Adopted ( 1 ) <عملية إنقاذ>

24 2 3
                                    

بعد حرب دامت أحد عشر شهراً ..خسائر في الارواح و خسائر مادية فادحة..بيوت هُدِمَتْ..واخرى تلطخت بلون الحريق الاسود والرماد.. اناس وعائلات تشرّدت .. وآخرين لايعرفون اين أهاليهم.. شوارع فارغة.. تلونت بالأحمر القاتم..شوارع بات ساكنوها جثث لا تجد من يدفنهم..سواء من طرفي الإشتباك أم من المواطنين المساكين...
هنا نجد في بيتٍ صغير..ابواب وشبابيك مكسّرة .. ارض يملؤها التراب.. لا كهرباء ولا هواء نستطيع استنشاقه.. الرؤية عاتمة..
~ : مهلاً  !   اسمعُ حركة هناك..(يشير اليه الى الامام ويتحرك ببطء..خطوة تلوَ الاخرى..)
~ : (يذهب الى هناك ويقول) مرحباً.. هل من احد هنا؟ (بصوت خافت قليلاً ) مرحباً؟ ...(يتقدّم)..
~ : اهه يا الهي.. (ينادي عليه ) لقد وجدتهم.. ! (يتتفس الصعداء)
~ : الحمد للرب.. مرحبا يا صغار..انا إس....
مختبئين ومقرفصين رؤوسهم يضمون ايديهم الى صدورهم .. خيوط الشمس تنزل على ثيابهم وتبدو مثل ثياب الجيش لكن مختلفة قليلاً...
~~ :(بجرأة وخوف) نحن لسنا صغار.. من انتم؟ هل تريدون قتلنا بعد ان وجدتمونا؟ ! الا يكفيكم ما فعلتموه لنا..ها؟ ( بصوت يجهش بالبكاء ولكن غلبت عليهم الدموع والصوت الخافت للبكاء)
~ : هيي هيي مهلاً توقفوا.. اولاً نحن لا نريد اذيتكم..حسنا؟ نحن هنا فقط لمساعدتكم.. انا إسمي{ جايسون مان } ملازم ثان ٍ في الجيش الامريكي .. هل سمعتم ب..
~~: (تقاطعه احداهم) نعم لقد سمعت ُ به.. لسنا جهلاء..(بخوف وجراءة)
الملازم جايسون : (يقهقه بخفة) هذا جيّد.. و معي هنا {آندي} و{ جورج} ملازمان شجاعان هنا لمساعدتكم...
جورج : مرحبا يا رفاق..نحن في خدمتكم..(بإبتسامة مطمئنة)
تأتي همسات طائرة جوية من الجيش السوداني محلّقة فوق سطح هذا المكان ثم... اصوات قوية لصواريخ نزلت على مبنى بالقرب منهم... ! .. الرفاق السودانيين..انهم خائفون.. جداً.. لا يريدون مشاهدة المزيد من الرعب النفسي ومزيد من الجثث... مهلاً.. هنالك طائرة جوية اخرى آتية.. اعتقد انها قريبة من مكانهم.. ( اصوات تكسير وتهشيم قوية..) مبناهم يهتز..  كانت بالقرب منهم.. اوه! لا! اتمنى ان لا ينهدم فوقهم جميعاً...
الملازم آندي : (بقلق ) سيدي الملازم ، اعتقد انه من المناسب التحرك بسرعة، سوف تأتي الطائرة الامريكية في غضون 30 دقيقة فقط وسيبدأ القصف الجوي بعد 20 دقيقة...
الملازم جايسون : ( يصمت قليلاً.. يستمع للطائرة الاخرى..ثم يردف قائلاً) رفاق.. تحركواااااااااا هيا هيا بسرعة...
.. الملازمان آندي و جورج يحيطون بالرفاق السودانيون ( فتاتان في عمر العشرين وثلاثة فتيان احدهما في عمر ال16 والاخر في ال13 اما الثالث فهو في ال24 ) آندي في المؤخرة وجورج في المقدمة مع جايسون مان... يحملون اسلحتهم ويتحركون بسرعة كبيرة خوفاً من انهدام المبنى فيهم... يشيرون بأسلحتهم للأمام.. أما الرفاق فهم خائفون لدرجة الموت....
ينزلون من السلالم بسرعة...تُقاطِع مشيهم..
فتاة 1 : (بخوف شديد وصوت يرتجف) الى اين نحن ذاهبون؟ سوف نموت بالخارج  .. ليس لدينا احد هناك.. ! (تصرخ) اين سنذهب بحق الله؟ !
جميعهم توقفوا عن الجري.. كلماتها الاخيرة هزت جوارح الملازمان..
جورج : (توقف من المشي..أدارها الى ناحيته) انظري الي!
فتاة 1 : (خائفة وبدأت في البكاء) ...
جورج  : (بشدّة ) انظري الي!!!
فتاة 1 : (ترفع رأسها ناحيته ، تنظر له بعيون دامعة ورجفة)
جورج : ما اسمك؟
فتاة 1 : (تردف ببكاء) آلاء ..
جورج : اسمعيني الاء.. لن يحدث شيء طالما نحن هنا.. هل سمعتي؟ لن يحدث شي! نحن هنا لإنقاذكم جميعاً.. لقد انقذنا أعداداً  كبيرة منكم في عملياتنا هذه.. وانتم آخر من تبقى هنا في هذا المكان.. سوف نخرج احياء وسنلتقي بجنود آخرين ينتظرون رؤيتكم بالخارج...
فتى >13< : حقاً؟ ! (بتفاجؤ ولا يكاد يصدق هنالك المزيد من المساعدة)
آندي : بالطبع! جميعهم في انتظاركم الآن.(بإبتسامة)
جايسون : هيا يارفاق لنكمل السير .. اصوات الطائرات تقترب..هيا...
يكملون سيرهم.. بنفس ترتيبهم السابق...يخرجون الى الدور الارضي..تقابلهم خيوط الشمس الحارقة وترتد على وجوههم، احدهم ينظر الى السماء ليرى الطائرة تحلق فوقهم..تعتريه خوفة مفاجئة.. هو الاكبر بينهم لذلك كان يمثّل كل هذا الوقت انه ليس خائف ويريد ان يطمّنهم بأن كل شي سوف يكون بخير.. لكن الان لا يصدق ما تراه عيناه...! ظلّوا مختبئين ثلاثة أيام داخل ذلك المبنى المهشّم بلا اكل او ماء او كهربا..
أعينهم ترى الشارع فارغ ليس فيه احد، يرون جدار يذهبون اليه ويختبئون تحته..
جايسون : حسنا يارفاق.. الان نريد مساعدتكم قليلاً....
جميعهم : ماذا سوف نفعل؟ (بإهتمام)
جايسون : سوف نجري بسرعة كبيرة في صف واحد الى نهاية هذا الشارع.. المسافة ليست طويلة يمكننا فعلها معاً.. هنالك سوف تأتي سيارة تابعة لنا من الجيش الامريكي لكي تأخذنا.... آندي انتي في الخلف..
آندي : نعم سيدي!
جايسون : جورج ،  انت معي في المقدمة..
جورج : حاضر سيدي!
جايسون : وانتم يارفاق في المنتصف...
فتى ال13 : نحن في منتصفكم؟ هذا يعني انتم ستحموننا، صحيح؟ (بنظرة فضول بريئة)
آندي : هذا صحيح! (بإبتسامة فخر)
جايسون : اتفقنا؟
الرفاق يجيبون بالإيجاب..
جورج & آندي : سيدي نعم سيدي!
يبدأون في الجري السريع، بحسب توجيهات ملازمهم الشجاع جايسون مان.. تعلو على وجوههم نظرة الإقتراب من الحرية .. نعم ! واخيرا سوف يشتمّون رائحة الحرية بعد عناء نفسي وروحي في هذه الحرب الدامية الظالمة.. حسنا انهم يكادون يصلوا لمسعاهم...ولكن.. !
<صوت رصاصة قوية تأتي بسرعة لكي تخترق صدر الفتى السوداني أكبرهم ذو ال24 سنة > 
جميعهم يخفضون رؤوسهم وفقاً لكلام ملازمهم بخفضها في حال أتت رصاصات طائشة .. وهنا يسمعون صوت وقوع على الأرض! جميعهم ينظرون للخلف.. فقد كان ترتيبه الاخير في الصف ثم خلفه آندي.. ولكن يارفاق الرصاصة الطائشة فقط هي تأتي وتختار من تصيبه.. انه القدر! ليس له علاقة بإهمال حماية الملازم لهؤلاء الرفاق!
