(٣٤ ) وفُتحت أبواب الماضي

Start from the beginning
                                    

بكت برلنت أكثر وكأنه أمرها بذلك تتحدث بتقطع من بين نبرتها :

" أنا لا يمكنني تخيل أنني طوال هذه السنوات عشت بشعور الخزي والقهر لأجل لا شيء، تحملت رؤيتك أمامي دون التقدم والتحدث بكلمة لأجل لا شيء، اضعت حياتي هباءً لأجل لا شيء، تميم لقد ...لقد توقفت حياتي منذ ذلك اليوم الذي أدركت ما فعلت بالعم مؤمن "

ضمها تميم وهو يشعر بالغضب يستحوذ عليه من أجل ما تعاني، ولم يتحدث بكلمة قد تثقل من مشاعرها، ولم يخبرها أن والدها كان يعلم الأمر واستمر بإخفائه :

" أنا آسف حقًا بيرلي "

بكت برلنت أكثر وهي تهمس :

" لِمَ أخفيت عني تميم، لماذا لم ترحم حالتي السيئة وتخبرني ؟؟"

ابتلع تميم ريقه يقول :

" ظننتك تعرفين و..."

" من أين لي بتلك المعرفة وانا غادرت القرية قبل أن نسمع الحكم على والدك، أنا بالكاد علمت ما حدث من أبي و...."

صمتت فجأة وقد ضربها الإدراك فجأة لتتأوه بصوت موجوع مجروح :

" اوه، ابي ...لا بد أنه كان ...كان يعلم صحيح ؟؟"

أبعد تميم عيونه عنها ولم يكد يتحدث بكلمة حتى سمع صوت طرقات على الباب قاطعت حديثهم، تنهد تميم براحة أن تخلص مؤقتًا من حصارها يتحرك صوب الباب ليفتح، وتفاجئ بوجود تبارك التي ابتسمت له بسمة صغيرة تقول بصوت منخفض :

" مرحبًا تميم، هل يمكنني فحص برلنت ؟؟"

نظر لها تميم ثواني قبل أن يبتعد عن المدخل مشيرًا صوب الفراش :

" نعم رجاءً كنت سأستدعي أحدهم ليفعل "

ابتسمت تبارك تخطو للغرفة ولم تكد تتحدث حتى سمعت صوتًا افتقدته يقول بلهفة :

"تبارك "

نظرت تبارك جهة الفراش لتتسع بسمة هاتفة :

" برلنت ؟؟ يا ويلي أنتِ بخير ؟؟ أنا لا اصدق، متى استيقظتي ؟؟"

أجاب تميم براحة وقد فرح أن شغلتها تبارك عن التفكير في ما حدث :

" للتو فعلت، هل يمكنك فحصها ؟؟"

" نعم بالطبع سأفعل، الحمدلله على سلامتك والعقبى لزمرد إن شاء الله "

كانت تتحدث بعفوية كبيرة وهي تتحرك صوب الفراش قبل أن ينتفض جسدها للخلف بقوة كبيرة على إثر صرخات برلنت الهادرة :

" مهلًا ماذا ؟؟ ما الذي قلته للتو ؟! زمرد ؟؟ ما الذي أصاب زمرد ؟؟"

أبصرت تبارك نظرات تميم الذي اغمض عينه بقوة وكأنه بذلك يتجنب صراخها، لتعض شفتيها وهي تكرر بصوت منخفض وقد تعزز عندها شعور أنها تسبب المشاكل للجميع حولها حتى وإن لم تتعمد ذلك :

مملكة سفيد " أول الآثمين"Where stories live. Discover now