الفصل السادس عشر

10.5K 360 20
                                    

و في ليلة من الليالي كنت نائمة حلمت حلم غريب لم أفهم معناه حلمت أنني كنت في مدفن و كنت واقفة أمام خمس مقابر. أول مقبرة كان مكتوب عليها اسم والدي و الثانية باسم عمي و الثالثة باسم كريم و الرابعة باسم منتصر. أما الخامسة لم أستطع رؤية الاسم المكتوب عليها بسبب وجود امرأة جالسة أمامها.

من الواضح أن تلك المرأة لم تشعر بوجودي. فعندما مشيت و مررت بقرب تلك الأربع مقابر و اقتربت من الخامسة حتى أرى الاسم. و لكنني توقفت عندما سمعت تلك المرأة تقول و هي تبكي

" ليه يا رينادا يا بنتي عملتي في نفسك كده ؟ ليه فضلتي مخبية عني كل ده ؟ "

من الصوت علمت أنها أمي و لكن كانت خافضة رأسها من البكاء. فلما اقتربت بعض الشيء رأيت اسمي على المقبرة الخامسة جريت نحو أمي و أنا أقول

" ماما أنا مش ميتة. أنا عايشة. "

و قبل أن استطيع لمسها كأن كان هناك حاجز بيني و بينها فارتطمت به و وقعت على ظهري. نظرت أمامي وجدت أوهام واقفة عند ذلك الحاجز الغير مرئي و هي تقول

" انتي قلتيها بنفسك ما دام بدأتي الطريق ده لازم تكمليه لآخره. "

" طب خليني بس أطمنها إني عايشة. "

" مين قالك انك عايشة ؟ "

" قصدك ايه ؟ "

" رينادا الضعيفة الانطوائية اللي مكنتش بترفع عينها في عين حد الغلبانة اللي مبتعرفش تاخد حقها ماتت. و اتولدت رينادا القوية الجريئة اللي بتاخد حقها. "

و فجأة وجدت أمي تختفي هي و المقابر. فبدأت أشعر بالخوف و أنا أصيح " ماما "

استيقظت وجدت أوهام بجانبي جالسة على السرير و هي تقول

" يعني لازم عشان أصحيكي أجيلك في كابوس يعني ؟ "

" ايه مش فاهمة حاجة ؟ "

" بصحيكي من ساعتها كأني قاعدة جنب مرتبة. فجيتلك في كابوس عشان تصحي. "

" انتي عايزة ايه ؟ "

" انتي نسيتي اتفاقنا و لا ايه ؟ "

" اتفاق ايه ؟ ده معداش الا شهر على موت عمي. "

" مش مرتحالك. حساكي هتبدأي تتراجعي. "

" انتي عايزة ايه بالظبط. قصري "

فنظرت لي بغضب و قالت

" انا استعدت جزء من قوتي لما قتلتي عمك. متخلنيش اطلعه فيكي."

فقمت من على السرير و قلت

" يعني هتعملي ايه ؟ انا مبقتش أخاف منك. "

" كده "

و ما أن اتمت جملتها هذه حتى أمسكت بعنقي في سرعة فائفة و دفعتني إلى الأرض و ظلت تضغط عليها شيئا فشيئا و هي تقول

أيهما أختار ؟Where stories live. Discover now