آلاء : (تصرخ!) وضاااااااح.... لالالالالا!
جورج و آندي و جايسون مان : (تعتريهم صدمة كبيرة تصنّمهم في مكانهم.. )
مرة اخرى تأتي رصاصة مسرعة بإتجاههم..ثم تتعالى اصوات الرصاص ولكن لا يستطيعون رؤيتها! انها حقا سريعة!
جورج : هيا الى ذلك الجدار.. اسرعوا.. ! (يصرخ بقوة)
يذهبون جميعهم تحت حماية هذا الجدار ولكن.. يلتفت ليراها تذهب إليه..
جايسون : (ينادي بصراخ) ماذا تفعلين؟.. آندي  !  آندي ارجعي مكانك..
تذهب آندي الى تلك الجثة الدامية شجاعتها وانسانيتها تريد ان تزحف بها الى بر الامان ـ جدارهم ـ معهم، تسحب وتسحب وتسحب جثة اخيهم الاكبر..كل هذا فوق صدمة الرفاق و الرصاصات الغاضبة!
< صوت رصاصة اخرى >
الملازم جايسون مان : ايتها الملازم آندي ارجعي الى هنا.. اتركيه! (يصرخ بدون جدوى، فهو لا يريد ان يخسر واحد من فريقهم مثلما خسر عقيد شجاع سابق كان ضمن فريقه!..)
يذهب جورج لإرجاعها بالقوة..ولكنها تأبى تركه..
آندي : اتركني سوف يذهب معي.. قلنا اننا سنحميه..اليس كذلك؟ (تنظر له بهيستريا) انا هنا لإنقاذه! (ترجع نظرها الى اخيهم وضاح الذي اصبح جثة) .. اخوته يحتاجون اليه (تنظر اليه مرة اخرى) لالا.. ليس من العدل ان يمُتْ.. لن يموت لن يموت!
تستمر بسحبه.. ولكنه يلتقط انفاسه الاخيرة.. ينظران الى فظاعة المنظر، فقد تذكروا رفيقهم العقيد الذي فقد روحه في نفس موقف وضاح بسبب غلطة آندي .. فهي لا تريد تكرارها مرة اخرى مع مَن هي موكّلة بإنقاذه، هل سوف يحدث العكس معها مرة ثانية؟!
جورج : آندي ! (يحاول فك يدها من الجثة وايقاف سحبها) ، لقد  فات الاوان يا آندي.. اتركيه.. لقد مات!
آندي : (تنظر له بحسرة وقلة حيلة..) ماذا؟ ( تعيد نظرها الى وضاح) ..
في هذه الأثناء نرى كلّاً من الرفاق مع جايسون ينظرون للمشهد ومنهم من يبكي ومنهم من لا يستطيع تصديق ان  اخاهم فارقهم في ظل هذه الاثناء القاسية الملازم جايسون لايعرف ماذا يقول لمواساتهم.. فهو يعرف بما يشعرون، فهم لا يزالون صغار على هذه الاحداث .. حسناً بعضهم لا يزال .. الآن جميعهم مصدومون!
ينظر جايسون لساعته، فقد اقترب موعد وصول عربتهم المُنقِذَة... رفع رأسه ليراهما..
انهما يجريان بسرعة ليصلا لذلك الجدار..
وصلا..
آندي : (تجلس بعيون دامعة ومصدومة) ليس من المفترض ان يموت! (تنظر بتلك النظرة الى جايسون وجورج) ....( تردف بهيستريا) انها غلطتي انها غلطتي انها غلطتي!
جايسون : (يصرخ ليسكتها) آندي!!!  لقد فات الاوان يا آندي  ، علينا تركه يرحل الان.. انها ليست غلطتك.. بل نحن لم نسمع تحركاتهم وهم باغتونا برصاصاتهم السريعة... علينا ان ننقذ من تبقى الان..(بصوت خافت، لا يريد ان يُسْمِع اولئك الرفاق) نحن املهم الاخير.. لا نريدهم ان يلقوا نفس ملقى اخيهم.. اليس كذلك؟
آندي : نعم سيدي... انا اسفة .. لقد تغلبت علي مشاعري فجأة.. (تمسح دموعها وتجمع شتات نفسها) .. هيا لنرجعهم في أمان  !
جورج : تبقت 5 دقائق سيدي!
جايسون : ( في داخله يهمس) اين تلك السيارة اللعينة..!
الاء : هل هي عربتنا المنقذة؟ (تشير الى سيارة يغطيها التراب، تبدو مثل سيارات الجيش التي تظهر في الافلام.. )
مهلاً، {هل هذه ما اعتقد؟ !} .. نعم جميعهم يطلقون على انفسهم نفس السؤال.. واخيرا حريتهم أتت اليهم.. !
جايسون : هيا يارفاق ( بإبتسامة فخر) انها وسيلتكم لبر الأمان، هيا نذهب! عند العد الى 3 ، واحد، اثنان ثلاثة هيا بسرعة!
يذهبون جميعا بسرعة البرق تفادياً لطلقات الرصاص السريعة فوق رؤوسهم التي يخفضونها خوفا منها... يتجنبوها.. جميعهم بنفس ترتيبهم السابق ولكن للاسف ليس هنالك الفرد الاخير منهم.. وضاح ! بدونه يسرعون جرياً الى تلك السيارة التي سوف تذهب بهم الى حريتهم التي ينتظرونها.. يرمون كل شيء ورائهم.. بل حتى لا ينظرون الى الخلف.. نسوا كل امتعتهم، اشيائهم، أهاليهم ! نعم فهم لا يعرفون هل لايزالون احياء ام اموات، بل يعتقدون بأنه الخيار الثاني... 
آندي : هيا اركبو بسرعة!
يفتحون الابواب، جميعهم يركبون ، يغلقونها وتنطلق بهم السيارة..
مع ذلك فقد رآهم الطرف المعادي من هذه المعركة وبدأ بإطلاق رصاصاته على سيارتهم..
جايسون : اخفضوا رؤوسكم!
يفعلون مثلما قال، تزداد طلقات الرصاص الكثيرة، تصيب الزجاج الخلفي، احد المُنْقَذين يخرج صرخة تعبر عن الخوف  !
جورج :(يصرخ بقلق) مارك اسرع هيا اسرع! انهم ورائنا!
تنزل ساق الملازم أول {مارك} على دواسة البنزين لتسرع بهم ولكي ينجوا من هذه الطلقات.. الكل خائف يريد الخروج بسلام، بدون نقص ارواح اخرى، بدون اراقة دماء اخرى، فقط يودون الامتناع عن سماع الاصوات المزعجة القاتلة والخروج منها!
ابتعدت السيارة عن مرمى الرصاص.. صاروا يسمعون اصواتها يختفي شيئا فشيئا..
ينظرون للخلف جميعهم يريدون الإطمئنان اذا ما صار الوضع آمن.. فجأة تبدأ الغارة المقصودة برمي الطرف المعادي بصواريخ كبيرة.. مناظر قاسية، اصوات مرعبة، تهتز لها السيارة حتى انها اخافت من بالداخل من الرفاق..تتعالى أعمدة الدخاخين..تبتعد سيارتهم الآن من مرمى القذائف...
الآن لا يسمعون شيء.. اعتقد بانهم خرجوا اخيرا من ساحة المعركة!
جورج : ااااه واخيرا (يتنفس الصعداء) يا الهي!
آندي : ( ممازحة له) لماذا لم تتأخر قليلا بعد ، ها؟ ( بسخرية)
مارك : (يرد لها المزاح ) ان تأتي متأخراً خيرا من ألاّ تأتي صحيح يارفاق؟ (ينظر بمرآة السيارة الى الرفاق بالخلف، الذين تم انقاذهم بسلام)
فتاة2 : نعم بالفعل! (ترد مع اخذ نفس يعبر عن ارتياح داخلي)
مارك يبتسم لها ويعيد نظره للأمام في الطريق ..
فتى ال16 : (يتسائل بقلق طفيف يعتري دواخله) هل الان نحن بسلام ؟ ام سوف يتبعونا في الامام ايضا؟
الملازم جايسون مان : (يمسح على رأسه) إطمئن يا فتى، انتم بأمان الآن! (يبتسم ليطمئنه)
يرجع الفتى ذو ال16 عام رأسه للخلف ويغمض عيناه، يريد ان يريح نظره قليلا بعدما إطمئن بِرَد الملازم جايسون، بالفعل مناظر ومشاهد منهِكة لصغار مثلهم.. وهنا نجد آندي تجلس بجوار الفتاتين ذو ال20 عام .. انهنّ مطمئنّتين بوجودها معهنّ.. يجلس جورج برفقة الملازم مارك بالأمام في المقعد جوار السائق يتناولان اطراف الحديث بعد عملية إنقاذ شبيهة بوصفها انها صعبة، فقد خسروا روحا يتمنّون لو كانوا يستطيعون انقاذها ، ايضا هو يعتبر اخيهم في النهاية، اخوهم الاكبر، حاميهم وسندهم وقوتهم ..
تبتعد السيارة من العاصمة، وتكاد تصل الى المكان المنشود، جميعهم ينظر من النافذة من بعيد ليمتد نظرهم  الى العديد من المئات من الجيش الامريكي وجنوده.. طائراتهم الحربية، قاعدتهم المؤقتة، يرون جريهم هنا وهناك..
الاء : (بصدمة من المنظر الرهيب ) الجيش الامريكي...
يقاطعها..
مارك : في خدمتكم!
الاء : ( تبتسم و تشير لاخوتها..) احمد انظر.. انا فقط ارى هذا في التلفاز!
احمد ذو ال16 : وانا ايضا! (بدهشة) .. (يردف للاخران) آمنة.. بسّام.. انظرا!
آمنة : (بأعين متلألئة) هذا مدهش!
بسّام ينظر مع اخوته وهو كذلك ينظر بذهول..
مارك : لقد وصلنا!
آندي : هيا يافتيات انزلن.
جورج : (يمازحهم )اذن انا سوف اقول لكم هيا يافتيان انزلوا ..
يقهقهون بخفة ويترجّلون من السيارة..
يأخذونهم جميعاً الى الداخل ،  يأمرون احد الجنود بأخذهم الى المكان المعيّن، ليذهبوا ويلتقوا بمئات المُنْقَذين من المواطنين السودانيين!  يُجْلِسهم في مكانهم المناسب .. يذهب ويأتي جندي آخر يعطيهم مايستطيعون الإستلقاء عليه ووسادة وبطانية .. فلا ننسى لقد كان الليل قد حلّ والبرد قد أتى، فنحن نعلم كم يكون الشتاء بارد في السودان وجاف وقارص للغاية!..
تأتي الساعة التاسعة مساءً، الجميع نائم.. ما عداها.. ومن غيرها.. الاء ! تنظر للجميع، عيونها البريئة تتجول حول الغرفة الواسعة وكمية هذا العدد الضخم من الإنقاذ.. أ يعقل؟ !
تطرح على نفسها.. في صوت خافت لا يكاد ان يسمع..
الاء  : ( بحسرة وعيون دامعة ) فقط نحن من تبقى في هذه المعركة؟
يأتي جندي كان يتفقد احوالهم ليلاً فهذه مناوبته.. يجدها جالسة وتنظر للجميع وهم نائمون.. يسألها بلطف..
الجندي : لا تستطيعين النوم؟ (يسأل بفضول) لماذا انتي مستيقظة؟ ها؟
تنظر له بتلك الدموع والأعين التي تلألأت بها.. وتزور افكارها عن تلك الحال التي خرجوا منها، والذين تم تركهم ورائها واشيائها واصدقائها وكل شيء..كله قاسي عليها وعلى اخوتها، بل حتى على هؤلاء النائمون، فهم عانوا من نفس الشيء.....
الجندي : هل تحتاجين شيئا ما؟
الاء : ها؟ (تسترجع وعيها وتعود لواقعها) لالا.. انا بخير هكذا، شكرا لك..سوف انام الآن..
الجندي : حسنا .. نوماً هنيئاً لكي.. (يبتسم لها ويكمل تفقّده للبقية)...

Adopted By DestinyWhere stories live. Discover now