Adopted ( 9 ) < ماذا حلّ بها؟ >

1 0 0
                                    

بقيت صامدة، انفاسها انقطعت بعد سماعها لإسمها "الاء" ، اسمها الحقيقي، اسمها الاول، اسمها الذي سمّتْها أمها به! .. الاسم المحفوف بكل الذكريات السيئة، التي عاشتها في آونتها الاخيرة قبل التبنّي وقبل المجيء الى كوريا حتى!.. كان في معتقدها انها اذا غيّرت اسمها سوف تصبح " آلاء جديدة" .. اسم يمحي مافعله بها الزمن الماضي من افكار ومن ذكريات ومن مشاهد ومناظر فظيعة وقاسية ومخيفة ومرعبة، ولكن هيهات هيهات! لازال هناك من يتذكّرها بشكل جيد، حافِظ لصفاتها، لشخصيتها اللطيفة المسكينة الهادئة المُحِبّة للغير، الحساسة ذات القلب النقي.. لازال يتذكّر تلك ال " آلاء" التي يعرفها ويعرف كم كانت تحب ان تراسله على مواقع التواصل فيما مضى، وكم كانت  تستمتع عند محادثتها له، وكم كان يرى هو بدوره الحماس في رسائلها.. الكثير من " لقد اشتقت اليك اوبا " والكثير من " كيف حالك وكيف حال حياتك ".. والعديد من اسئلتها العفوية التي تطرحها دائما لتطمئن عليه وهو يستمتع بقرائتها جدا.. كما كان يقول لها دائما، وكما اعتاد على منادتها ب " الكعكة الصغيرة".. يحب لطافتها وتحب ردّه الجميل تجاهها.. كان من الممكن ان يصبحا عاشقان من قارّات وبلدان وحتى أديان مختلفة.. تُحبّبه فيها ثم تحبب له فكرة الاسلام وبالتالي يحبها ثم يعتنقه بسببها!.. ولكنها لازالت تجد ان العمر بينهما عائق للحبّ.. وكذلك ألوان بشرتهما - ماهذه السخافة؟ ! العُمر ليس مهمّاً في قانون الحب! - حتى انها اخرجت هذه الفكرة من رأسها، الفكرة التي كان يمكن ان تصبح حلم ثم يتحقق لها ولكنها اكتفت فقط بجعله صديق مقرّب لها ، بل وأكثر من ذلك! ولكن قلبها الساذج لا يعلم مالذي يجب فعله!..
سأل سؤاله، ينتظر ردّاً ليتأكّد ولتنخمد نار شكوكه، ولكنها بكل توتر، حيث كانت تسري في ذهنها ذكريات تلك البلد الموحِشة بسرعة امام عينيها مرّة اخرى بسبب ذِكْر ذلك الإسم، أجابت عليه وبأعينٍ متلألئة بالدموع..

لوليتا : هي انا! (مطأطئة رأسها ليقابل الطاولة).. لماذا تسأل مني وكيف تعرفني؟ .. من انت؟ !..(رفعت رأسها في اخر سؤالها ليقابل وجهه)..
~ : (بتفاجؤ) من انا؟ !! .. هل تمزحين؟ ألم تتعرّفي على وجهي؟ .. هه لا اصدق! (يقلّب نظره) ياا (يناظر أعينها بحدّة) الاء!..(تقاطعه)
لوليتا : من فضلك، لا تناديني بهذا الاسم، ارجوك!(بصوت مكسور تكاد ان تتساقط لؤلئاتها)..
~ : حسنا اهدئي، فهمت لن اناديكي به.. فقط انظري الي! انظري الى عيني.. هل انتي جادة بقولك أنك لم تعرفيني؟ ! ( بأعينٍ آمِلة)..
يرى في اعينها انها كاذبة!.. انها فقط سنتين بحق الله! ..لا يستطيع ان يصدق.. انا اعني، لماذا هو؟ لقد كانا مقربان من بعضهما كثيرا، اذا لماذا تنساه؟ أم انها تحاول ان تخبئ الامر عليه، ولكن لماذا؟ ..
لوليتا : (لازال وجهها مقابلاً للطاولة وبصوت هادئ للغاية) اجابتي واضحة، لم أتعرّف على وجهك..والآن من فضلك، عليّ العودة للمنزل لقد تأخر الوقت..
تلم اشيائها وتأخذ حقيبتها في يدها ثم ثهمّ بالمغادرة..لحظة! انها تتوقف وتستدير بناحيته ، هل ياترى لقد تذكّرت وجهه؟ !..
لوليتا : شكرا على كوب القهوة.. ااه (تضرب مقدمة رأسها ثم تصحّح كلماتها).. انا اقصد ، شكرا على هذه الأمسية ..
تستدير مرة اخرى لتغادر بالفعل بوجه بارد..
هو الآخر لم يتفوّه بحرف! فقط اكتفت نظراته بإتّباعها الى أن خرجت من المطعم..وجهه خالي التعابير..!

Adopted By DestinyWhere stories live. Discover now