتي سرحتي و لا ايه ؟ "

فنظرت لها بخوف و هلع بالكاد أطلقت صرخة قليلة فقالت لي

" في ايه ؟ كنت بقولك عايزة أتكلم معاكي و لو لخمس دقائق. "

فعدت لرشدي و تذكرت ما قد حدث أيمكن أن تكون هذه فرصتي الثانية ؟ هل ما حدث من قبل كان مجرد خيال أم كان حقيقة و لكن الزمن عاد للوراء. لا أعرف و لكن أيا كان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. فنظرت بعيدا عنها و ضحكت ثم تابعت سيري وحدي و لم أتفوه بكلمة.

حاولت التظاهر بعدم وجودها حتى لا تزيد قوتها فهي مجرد خيال و كما خلقتها سأمحيها فلا وجود لأوهام أنها أنا رينادا فقط. و لكنها لم تدعني و شأني بل قالت

" انتي ازاي تسيبيني و أنا بكلمك ؟ أنا اقدر أأذيكي بس مش عايزة."

فضحكت و قلت

" وريني. "

فوجدتها تضعف حتى وقعت في الأرض فأخذت تترجاني و تقول

" رينادا انتي هتسبيني لوحدي ؟ "

" في الأول مدتنيش فرصة اختار المرة دي أنا عرفت أيهما أختار أنا هختار نفسي. انتي ملكيش وجود في حياتي منكرش اني ساعات كتير بحس بالشر و الحقد و الغيرة لأني في الأول و الأخر انسان بس أنا مش هغلب جانب الشر. أنا بشكرك لأنك علمتيني حاجة مهمة أوي. ان احنا اتخلقنا في العالم ده عشان نحب و نتعلم مش عشان نكره و نقتل. "

Hai finito le parti pubblicate.

⏰ Ultimo aggiornamento: Oct 17, 2016 ⏰

Aggiungi questa storia alla tua Biblioteca per ricevere una notifica quando verrà pubblicata la prossima parte!

أيهما أختار ؟Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora