(١)الملكة المفقودة

57.8K 5.1K 3.5K
                                    


"إن كانَ لَيْلُكَ قد كساكَ بُحزنهِ
ما ذنبُ صُبحِكَ أن يراكَ حزينا؟!".

صلوا على نبي الرحمة

فوت قبل القراءة وصلوا الفصل لعدد كويس وتعليقات بين الفقرات عايزة اتحمس معاكم، عشان الأحداث اللي جاية ❤️

الفصل إهداء الجميلة Alaa Rafat كل عام وانتِ بألف خير ياقلبي ❤️

البداية " ٢٠٢٤/١/١ "
_________________

تسير والحذر رفيقها، تشعر أنها تود لو تطير متجاوزة تلك المنطقة، لا ترغب أن تمر بها وتعرض آذانها العزيزة لصيحات النساء، وتهكمات الثرثارات منهن، الأمر وما فيه أنها ملت كل ذلك، والأصح أنها ملت الحياة في تلك المنطقة، ولولا كسرة الخبز الجافة التي تتناولها كل يوم في غرفتها الرطبة العفنة، لكانت رحلت عن المكان بأكمله، لكن ماذا تفعل وحياة التقشف تناديها وتغريها .

وقع بصرها فجأة على عربة فواكهة بها اطباق جاهزة من فواكهة متنوعة، ثمرة تقريبًا من كل نوع، وفوق الطبق كُتب ( ٢٠ جنيهًا بدلًا من ٢٥ ).

ها انظروا المزيد من الاغراءات كي لا ترحل عن المكان، بالله عليكم كيف تترك تلك المنطقة التي تبيع أربعة ثمرات فواكه بخصم خمسة جنيهات ؟! أين قد تحصل على مثل تلك الرفاهيات ؟!

خرجت تبارك واخيرًا من تلك المنطقة بعدما استطاعت تلاشي ألسنة سكانها اللاذعة، انحرفت في شوارع عدة تركض بين برك المياه الملوثة، غير مهتمة بحذائها، فهو وَسخ على أية حال ..

توقفت أمام بناية صغيرة من ثلاثة أدوار، تتنفس بصوت مرتفع تجفف عرق وجهها متحركة صوب الداخل، وقد ظهرت لافتة مهترئة تعلو مدخل البناية كُتب عليها ( مستشفى الأمل والحياة ) حيث يُقتل الأمل وتتلاشى الحياة .

ابتسمت تستقبل يوم جديد في عملها بكامل الطاقة والحيوية، تفتح ذراعيها بسعادة، وبدلًا أن تستقبل طاقتها الإيجابية، استقبلت طفل صغير يبكي بصوت مرتفع وصديقتها تقول :

" امسكي يا تبارك العيل الزنان ده لغاية ما أمه تخرج من الكشف، أنا مش فاهمة الناس اللي بتيجي يكشف ويجيب عيل معاه ويرميه لينا "

نظرت تبارك بصدمة لذلك الصغير الذي يقبع بين أحضانها يبكي ويجذب حجابها، بينما هي تحاول أن تتلاشى يده قائلة بصدمة :

" طب وأنا مالي يا سميرة، خدي الولد ده أنا مش فاضية عندي مرور على العنابر "

لكن سميرة كانت قد رحلت بالفعل، وتبارك نظرت للصغير الذي كان صوته قد أيقظ الاموات من قبورهم، زفرت تتحرك به صوب غرفة تبديل الثياب تاركة إياه على الأرض تختفي خلف ستار لتبدل ثيابها لثياب العمل، إذ كانت تبارك تعمل في هذه المشفى المتواضعة " ممرضة " .

خرجت تعدل من وضعية ثيابها، تحمل الصغير مجددًا تضع القلم في فمها وتمسك مدونة بين أصابع يدها الحرة تقول :

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن