الأنشودة السادسة 💗🎼

ابدأ من البداية
                                    

تحدث مروان هذه المرة بدلًا عن فرح :
" فرح عندها حق يا جنة . سليم في أقصى مراحل ضعفه و يأسه . بلاش تروحي وراه من غير حاجة هو حاسس بالإحراج منك و مننا كلنا . سيبيه هو عارف هيتخلص من كل دا ازاي .."

لم تستطيع احتمال كل ما يحدث معها فأحنت رأسها لتقترب منها همت بأقدام متوجسة قائلة بترقب تخشى رفضها:
" مروان عنده حق يا جنة. اللي مروا بيه يا بنتي مش سهل. "
رفعت جنة رأسها تطالعها بحزن تجلى في إيماءة بسيطة من رأسها فاطمأنت همت قليلًا و اقتربت تُمسِّد بحنو على كتفها و تضمن لهجتها وهي تقول :
" اطلعي أنتِ ارتاحي شوية في اوضتك على ما هو يكون رجع . ولو عايزة تسيبي محمود معايا عشان تعرفي تنامي براحتك سيبيه…"

نبش القلق حوافره في قلبها فازدادت من ضمة محمود أكثر إلى صدرها فتابعت همت تطمأنها :
" متخافيش عليه يا جنة. دا في عنيا والله . وأنتِ وفرح زي سما و شيرين .. "
انفرطت عقدة دموعها مع آخر كلمة تفوهت بها فتحمحمت فرح ثم قالت بهدوء :
" أكيد طبعًا يا حاجه همت . سيبي محمود معاها يا جنة و اطلعي ريحي فوق.."

ارَسَمَتْ ابتسامة بسيطة على محيّاها قبل أن تناولها الصغير و التفتت تناظر فرح بحزن احتوته فرح بضمة قوية وهي تهمس بأذنها برفق :
"متقلقيش .. خلي عندك حسن ظن بربنا و اعرفي إني مش هسيب أي حد أو أي حاجة تأذيكي طول مانا عايشة .."

هَدَأ الفؤاد بكلماتها فشددت جنة من ضمها قبل أن ترفع رأسها وهي تقول بامتنان :
" ربنا ما يحرمني منك أبداً .."
" ولا يحرمني منك .."

كان الجميع يشاهد ما يحدث بتأثر فتقدم هو إلى حيث تقف وقال بخفوت صارم :
"تعالي ورايا عالمكتب.."

ارتجف قلب شيرين الذي كان يخشى المواجهة كثيراً ولكنها في النهاية اذعنت إلى ما طلبه و تقدمت تجرّ أقدامها المثقلة بذنوبها العظيمة وهي في طريقها إلى المكتب توقفت أمام كُلّاً من فرح و جنة و قالت بصوت مبحوح من ثقل ما تشعر به:
" فرح . لو تسمحي كنت عايزة اتكلم معاكِ شوية . "

اومأت فرح بصمت فأردفت شيرين بخفوت
" ساعة و هعدي عليكِ في اوضتك نتكلم.."
فرح بجمود :
" تمام .."

******************

كانت دمائه تغلي في مراجل بينما لسانه لم يكف عن إطلاق السُباب لكل ما يحدث معه و كأنما القدر يعاقبه على جميع أخطائه دفعة واحدة .
زفر بحنق وهو يستمع إلى صوت إغلاق الباب فحاول أن يستبدل ثاني أكسيد الغضب بأوكسجين نقي فأخذ يكرر عملية التنفس عدة مرات حتى جاءه صوتها المبحوح ليضرب بكل محاولاته في الهدوء عرض الحائط:
" عايزني في ايه ؟"

التفت بسائر جسده وهو يناظرها بغضب تبلور في لهجته التي كانت مرعبة تشبه عينيه حين قال :
" عايز اعرف حازم بيهددك بأيه ؟"

تراجعت خطوتان إلى الخلف من مظهره المرعب و لهجته و عينيه فحاولت أن تشحذ صوتها الهارب وهي تقول بخفوت:
" مبيهددنيش…."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن