(٣٤ ) وفُتحت أبواب الماضي

Start from the beginning
                                    

" لقد كانت تحمل طفلًا وقت الهجوم على المملكة حين فقدناها، لم نعلم إن كان هذا الطفل صبي أم فتاة، لكنه قُتل مع والدتك "

تراجع إيفان يحاول أن يستوعب ما سمع للتو، وعقله يدور في داوئر مفرغة، ولحظات الحقيقة تُعاد أمام عيونه، حين تولى العرش في عمر المراهقة بعد موت والده، تلك اللحظة كان في نظر العريف مؤهلًا ليتحمل الحقيقة التي دفنها ..

" أخبروني أنك تريد رؤيتي أيها الملك ؟!"

رفع إيفان والذي كان في تلك اللحظة في بداية حكمه للبلاد مجرد مراهق يشعر بالحيرة مما يدور حوله :

" نعم رجاءً يا عم اجلس، أود الحديث معك في عدة أشياء بخصوص الحكم و لقد علمت أنك كنت تود مقابلتي منذ أيام ولم تكن هناك فرصة لذلك و..."

قاطعه العريف جالسًا على مقعد في جناح إيفان يقول بجدية :

" أسمع يا بني، اعلم من نظراتك الآن أنك كالغريق، تحتاج لقشة تتعلق بها كطوق نجاة، لكن صدقني إن كنت تعتقد أن هذا الطوق هو أنا فأنت مخطأ، أنا عريف هذه المملكة ولست ملكًا لاساعدك، ولا أدري شيء بخصوص كل هذه الأمور، لكنني أعتقد أنني اعلم من يمكنه مساعدتك "

كام إيفان يسمع كلماته وهو يحاول فهم ما يريد الوصول له حتى قال بجدية :

" من تقصد ؟؟ امي ؟؟"

اشتعل غضب العريف لتلك النظرة التي خص بها والدته عند ذكرها:

" لا ليست الملكة شهرزاد وصدقني هذه آخر شخص قد تود الاعتماد عليه أو طلب مساعدته بشيء "

نظر له إيفان برفض لكل ذلك الكره الذي انبثق من نظراته يدافع عن والدته:

"أيها العريف من تتحدث عنها هي أمي والملكة الأم هنا و...."

" لا "

همس إيفان بعدم فهم لتلك الكلمة الاعتراضية التي لم تكن في موضعها الآن:

" لا ؟؟"

" نعم، لا، هذه المرأة ليست ملكة أم وليست والدتك حتى "

ارتجف جسد إيفان بصدمة كبيرة حين سمع تلك الكلمات لينتفض صارخًا بصوت هز المكان وغضب كبير :

" ما الذي تهزي به أيها العجوز ؟! يبدو أنك بدأت تشيخ وتتحدث بما ليس له معنى، وأنا لن أسمح لك أن تمس والدتي بكلمة واحدة تسيئ لمكانتها هنا "

ابتسم العريف وظهر التصميم في عيونه :

" اعتقد أنه حان الوقت لتأخذ صفعتك التي ستفيقك أيها الشاب، انتظرت سنوات الوقت المناسب ولا أعتقد أنني سأستطيع مواصلة الصبر حتى تغرقك تلك المرأة القذرة "

هنا وكفى اندفع جسد إيفان صوب العريف يجذب ثيابه بغضب حتى كاد يخنقه :

" هذه المرأة التي ذكرتها بالسوء للتو هي ..."

مملكة سفيد " أول الآثمين"Where stories live. Discover now