(٣٤ ) وفُتحت أبواب الماضي

ابدأ من البداية
                                    

صمت يتنهد بصدر يجيش بالكثير :

" لكن أنا، أنا لست مثلكم، ولن أكون، وثأري سآخذه وبيدي هذه ....."

____________________

" هل قصدت ما سمعته للتو تميم ؟؟"

نظر لها تميم لحظات قبل أن يهز رأسه بهدوء وفي عقله أفكار كثيرة تتقاذفه ظنونه، وحين أبصر نظرات الصدمة تعلو وجه برلنت سارع للقول :

" أبي بخير ولم يُعدم بيرلي، هو بخير لقد عفى عنه الملك حين علم أنه مظلوم و.."

" وعشت حياتي اجلد نفسي بسياط الندم لأجل شيء لم يحدث ؟؟"

كانت كلمات برلنت خافتة مكسورة النبرة ودموعها التمعت بحسرة داخل عيونها، حسرة على ايام ضاعت من حياتها بين دوامات الندم والحزن والقهر، يا الله لقد عانت لشهرين كاملين من كوابيس قاتلة كادت تودي بصحتها النفسية .

ابتلعت ريقها تقول بصوت منخفض :

" لقد كدت أموت حسرة في أحد الأيام لولا أن اغاثتني والدتي و...."

صمتت برلنت فجأة وهي تدفن وجهها بين يديها ليتحرك تميم يجاورها بتردد يجذب رأسها لصدره هامسًا :

" بيرلي، صغيرتي لا تبكي رجاءً "

صرخت برلنت باكية دافعة إياه بعيدًا :

" لا تطالبني بالتوقف تميم، فهذه حياتي التي تدمرت هنا وليست خاصتك "

تنفست بصوت مرتفع وهي تهتف :

" هنت وهانت حسرتي عليك تميم لتخفي عني كل هذا ؟؟ أنا فقط أشعر بالـ "

توقفت ثواني تحاول أن تتوازن وتدرك ما تشعر حقًا في تلك اللحظة، ليراودها شعور مبهم من السعادة بالتحرر من ذاك الذنب الذي كبلها، مختلطًا بشعور الحسرة على سنوات ضاعت بسبب ذلك الذنب نفسه، هي فقط تشعر دون إرادة منها أنها حزينة ومقهورة، حتى وإن ظن البعض في تلك اللحظة أن مشاعرها سخيفة مبالغ بها .

" تميم أنا ....أنا فقط سعيدة لأجل والدك، وكذلك والدتك، أنا سعيدة لأجل عائلتك"

وتعيسة لما أصاب عائلتي، لكن هل تلومه على ما أصاب عائلتها ووالدها هو من تسبب في كل ذلك ؟! لا فهو عانى وعائلته جراء مكر والدها، لكن الله يمهل ولا يهمل، وها هي عائلة والدها تدمرت، وعائلة تميم نجت .

سقطت دموعها بحزن وقهر تحت أعين تميم المتفهمة لكل الأفكار التي قد تمر في عقلها الآن، يدرك التخبط والحسرة التي تملئ نفسها، وهو ابدًا لم يكن على استعداد ليتحمل كل ذلك ..

اجبرها تميم على الخضوع لاحضانه وهو يهمس لها :

" ارجوكِ بيرلي اسمعيني وتوقفي عن البكاء، انى أرجوكِ اقسم أنني سأخبرك كل شيء لكن فقط توقفي عن هذا البكاء فهذا ليس بالشيء الجيد وقد استيقظتي للتو بعد أيام مرض "

مملكة سفيد " أول الآثمين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن