١٨

5.7K 177 35
                                    

الكوفي

نطقت ملاذ وهي تدخل : جايه عندك علشان نهج من هنا ترجعيني هنا ليه ؟؟
ابتسمت منار : شسوي المشهور ماراح يجي الا هنا مكانكم مشهور
دخلت وجلست ملاذ ، جلست كضيفه لان ماعندها دوام اليوم وطلبت وهي تنطق : الله ياحلو شعور انك تطلبين مو تجهزين طلبات
ابتسمت منار ، ونطقت ملاذ : يمه جاء جاء
عقدت حواجبها : مين جاء ؟
نطقت ملاذ بعجلة : مالك الكوفي!
التفتت خلفها بصدمه وعدم إستيعاب وضحكت بعدها: انمار !
التفت انمار يمشي لها باستغراب ونطقت : انت مالك المكان ؟؟
هز رأسه ورجعت التفتت لملاذ تضحك ونطق : حاقده علي والله ماكنت قاصد
ضحكت منار : لو تطردها من الشغل بعلم تيّار عليك
ابتسم لانها تهدده بضحكه : صار عندك ورقة رابحه ؟ لا تشيلي هم محد يقول لها شيء
ابتسمت ومشى وجلست تضحك تناظر ملامح ملاذ المصدومه : ياغبيه هذا صاحب تيّار ! ماسك إدارة المستشفى معه ومستحيل يسوي هالحركات
قاطعتها ملاذ : نسونجي نسونجي لا تبرري له
ضحكت تهز رأسها بفقدان امل : معليك منه المهم انك بشغلك
هزت رأسها ملاذ : اي يخوفهم تيّار
ابتسمت بهدوء وانتظروا قدوم المشهور لكنه ماجاء وتنهدت بتعب : مافي امل صار لنا ثلاث ساعات بطلع خلاص وبكرا بحضر جولة تيّار واشهره
ضحكت ملاذ: الله يعينه عليك
ابتسمت لانها كانت تمزح وطلعت بتعب ترد على يزن تعلمه مالقيت خبر وتسمع محاضراته المعتاده ..

اليوم الثاني ..

توسطت سيارتها امام المبنى تشوف الساعه عدت العاشرة وتقريبًا جولته قربت ، شدت على يدها من الفكرة اللي داهمتها وتبي تطبقها ونزلت اخيرًا بعد وقت من التفكير والهواجيس في القرار ، تقدمت تمشي وتسأل عن مكان جولته ودخلت تشوف الحشد والمتفرجين وحضر الخصم وتبقى حضوره ، جلست في ابعد مكان ماحولها احد في حضنها الكاميرا اللي قدرت تدخلها بمهاراتها تناظر لرياضة اللي تكرهها وماتحبها ابدًا ، وانتشر الصراخ وقت دخل تسمع المعلق : يتوسط الحيدر حلبة المصارعة
ناظرت له ولسماره وطوله و هدوءه والهالة المحيطه به ، هالة جاذبية وقوة وقسوة رغم انه أحنّ من لمس عمرها ، رفع نظره يحرك يدينه بتحميه للحاضرين وان صح القول كان يبحث عنها ، لكنه مالمحها في الصف من خلفه ولا عنده وقت يدور اكثر لان فعلًا بدأ الحكم يعلنّ الجولة ،
وبدأت المصارعه بينه وبين خصمه القوي بشدة وقوة مع حماس المشجعين اللي كانوا كلهم رجال الا هي البنت الوحيدة حولهم ، حقيقة الامر كانت تغمض عيونها كل ما يقترب الخصم منه ، تبلع ريقها وتشد على يدها وتمسك قلبها ، كانت مصارعه قوية بينهم وتنافسية وشديدة طلع فيها قهره وغضبه وضرب حتى توسطت كفوفه تضرب الارض بقوه ونزفت جروح من اصابعه ووقفت بفزع بين منتصف الجالسين تهمس : تيّار !
خافت عليه وخوفها بان في ملامحها لانه سقط بقوة وصوت ضرب جسده بالارض انسمع بقوة ، وقف يتأرجح يميل جسده على حبال الحلبة ورفع يده يستشعر دم ينزل من انفه ومسحه وهو يرفع نظره لها يشوفها واقفه بينهم ماسكه الكاميرا تناظر له وعيونها تملأها الخوف ، رمش بهدوء واعتدل بوقته كانه شحن طاقته بالنظر لها وانقض على خصمه وزاد الصوت والحماس بين الجماهير وزاد خوفها و رعبها بفزع تشوف مره له ومره لخصمه حتى اسقط خصمه ارضًا يعتليه وعد الحكم وصرخوا الجماهير لانه فاز ووقف وهو يتقدم لخصمه يرفعه : عساك طيب؟
هو فعلًا يشوفه خصم لكن عمره ماشافه عدو واشار رأسه بالإيجاب وربت على اكتافه يتركه ينزل من الحلبه يقابل انمار : حيدر!
هز رأسه بهدوء وتعب يسحب المويا اللي ناوله ويشرب  مشى يدور عليها بانظاره ولا لقيها وتنهد يتقدم لغرفته يدخل الحمام ويفتح الماء على جسده نزولًا من شعره اللي نزل على جبينه والى عُري صدره وظهره وهو يشوف الون الحمر اللي ينزل من يده دلايل الدم ، قفل الماء وجفف جسمه ولبس بنطلون و تيشيرت بلون الاسود ورفع منشفه صغيره على شعره وهو يمشي طالع من الحمام ورفع نظره يشوفها جالسه في الكنبه والباب مفتوح وفي يدها لصقات جروح وهمس : مَنار ..!
بلعت ريقها تشوفه يحرك المنشفه بعشوائية على شعره يجففه قدر المستطاع ونزعها يمشي يجلس بجانبها وهمست : اشوف يدك
مد يده الشمال وكانت اصابعه من الخلف فيها جروح وتنهدت تفتح الصقات وتطلع ثلاث تضعها على السبابه والوسطى والبنصر في منتصفها تقريبًا بينما هو يناظر لها بشرود وتكلمت وهي تسوي الصقات : اكره المصارعه شوف كيف مليان جروح وتنزف !
اخفى إبتسامته من غير رد ورفعت نظرها له تشوف شعره في جبينه تقطر وهمست : جفف شعرك تيّار !
مارد وهو يتأملها وبلعت ريقها بتوتر نطق بهمس : تعرفين مين ثالثنا الان ؟
سكتت بعدم فهم تناظر له عن مقربه واكمل : الشيطان يا منار ..!
بلعت ريقها وقت فهمت مقصده واكمل بعدها : رديّه عني وعنك وخيبي اماله و حققي آمالي ، داوينّي بطريقة مختلفة ماصار طب الناس ينفعني ، ماتنزف جروحي بس تنزف روحي يا مَنار ..!
شدت على يدها بخوف تنهد يوقف يدرك انه خوفها بكلامه او ان ممكن يسوي لها شيء ووقف يسحب المنشفه يكمل تجفيف شعره : لا تشدّي
خففت من شدت يدينها وشافته معطيها قفاه وطلعت من شنطتها غرض وضعته في الكنبه وطلعت من غير كلام ولا رد ولا اي تعبير ، وتنهد بتعب يستشعر خروجها تتعبه اكثر حتى من المصارعه والتفت للكنبه لمكانها وعقد حجاجه يشوف النجمة اللي شراها تتوسط الكنبه وشغاله بالون الاخضر ، وابتسم ، آخيرًا أبتسم بوسع ثغره وعدم إستيعابه انها واخيرًا عطته الضوء الاخضر واعلنت الحرب معه وفي صفوفه وبجانبه نور اخضر بداية معركة ضحاياها كثير والمها كثير لكنه الالم الوحيد المستحق عيشه وتجريبه ..!
اخذ النجمة في باطن كفه وابتسم بوسع ثغره يتنهد براحة ..

أعظم من مُوجز الأخبار بعين المغترب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن