Adopted (24)< لقد اختفى، تم اختطافه! >

4 1 0
                                    

ذات صباح، شمس لطيفة بأشعتها الخفيفة، وهدوء جميل لطيف في ذلك الوقت، تطلب الجميلة من زوجها الخروج معاً والتسوّق قليلاً وشراء بعض الملابس اللطيفة لها ول*سام* كذلك، فقد طلبت من لوليتا اخذه معها لبعض الوقت اليوم لتمر عليها وتأخذه .. يوافق هو الآخر ليخرجا ويركبا سيارتهما وينطلقا نحو أكبر مول للتسوق في تلك المدينة الرائعة، حيث يدخلان ليجدا اعدادا هائلة من الناس، والاطفال يركضوا بجانبهما وتلك الأسواق المليئة بالملابس، احذية، اكسسوارات، اواني مطبخ، اثاثات، العاب، و و و والكثير من هذا وذاك..
يجذبها مكان لملابس الاطفال لتدخل فيه اولاً..تنظر هنا وهناك وتمشي بعربة الاطفال التي يجلس بداخلها سام بكل هدوء وبراءة، ثم تأتي عميلة في المكان وتردف لها..
العميلة : (مبتسمة) مرحبا بكِ سيدتي، بماذا يمكنني مساعدتك؟
نور : ااه (تبتسم) شكرا لكِ..اود فقط اختيار لبسة لطيفة لهذا الصغير..
العميلة : امم حسنا (تشير اليها) من هذا الطريق لو سمحتي..
تذهب معها لترى الملابس بأنواعها لتنزل لها طقم جميل لطيف مرسوم عليه ميكي ماوس بألوانه الزرقاء والصفراء ثم تأخذه..
*بعد ربع ساعة*
اثناء ماهي منشغلة باختيار الملابس من هنا وهناك يردف لها كوك الذي كان يمشي بجانبها في صمت لتقع عينيه على متجر للأجهزة الالكترونية ثم يقطع صمته و يقول..
كوك : (في حماس كبير) عزيزتي..(تهمهم له ليكمل) فقط لحظات من فضلك..سوف اذهب لذلك المكان(يشير لها) ..اختاري ما تشائين لكِ ولطفل لوليتا وللزوجين وللعالم اجمع! لن اتأخر، حسنا؟ ..
نور : (بقلة حيلة تبتسم له ليذهب)..
يذهب لذلك المتجر لترى اعينه العجائب من اجهزة اللعب.. العاب الفيديو وما ادراك ما العاب الفيديو الالكترونية التي يعشقانها هذان الاثنان .. اقصد كوك وتاي، فالجميع يعلم بهيامهما لتلك الاجهزة..ان وجداها لن يستطيع احد ان يوجّه لهما حرف واحد من شدة تركيزهما في اللعبة!..
في هذه الاثناء بالضبط، يأتي ويدخل شاب بقامة ليست غريبة عنها بتلك الملابس السوداء والكمامة كذلك ويحمل في يده حقيبة يد متوسطة الحجم، وفي يده الاخرى عصير في كوب صغير، يجول بنظره نحو ملابس الاطفال في اهتمام شديد.. تنتبه لدخوله تلك الفضولية لتردف في نفسها..
نور : واااه! انظر ! ياله من أب جيد، أتى ليختار لطفله بعض الملابس اللطيفة، أتمنى لكوك ان يتعلّم منه القليل، لا أن يذهب ويشتري لنفسه جهاز العاب فيديو جديد..تشه! ..
تشيح بنظرها عنه لتلاعب الصغير بيديها وتدغدغه ليسمع صوت ضحكاته المسموعة الخفيفة ذلك الشاب، ليأتي صوبها بخفة ثم يردف لها في ابتسامة واسعة تظهر على اعينه..
الشاب: ياله من طفل جميل! ما اسم طفلك؟
نور : ههه ليس طفلي بل طفل صديقتي..اسمه سام..
الشاب : ااه معذرةً منكِ..اسمٌ لطيف..(يلاعب الطفل قليلاً)..
يأتيها اتصال دولي من رقم غريب لتجيب في استغراب تحت اعين الشاب ولكن الاتصال يتقطّع باستمرار..يلاحظ توترها الفجائي الطفيف ليردف لها..
الشاب : اذهبي للخارج علّهُ يستقر الصوت مجددا..
نور : (تنظر لسام)..
الشاب : الطفل؟ لا تقلقي سوف اراقبه من اجلك..
تشكره لتخرج وهي تردد كلمة ألو ألو بإستمرار!..
نور : الو! من معي؟ ! .. لا استطيع سماعك بوضوح..
والدتها : يااا ايتها الغبية انها انا والدتك! ساعة وانا اخبرك انني والدتك..
نور : امي! (بدلع وتذمر) أخفتيني كثيرا! لماذا تتصلي برقم دولي؟ هذا ليس رقمك..
