(٢٣) نساء في ساحة الحرب

Start from the beginning
                                    

" دعوهم يقتحمون القصر، اجعلوا هدفهم مصيدة لهم، حاصروهم داخل القصر، لا أود أن يهرب واحد منهم فقط .."

عودة للمعركة :

كان جنود سالار يحاصرون الجيش من كل الثغرات به، وتركوا فقط ثغرة واحدة ظاهرة لهم لتكون مدخلهم صوب القصر، ابتسم حين رأى هجوم جنود بافل على القصر بقوة ضارية ليدّعي جنوده دفاعًا واهيًا كي لا يثيروا الشكوك، ثم في ثواني تحركوا من أمام الباب سامحين لهم باقتحام القصر .

في هذه اللحظة ارتفع صوت سالار يهدر بين جنوده :

" احيــــطوا بهؤلاء الخنازير، قاتلوا أعداء الله  "

وفي ثواني لم يحسب لها رجال بافل حسابًا وجدوا سيلًا من الرجال يندفع كالفيضان عليهم من كل حدبٍ وصوبٍ، اندفاع جعل قلبوهم تجفل للحظات وهم يتراجعون بسرعة صوب الابواب، لكن وقبل أن يفعلوا وجدوا جزء لا يُستهان به يقفل عليهم المخرج وصوت جهوري يهتف بهم :

" مرحبًا بكم في سفيد الأرض التي ستتلوث بقذارة دمائكم، وستدفن في جوفها جثثكم العفنة التي أثقلتها الذنوب والمعاصي "

كان صوته يرنّ صداه في أرجاء القصر مسببًا اضطراب في صدر تلك التي كانت تقف بعيدًا تراقب ما يحدث بأعين متسعة، يا الله شتان بين هذا الصوت العاصف والآخر الساخر، لكن في كلا الحالتين يسببان لها اضطرابات وإن اختلفت ..

ابتلعت ريقها تراقب ما يحدث بأعين متسعة، ففي ثواني وبعد كلمة من سالار التحم الجيشان بشكل مرعب جعلها تغمض عيونها وهي تردد العديد من الاستغفارات والأدعية .

تراجعت أكثر تفكر في الركض صوب المشفى لأجل علاج المصابين من الجنود، لكن وقبل أن تتحرك وجدت العديد من الجنود يحيطون بسالار في شكل مرعب، تركوا باقي الجيش وتجمعوا حوله يتنافسون على من يقتله .

ارتجف قلبها تهمس بصوت مرتعد :

" سالار، يريدونه، هم يريدون قتله هو "

وعند تلك النقطة ارتجفت يدها وشعرت بالخوف يحيط بكامل جسدها، تنظر حولها في تشتت ورعب واضح، ثم وفي ثواني ودون مقدمات كانت تتقدم من المكان تلتقط سيفًا قد سقط من أحد الجرحى، تشعر بارتجاف صدرها، تتحرك صوبهم وهي تردد في نفسها :

" الله خير حافظ، الله خير حافظ "

وفي تلك الأثناء التي كانت تحارب تبارك فيها نفسها؛ كي تتشجع وتخوض مضمار لم يسبق أن خاضته يومًا أو حتى وطأته بالخطأ .

كانت هي تقف بينهم وهي ترفع سيفها تجز أعناق كل من يراقبها دون أن يرف لها جفن، تتناثر دماؤهم على وجهها لتتسع بسمتها بشكل مرعب وهي تصرخ فيهم :

" لعنة الله عليكم أجمعين، لعنة الله عليكم اجمعـــــيــن يا حثالة الممالك "

ختمت صرختها وهي تغرز سيفها في أحشاء ذلك الرجل الذي قابلها بنظرات مصدومة، ابتسمت تنتزع سيفها وهو تقول بصوت سوداوي :

مملكة سفيد " أول الآثمين"Where stories live. Discover now