الفصل الثامن

13.2K 419 77
                                    

لم أعلم ماذا كانت تريد مني. فسألتها

" أعمل ايه ؟ "

" لازم الأول تقويني زي ما قويتك و كده تخرجيني."

" ازاي "

" اول حاجة لازم تبطلي تخافي و تبطلي تسامحي و تغفري. لازم ندخل مرحلة جديدة و هي الانتقام. "

" هنتقم من مين بالظبط. "

" نبدأ واحدة واحدة كده. أنا زود ضعفي ضعفك لما سلمى بهدلتك. عشان نرجع احنا الاتنين أقوياء لازم تنتقمي منها. مش انتقام عادي. دي لازم تندم على اللي عملته. "

" بس مش هقدر أعمل كده. هي أقوى مني. و لو عملتلها حاجة هترفد و صحابها هيبدلوني. "

فوجدتها تتألم و تقبض يدها و قالت

" كل ما هتحسي بكده و تقولي الكلام ده أنا ضعفي بيزيد. مين قال انك تنتقمي منها في المدرسة. "

" أمال فين يعني ؟ أنا مبشفهاش غير في المدرسة. "

" اللي هقولهولك تنفذيه لو اتنفذ هيرجعلي جزء من قوتي و انتي هتاخدي حقك. "

" طيب قولي. "

" يوم الأحد عايزاكي في المرواح تمشي ورا سلمى من غير ما تحس بيكي. عشان تعرفي هي بيتها فين و تحركاتها. "

" بس افرضي هي عرفت. "

" مبسش أنا معاكي خطوة بخطوة. أمال مين اللي كان بيكلمك و انتي في الشارع و الفصل. "

" ده انتي. انتي رعبتيني انا افتكرت عندي تهيؤات. حاضر هراقبها بكرة. "

" مش هيبقى الحد بس ده كل الأسبوع هتراقبيها. و عايزاكي تعرفي تفاصيل عن أهلها و عنها و نقط ضعفها. "

" ماشي "

  و فجأة اختفت صورة أوهام و تناثىت الخيوط السوداء التي كانت تغطي المرآة. و عادت كما كانت.

و بالفعل جاء يوم الأحد و بعد المدرسة ذهبت وراءها. ظلت تمشي هي و كريم حتى ثم تركها عند المترو فركبت معها في نفس العربة و لكنني كنت مختفية في الزحام الشديد. و بعد ذلك نزلت في محطة حلمية الزيتون و كانت في أحدى العمارات القريبة من محطة المترو.

و قمت باحضار كراسة صغيرة أسجل فيها كل ملاحظاتي عنها. فقضيت طوال الأسبوع أجمع عنها معلومات من مراقبتي لها و من الفيس بوك في تلك اللحظة شعرت بأهمية التكنولوجيا.

سلمى تكره الحشرات و تحب الأحصنة و الكلاب و تخاف من القطط. و دائما ما تبالغ في أحاديثها و أكثر شيء يضايقها أنها لا تكون مركز اعجاب الجميع في أي مجلس. جريئة و بعض الأحيان يسود تصرفاتها نوع من التبجح. تحب اللغات و لكنها لا تحب المواد العلمية. تتحدث كثيرا اجتماعية و منفتحة و لكنها ثقيلة الظل.

تحب التعامل مع الأولاد و تعشق ما يدعى السيلفي فلديها على حسابها على الانستجرام فوق الخمسمائة صورة. و تحب الطعام و لكنها ليست بدينة. لها صوت ضحكة مميز جدا يشبه صوت ضحكة الراقصات في الأفلام.

أيهما أختار ؟Where stories live. Discover now