والدتها : نعم نعم! لقد سافرت للخارج!(بصوت يعتريه الحماس)
نور : (بدهشة) ماااذا؟ ! كيف ذلك ومتى؟
والدتها : لقد اتصلت بي شركة هندسة طيران تخبرني بأن تم قبولي كمديرة مالية معهم بعد ان تقدمّت بطلب العمل عندهم..وها انا وفي اول اسبوع لي اخبروني ان اسافر للعمل في مدينة باريس لفترة مؤقتة!.. أليس رائعاً؟!
نور : يااااا أمي! انه امر رائع ورائع جدا ايضا.. ياااااه! لا اصدق واخيرا رأت عينيكِ المدينة التي لطالما اردتي رؤيتها والذهاب اليها..انا حقا حقا سعيدة لأجلك!
والدتها : أشكرك عزيزتي الكتكوتة..
نور : ولكن لماذا لم تخبريني من قبل الاسبوع هذا؟ ..
والدتها : لقد وقع هاتفي في المرحاض ! (تقهقه) ولم استطع شراء واحد الا بعد اسبوع وها انا اتحدث معك بالهاتف الجديد..
نور : يااااا امي! اخبرتك ان لا تتحدثي بالهاتف وانتي في الحمام!
والدتها : (تضحك) اعلم ذلك ولكني لم اتحدث به فقط مشغولة بتطبيق الواتساب..لن اكررها..هيهيهي..
نور : (تضحك) تشه!.. حسنا حادثيني لاحقاً نحن في المول الآن والاصوات مزعجة بقربي..اتصلي علي لاحقا، حسنا؟ لا تنسي!.. اودّعك..احبك امي!
والدتها : حسنا ياصغيرتي الى اللقاء..احبك ايضاً..
تغلق الخط و الابتسامة تعلو محياها ولكن ليس بطويل لتختفي تلك الابتسامة فور رؤيتها من زجاج المتجر الذي كانت فيه بأن الشاب اختفى ولا أثر له بجانب عربة سام..تشهق في خوف وذعر لتدخل بسرعة امام اعين العميلات والزبائن وترى انّ سام ليس موجود بداخل عربته! تصرخ بقوة بإسمه وتنهمر دموعها..!
تجري هنا وهناك تبحث عنه لتخرِج ضوضاء بإسمه ليلتفت الآخر -زوجها- نحو مصدرها ويسأل احد المارين ماذا يحدث ليخبره بأن هنالك امرأة فقدت طفلها..يعتقد ان تم اختطافه!.. يشير الشخص لكوك من بعيد نحو الإمرأة التي تجري ليجدها تلك زوجته التي تجري في فزع وتكاد ان تجن..
يرمي ماكان يحمله من أكياس ليجري خلفها ويمسكها من معصمها ثم يردف في قلق..
كوك : نور! مالذي يجري؟ ! اين سام؟ !
نور : (بصوت يجهش بالبكاء) لقد أخذه! الشاب اختفى وأخذ معه سام..
يقع عليه الخبر مثل الصاعقة! اختطاف؟ .. من الذي أخذه؟ مالذي يجري؟ وكيف له ذلك؟ .. بلا وعي منه يترك يد الاخرى ويجري في فزع ليبحث عنه، يدخل هذا المتجر ويخرج ثم يدخل هنا ويخرج..جميع اعين المارة والزبائن والعاملين بالمتاجر عليهما الاثنان وهما يبحثان في خوف وقلق..
وماهي الا دقائق قليلة ليقول احد الاشخاص بصوت عالي..
~ : هاهو الشاب يحمل طفلك! (يشير عليه من بعيد)
يراه كوك في صدمة وأعينه تفيض بالشرار تكاد تخترق قلب الخاطف وهو يخرج من دورة المياه..تتبعه نور ثم يصل له بكل سرعة ليصرخ له بالتوقّف ويقف ذلك الشاب ذو الملابس السوداء الذي كان يمشي بكل هدوء وبرود وهو يلاعب الطفل سام فور سماعه لصراخ الآخر بقوة!
يأخذ منه سام ويعطيه لزوجته ثم ينهال على الآخر بكل ما أوتيَ من قوة في يده..باتت الكدمات تغطيه والدماء تنساب من فمه وأنفه ليردف له كوك في غضب ولا يزال يضربه فوق صراخ زوجته بتركه ويكفي هذا..
كوك : كيف لك بحق الله ان تخطف طفلي؟ وذهبت به الى دورة المياه؟ ايها المنحرف! .. كيف تتجرأ... خذ هذا ايها الحقير اللعين!
تجمع معظم الحشد عليهما وأخذ ضباط الأمن يقتربون منهما ويحجزانهما لكي يتوقف ذلك الوحش الغاضب عن ضرب الآخر.. وهاهو يعاند بتركه ولكن لحسن حظ الخاطف ذو الملابس السوداء يتزحزح في الأرض بصعوبة لينجح بالخروج من وسط زحمة الحشد والفرار من قبضة وضرب جونغكوك!
ما ان هدأت الاوضاع حتى أخذ رجال الامن ذلك الخاطف و كوك وزوجته التي تحمل سام في عربته لغرفة خاصة بهم لكي يشرحوا مالذي كان يجري في الخارج..
تخبره هي من اول نظرة وقعت اعينها على ذلك الشاب حين دخوله للمتجر ليمسك منها الحديث كوك ويكمل الشرح الى مجيء الأمن له.. ولكن يقاطعه ذلك الشاب ويقول مبرراً موقفه..
الشاب : لقد انسكب العصير على بنطالي واردت ان اذهب واغسله بالماء ولكن تذكرت هذا الصغير ، فكيف لي ان اتركه لوحده؟ فأخذته معي ، وعند رجوعي في الطريق امسكني هذا الرجل وابرحني ضربا ولم يعطني فرصة لأبرر موقفي!
جونغكوك: ولماذا تركت العربة ولم تأخذها معك؟
الشاب : لم ارد لأمه ان تخاف عليه، فقد اعتقدت انني سوف ارجع بسرعة قبل ان تنتهي من مكالمتها..اردت ان اخبرها بذلك ولكنها كانت ابتعدت لمسافة..
نور : قلت لك لست انا بأمّه!
جونغكوك :(ينظر له داخل عينيه بقوة) صوتك ليس بغريب عني!..
الشاب : (يغير نبرة صوته) احم احححممم..! (في توتر)
..لم يفعلا شيء رجال الامن لكوك غير ان حذرّاه من تكرار ذلك مجددا في اي مكان كان..يحرك رأسه الآخر في هدوء ليردف واحد من الرجال..
~ : يمكنكم جميعاً الذهاب الآن.. وانتما الاثنان لا تتركا طفلكما مع غريب مجددا!
ينفذا ماقال . يخرج ذلك الشاب تحت أعين الشرار التي تنطلق من كوك، والآخرى تخرج ولا تزال اعينها تنهمر بسبب الفاجعة السابقة..فهي لازالت خائفة جدا ولازال قلبها يخفق بسرعة وتحتضن ذلك الصغير بقوة ليأخذه كوك منها ويربّت على رأسه بخفة ويردف لها في هدوء..
كوك : لا تقلقي ...كل شيء على مايرام الآن..الحمد لله ان سام بخير ولم يؤذيه ذلك الحقير..(يصمت قليلا ليقول) هيا لنعد للمنزل..
*في مكان آخر بفندق آخر في غرفة رقم 207*
يمشي في الممر بكل تعب، تغطيه الكدمات القوية وتلك الدماء على قميصه الابيض ممسكاً بسترته الجلدية السوداء بيده اليسرى واضعا اياها على كتفه الأيسر والغريب أنه يفكر في شيء ما ويبتسم بمفرده كالمجنون!
يخرج مفتاح الشقة ليفتح الباب ويدلف للداخل، يراه صديقه ليسقط كأس الماء الذي كان يحمله بيده ويجري صوبه ويتفقد وجهه ليقول في قلق..
صديقه 1 : مالذي حدث لوجهك؟ هاا؟ مالذي جرى لك بحق السماء؟ !
الشاب : (يبعد يده بهدوء) لا شيء (يبتسم)..
صديقه 1 : (بصوت عالي) انت مغطى بالدماء وتبتسم؟ هل جننت يا هذا؟ !
الشاب : اخفض صوتك! سوف يسمع البقية! قلت لك لم يحدث شيء..مجرد دماء وسأمسحها..(يرجع رأسه ليسنده للوراء) ااااه يا رأسي!
على إثر صراخ صديقه يخرج صديق له آخر في يده اوراق مكتوبة عليها كلمات بطريقة منظمة وكأنها اشعار..ليرى الشاب  في تلك الحالة وهو يجلس في تعب على تلك الآريكة المريحة ليردف له في قلق ولكن يخلّله بعض الهدوء..
صديقه 2 : هل خضّتَ عراكاً؟ ..أنظر لنفسك! ألم يحذرك القائد بعدم الخروج وبالأخص بمفردك من غير حرّاس؟ ! ها؟
الشاب : (يصرخ) هذا يكفي ! .. انني متعب بما فيه الكفاية! لم أخُض شجاراً ولم أخرج لوحدي..فقط اتركوني من هرائكم هذا!..(بصوت لا يسمع) على الاقل تمكنت من حمله ورؤيتهما مجددا!..
يذهب بكل برود وتعب وخمول الى غرفته أمام اعين الواقفان في حيرة من امره في طريقة حديثه وفي منظره الذي أتى به وهاهو يردد انه لم يحدث له شيء على الاطلاق!

Adopted By Destinyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن