(٢٠) بداية إدراك ودعـــــــــوة حــــــــرب

34K 4.2K 2.8K
                                    


قبل القراءة متنسوش تصويت للفصل ..

صلوا على نبي الرحمة .

______________

يحرك كل شيء بعنف يكاد يحطم ما أمامه، ورغبة عنيفة بالقتل تسري داخله، لا يرى أمامه ولا يشعر بما يدور حوله، فقط حنق وغضب يجتاح ثناياه، ألقى قطعة الحديد التي يحملها ارضًا بغضب وهو يطلق صرخة عالية ضاربًا الطاولة بقدمه، أصبح مزاجه في الآونة الأخيرة سوداوي، أو لنكن دقيقين، أصبح مزاجه منذ مواجهته ببرلنت سوداويًا ...

" إذن هربت منك الفتاة ؟؟"

استدار كالقذيفة بأعين مخيفة صوب مُحدثه، ومن غيره الذي قد يقتحم معمله في مثل حالته تلك .

ابتسم دانيار يحاول أن يخفف عنه وطأة الأمر :

" حسنًا أهدأ فقط لنفكر، ما الذي حدث منك لتهرب الفتاة وتفر خارج جدران القصر بهذا الشكل ؟؟ ربما تعاملت معاه بطريقة حيوانية؟؟ "

نظر له تميم بغضب شديد لا يدري أكان موجهًا له، أم لتلك الفتاة الغبية التي اختفت صبيحة يوم علم هويتها، اختفت دون أن تقول كلمة واحدة، بحث عنها في أرجاء القصر بأكمله ولم يجد لها أثرًا الأمر الذي جعله يزداد غضبًا، ويتوعد لها بالويل حين عودتها، إن كانت تطمح لتركه، فوالله لن يتركها وشأنها، ليس بعدما وجدها .

تحرك دانيار عن مقعده يربت على كتفه بهدوء :

" ما بك تميم، أهدأ يا رجل، لعل غيابها خيرًا "

هز تميم رأسه بهدوء هو أبعد ما يكون عنه، يحدق أمامه بنظرات سوداء وهو يكمل عمله بينما دانيار أشفق عليه ليقول بهدوء :

" هل ..هل تحدثت مع أي رفيقة لها ؟؟ "

تنهد تميم يقول بصوت مرتفع بعض الشيء والخوف هو من بدأ يمتلك زمام أموره ملقيًا قطعة الحديد للمرة الثانية :

" لا يعرفن لها طريقًا، اقسم أنني فقط إن رأيتها لتلك الجبانة الصغيرة في هذه اللحظة سأ...."

" السلام عليكم ."

تصنم جسد تميم بقوة وشعر وكأن أعصابه جميعها ترتجف وقد أصبح تنفسه خافتًا بعض الشيء، ابتلع ريقه يغمض عيونه يحاول أن يقنع نفسه أنها اصوات تسكن داخله، صوتها الشجي الحبيب الذي كان يمثل له منذ أيام قليلة ازعاجًا، الفتاة التي كاد يتخلص منها مرات عديدة هي نفسها حبيبته التي كادت روحه تغادره كمدًا عليها .

عند هذه الفكرة شهق بصوت مرتفع يميل على الطاولة يحاول التماسك متناسيًا تلك الأفكار التي تؤرق مضجعه منذ ايام، كيف كانت تعيش ؟؟ هل كانت تتناول طعامها جيدًا؟؟ هل بكت يومًا حتى انقطعت أنفاسها دون أن يكون جوارها ويضمها مهدهدًا ؟؟ افكار كلها كانت تدفعه صوب مناطق خطرة في رأسه.

وكل ما حدث له بعد كلمات برلنت كان تحت أعين دانيار الذي أدرك أن هذه التي تقف على باب المعمل في هذه اللحظة هي نفسها برلنت، زوجة تميم .

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن