(٧) العودة للوطن

31.3K 4.5K 1.7K
                                    


قبل القراءة متنساش تضغط على زر النجمة ( تصويت للفصل )


مهما حصَّلت من علمٍ..
لن ترتفع بغيرِ القرآن، ولو قرأت ألف كتاب.

- ش. سعيد الكملي.

صلوا على نبي الرحمة

_______________________

بالنسبة لرجلٍ لم يعلم من النساء غير والدته، وعاش حياته بين رجال أشداء لا يرى من النساء إلا لمامًا، بضع نساء يلمحهن حينما يحرر قرية أو ينقذ رهائن، نساء لم يهتم حتى ولو بدافع الفضول أن يتطلع على ملامحهن، فقط عاش حياته سعيدًا بعيدًا عن كامل تعقيدات النساء والمشكلات التي ترافقهن، لم تمس يده امرأة قط عدا والدته العزيزة، والآن وبعد كل تلك السنوات، وبعد ثلاثة وثلاثين عامًا من العزوف عن لمس امرأة، فعل المحظور، هو لم يلمسها فحسب، بل عانقها....أو بالأحرى هي من عانقته .

انتفض جسد سالار بقوة بين ذراعيّ تبارك التي كانت تبكي على ذراعه برعب وهي تردد كلمات غير مفهومة من بين شهقاتها، وهو المسكين يشعر بيديه تكافح لدفعها بقوة وتحطيم عظامها لتجرأها وتخطي منطقته الخاصة، ابتلع ريقه يغمض عيونه بقوة وجسده يرتجف هامسًا داخله حتى يهدأ :

" هذه ملكتك ...هذه ملكتك وهي خائفة، هذه ملكتك، لا تتصرف بعنف قد يؤذيها، تريث ...تريث سالار ..تريث بالله عليك "

لكن كل تلك الكلمات تبخرت وتلاشت في الهواء حينما شعر بكف تبارك يقبض على سترته من الخلف بقوة من بين شهقات غير مفهومة، ليكون ردة الفعل منها هو دفعة قوية للخلف اسقطتها ارضًا بشكل جعل أعينها تتسع ألمًا، و سالار هتف بشكل جنوني :

" لا تتعدي حدودك معي، ولا تقتربي بهذا الشكل مجددًا لأي سبب كان من أي رجل، سمعتي ؟؟"

نظرت له تبارك برعب كبير تحاول أن تتحدث وتبرر ما تريد قوله وعيونها قد التمعت بدموع كثيفة :

" أنا كنت بس  خا....."

لكن سالار لم يهتم لأي سبب تنطق به صارخًا بصوت تسبب في طيران الغربان والعصافير التي تسكن الاشجار :

" سمــعـــتــي ؟؟"

هزت رأسها بسرعة كبيرة وعيونها متسعة مليئة بالدموع تراقبه والخوف قد احتل جسدها في تلك اللحظة، تخافه أكثر من خوفها بأن تضل وسط الغابة والحيوانات الشرسة وحدها .

راقبها سالار وهو يدري داخله أنه بالغ، بالغ في التعامل معها باعتبارها أمرأة، حسنًا على من يكذب هو يعاملها كأحد جنوده، وهذا ما يملك في الحقيقة .

أنزل إصبعه وهو ينظر لها بشفقة ورغبة عارمة بالاعتذار تلح عليه، لكن هي لم تمنحه فرصة، لم تمنحه ثانية واحدة ليفكر في كلمات اعتذار مناسبة إذ فجأة ودون مقدمات انفجرت في البكاء والصراخ وهي تنهض من الارض تصرخ في وجهه .

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن