الأنشودة الرابعة 💗

ابدأ من البداية
                                    

خرج الطبيب من الغرفة فاندفع الجميع تجاهه فأجاب علي تساؤولاتهم بعملية
" مكدبش عليكوا الحاجه حالتها غير مطمئنة بالمرة صحيح الأزمة عدت بس حالة القلب تعبانه و مفيش في ايدينا غير الدعاء . عن اذنكوا.."

خيم الحزن علي وجوههم علي الرغم من توافد عبارات الحمد علي شفتيهم فجاء صوته آمرًا
" يالا عشان تروحوا البيت . مش عايز حد هنا . "

قبل أن يدع المجال لأحد بالأعتراض تدخل سليم قال مؤيدًا حديث شقيقه
" قعادنا هنا مالوش لزوم . محدش في ايده حاجه يعملها. "
تحدث صفوت بعمليه
" النهاردة اليوم كان متعب عالكل و الفجر أذن اصلًا . يالا يا همت هوصلكوا البيت ترتاحوا شويه و بعدين تبقوا تيجوا تطمنوا علي الحاجه بالليل .."

تدخل مروان مضيفًا
" انا كلمت الشركة و زودت عربيات الحراسة عالقصر و هنسيب اللي بره هنا مع سالم و طارق . و هنروح احنا نرتاح شويه و بعدين هتيجي انا وسليم نبدلهم . "

اومأ بصمت فلم تعد له طاقه للحديث فغادر الجميع الا هي فالتفت يناظرها وحين أوشك علي الحديث سبقته قائله بلهجة قاطعة
" متفكرش لحظة اني هسيبك . "

فاجئها حين امتدت يديه تقربها منه بقوة تجلت في نبرته المتعبة حين قال
" متسبنيش ..."

" مش هسيبك ابدًا يا عمري .."
قالتها فرح بعشق كبير انبعث من عينيها و كفوفها التي حاوطت وجهه بحنو فاخفض نظراته الي بطنها المسطحه و امتدت يديه تتلمسها بحنان و نظراته توحي وكأنه يشكو لصغيره وجع والده دون أن تفصح شفاهه عن أي شئ فشعرت هي به و تآزر قلبها معه و لأنها تعلم أنه لن يفصح عما يجول بداخله حاولت تشتيت انتباهه قائلة بمشاكسه
" نحن هنا علي فكرة . من دلوقتي مطنشني عشانه.. "

لاحت ابتسامه بسيطه علي ثغره فاضافت بحنو
" تعالي ننزل نشرب حاجه تحت و ترتاح شويه من من امبارح علي حالتك دي .."
لم يعارضها فلم يكن له طاقه لذلك فتبعها متوجهًا إلي الأعلي ولكن قبل أن يغادر التفت إلي غرفة والدته وهو يلقي نظرة طويلة بها وعينيه تتوسل بصمت ألا تغادره فلا يملك طاقة لتحمل فراقها أبدًا

فوجئ مروان بعمار الذي كان في المقهي الخاص بالمشفي لا يعلم ما عليه فعله ولا يطاوعه قلبه بالمغادرة و تركها خلفه حتي وهي آمنه مع أبويها و فضل الجلوس هنا عله يلمح طيفها و يستطيع تصليح الأمور العالقة بينهم ..
" ايه دا هو عم ذئاب الجبل دا لسه هنا بيعمل ايه ؟"
اجابه سليم بفظاظة
" معرفش و مش عايز اعرف .."

ناظره مروان بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
" يا ابني افرد بوزك دا. بطل تشوه خلقتك اكتر واكتر مش كفايه علينا قرعتك دي .."

تعاظم الحنق بداخله فهدر بعنف
" اقسم بالله لو ما بطلت استظرافك دا لهكون مطبقلك وشك انا دمي محروق و مش طايق نفسي ."

لم يبدو عليه التأثر بكلماته المتوعدة بل تابع سخريته قائلًا
" يا بني آدم شغل دماغك دي شويه . يا حبيبي دا ربنا ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل شغل عقلك دا هيصدي والله . "

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن