Adopted ( 10 ) < أستحواذ صورتها على عقله بالكامل >

0 0 0
                                    

هاهي تجرّ دراجتها بيدها وتمشي ببطء على شوارع هذا المكان.. يبدو عليها التعب، التعب النفسي، لقد انهكها التفكير الكثير في تفكيرها الكثير بحد ذاته! تطرد افكارها الآن وهاهي تزفر وتتنهد بقوة لتصفّي ذهنها وهاهي تستقبل اول مكالمة لها من اختها سارانغ التي اقترب ان يحلّ اللّيل ولازالت قلقة على الاخرى..
لوليتا : أوني~..(بصوت بارد وهادئ)..
سارانغ : ( بقلق) ياا لوليتا عزيزتي، اين انتي؟ هل انتي بخير؟ لقد حل الظلام وتأخرتي على العودة.. اين مكانك اخبريني، سوف آتي وآخذك..!
لوليتا : لالا لا تأتي، انا بخير ..ها انا آتية في طريقي للمنزل..(تغير الموضوع لا تريد اقلاق اختها اكثر).. ماذا لدينا اليوم على العشاء..؟ اشتهي تادبوكي لذيذ من تحت يديك..
سارانغ : (تصمت لوهلة ثم تتحدث) حبيبتي! هل انتي بخير يا لوليتا؟ اجيبيني ولا تحاولي الكذب علي ّ ، فصوتك يظهر كل شيء مخفي..! انا اعرفك اكثر من نفسك..!
لوليتا : (تتوقف عند نهاية الشارع ثم تبدأُ بالبكاء بصوت مسموع)... لا اعلم! لا اعلم ماذا يحدث لي.. لقد تعبت، اوني! لقد تعبت كثيرا من التفكير... لا اعلم ماذا يحدث لي ومالذي يجب فعله.. ارجوكي ساعديني.. منذ تركهم وانا اتألّم.. وانا أتمزّق وقلبي.. اشتاق لهم كثيرا.. اتسائل عن احوالهم.. افكر كل يوم، هل يأكلون هل يشربون هل هم بصحّة جيدة؟ ! ... هل هم مرتاحون مع عائلاتهم الجديدة؟ ... لا اعلم..و ليس لدي طاقة لأتمكن من الذهاب لدروسي في المعهد، ليس لدي طاقة لأستيقظ في الصباح حتى، ليس لدي طاقة لأتحدّث يا أوني! والاکثر من ذلك اليوم لقد قابلته!... لم أستجمع شجاعتي الكافية لأواجه سؤاله.. لقد سألني اذا ماكنت استطيع التعرّف على وجهه ام لا.. كيف بحق الله ان انساه؟ !.. كنت اشتاق له كثيرا ويومياً افكر فيه اذا كيف لي ان انساه! ... (تتنهد بعد بكاء طويل ثم تردف).. لا أعلم ماذا حلّ بي.. اصبحت لا افهم نفسي.. اريد ان اقول لكي لا تقلقي ف انا بخير ولكنك تعلمين العكس..! ههه ياللسخرية.. على كل حال انا آتية للمنزل الآن(تمسح دموعها وترفع ماء انفها ) .. سوف اكون عندك بعد 10 دقائق.. (تصمت لوهلة ثم تقول)انا جائعة، هل هناك ما يؤكَل؟ ..
كانت سارانغ ك"عزيزي المستمع" لم تنبث بحرف فقط اكتفت بإجابتها ب"نعم" ثم اقفلا الخط على ذلك..
تعلم سارانغ ماتشعر به اختها، وتعلم ما توّد قوله ولكن كالعادة لوليتا لا تستطيع التعبير ولا تعرف التعبير عما بداخلها، بالكاد تفهم نفسها ، ولكن لديها اختها الحنونة التي تُحبها اكثر من نفسها وتخاف عليها وتهتم بها كما لو كانت اختها الحقيقة من امها وابيها الحقيقيان..
هاهي تذهب للمطبخ، تحضِّر للاخرى ما تشتهيه من اكل.. بينما تفكر في مواساتها بإفراحها وإخبارها بذلك الخبر السعيد..!
دقاّتُ طرقٍ على ابواب المنزل، تذهب لتفتح لها الباب وتدخل.. تردف لها سارانغ بتغيير ملابسها والاستحمام لأن العشاء جاهز، تطيعها وتفعل كما قالت لها. تخرج من غرفتها لتجلس على الطاولة، يتناولان الطّعام، أعجبها كثيرا، يظهر ذلك على وجهها وهي تأكل، لترسم الاخرى ابتسامة جانبية لطيفة ثم تكمل أكلها..
تأتي الساعة التاسعة مساءً حيث كل واحدة تجهز فراش نومها لتستعد للنوم، بينما الصغرى تتجهّز للنوم، تفكر الكبرى كيف تبدأ لها الحديث عنهم؟ هل تُفاجِؤها أم تؤجله للغد؟ لالا فهي الآن مُتعبَة من يومها، فمن الأحسن تأجيله، ولكن لحظة، فهي تريد إسعادها وتغيير مزاجها قليلا، فلتخبرها به! .
تتوجه ناحيتها لتمسكها من كتفها وتُديرها بإتجاهها، تُجلسها على حافة فراشها وتقص لها ما حدث بينهما من حديث هي والسيدة برينستون..
لوليتا : انتي تمزحين، صحيح؟ ..
سارانغ : بالطبع لا! فقط اردت لقلبك ان يرتاح .. يمكنكي الاطمئنام الآن..(تمسك بوجهها بيديها ثم تقول بصوت حنون) لوليتا ياعيني، لا تُقلقين نفسك وتحمّلين نفسك ما لا طاقة لك به ، فقط اتركي كل شي لوهلة من الزمن عندما تضيق بكي ذرعاً.. كلنا نمر بأوقات عصيبة، ولكن كله سوف يهون بمشيئة ربك...كما تقولين لي دائما ! لذلك لا تترددي في اخباري بما يجول بخاطرك، بما يقلقك، بما يخيفك،حتى بما يسعدك، اريد منكي ان تشاركيني كل لحظاتك وكل تفاصيل يومك كما اعتدت عليكي في فعلها.. لكي نستمر في هذه الحياة علينا بالتكاتف سويا والمشي في تلك الطرقات الصعبة المظلمة الوعرة ممكسين بأيادينا نشبكها بقوة وننطلق حيث سوف نرى وميضَ نورٍ من بعيد، حينها نلقَ مرادنا.. هل فهمتني؟ ..
اخذت لوليتا في حضنها وانفجرت بالبكاء في حضن الاخرى كتعبيرٍ عن استيعابها لما قالته بكل وضوح .. فقد أهدأتْ كلماتها قلبها، رقّ لها ما نبثتْ به، اطمئنّت لها.. فرِحت للآخرين، فهم مثلما أملتْ، بخير.. احياء ًيرزقون، وجدوا سعادتهم مثلما وجدتها هي حتى ولو تفرّقوا عن بعضهم، حتى وان لم يتلاقوا مجددا في هذه الارض الواسعة، فهي على امل ايضا بل كبير.. بأنه سوف تلتقي بهم في يومٍ من الايام.. في مكان ما!.. ف عسى ان يكرهوا شيئاً يكُن فيه خيراً كثيرا لهم..!
تسطّحتا على الفراش واستعدتا للنوم.. هاهي لقد تسلل النعاس لأعينها، بالكاد تستطيع فتحهما، وأما الصغرى فقد استسلمت للنوم. بسرعة تذكّرت آخر ما قالته لوليتا في تلك المكالمة.. فتحت اعينها كأن لم يكن النعاس يغلبها.. " لم تستطِع نسيانه؟ ! من هو ياترى؟ " اردفت بداخلها ثم شهقت وقالت " هل بالصدفة! هناك احتمالية ان يكون هو ذاك ؟ "
يأتي صباحُ يومٍ جديد، يمكننا القول انه شبه مفعّم بالنشاط والحيوية ممزوج بقليل من السعادة على ما نامت به تلك الصغيرة بالأمس. تستيقظ لتقوم بروتينها اليومي ، انهت إفطارها ثم استقبلتها سارانغ خارجة من الغرفة لتردف لها بسرعة..
سارانغ : هل لديك ماتفعليه اليوم؟
لوليتا : هممم، لا اعتقد. اريد الجلوس في المنزل قليلا ومشاهدة التلفاز.. ؟
سارانغ : (تهمهم) حسنا..
لوليتا : لماذا السؤال؟ هل تريدين شيئا؟
سارانغ : (تهمهم مجددا ثم تتردد) .. لا. لا شيء.
ترمقها لوليتا بنظرات حادة وتُقرّب عينيها من بعضها وتغمز لها، وكأنها أحسّت بشيء آخر تود قوله..هاهي تقترب منها رويدا رويدا...
لوليتا : همم ، هل انتي متاكدة؟ .. ليس لديك ماتودين قوله لي..
سارانغ : (بتوتر) .. ن نعم، لا شي..(تستدير وتتوجه على المطبخ) ..
لوليتا : (تتبعها بخطوات طفل صغير ورائها وهاهي تلكز على كتفها) هيا هيا اخبريني..اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني اخبريني....
سارانغ : ياااااااااا حسنا حسناااااااا!
لوليتا : (تنظر لها بعينان فضوليتان بريئتان)..
سارانغ : هل انتي متاكدة تودين سماع ما اود قوله؟ ..
لوليتا : بالتاكيييييييد.. هيا هيا اخبريني!(الابتسامة تشق وجهها)
سارانغ : ( ترمقها بنظرات ثم تغمز) .. من هو الشخص الغامض بالأمس الذي تحدثتي عنه ولم تتمكني من نسيانه؟ .. ها؟ ..يبدو انه مقرّب من قلبك جدا..
لوليتا : (توتّرت وهاهي تريد الهروب لغرفتها)..
سارانغ : (أمسكتها من الخلف).. قفي مكانك! .. هيا اخبريني.. لقد قلتي انك تودّين سماع قولي.. لن اتركك..
لوليتا : ( ارادت ان تمثل البراءة ولكن ..) اوني يااااا انتي تعلمين ان ماقلته كان في نوبة غضب وبكاء وحماقة مني.. انا اعني.. لم اعني ماقلته.. اوني ياااا انتي لا تثقين بي؟
سارانغ : هل ابدو لكي كحمقاء امامك؟ !..
لوليتا : (لقد تم امساكها بالجرم!)..
سارانغ: هيا هاتِ ماعندك!..
لوليتا : (تتأفف بملل) اوني يااا.. انه.. انه مجرد.. صديق ليس إلا!( توجه نظرها لبعيد ، ولكن لم ينطلي على الاخرى فأردفت..)..حسنا حسنا.. كم انتي "عبيطة"! .. انه ذلك الشاب الثلاثيني الوسيم ذو مظهر العضلات و العينين البريئتين التايلندي الذي يسكن الآن في كوريا هنا والذي بالصدفة لقد قابلته بالأمس وساعدني بإصلاح اطار دراجتي الهوائية ثم دعاني لشراب كوب قهوة صغير فقط.. هو ذلك الذي حدثتك عنه من قبل، اوني!
انفجرت ضاحكة بصوت يكاد يسمعه الجيران..
سارانغ : انظري الى نفسك وانتي تصفينه بتلك التفاصيل! اااه يا ربي لا اصدق!.. ياا، هل انتي تكنّين له بالمشاعر!؟
لوليتا : اوني!!!! ماهذا السؤال الغبي؟ ..
سارانغ : هيا اخبريني يمكنني رؤية الاجابة في عينيك!
لوليتا : اذا لماذا تساليني اذا كنتي تعلمين الاجابة مسبقا؟ (تقلب عينيها بملل)
سارانغ : (بسخرية) هه انظر اليها ولسانها السليط! تؤ تؤ تؤ.. هذا نتيجة متابعتك لتلك ال "نور " (صديقتها)... على كل..  ما اردت معرفته قد عرفته! (تضحك مرة اخرى ثم تذهب لغرفتها)..
هاهي ترمي لها نظرات حادة بإتجاه الكبرى!.. أزفرت عن تنهيدة تطرد شعورها بالهزيمة امام اختها لترمي بجسدها على الاريكة وتشاهد التلفاز..
بعد ان دخلت غرفتها لا زالت تفكر، "هل ياترى يمكن ان يكون هو نفسه الذي أوصلها للمنزل في تلك الليلة؟ " ، فهو يملك نفس الوصف الذي وصفته لوليتا به قبل قليل! ..اااه انها لاتهتم.. طردت تلك الافكار لأنها تعلم بأن الصغرى سوف يأتي يوم وتخبرها بكل ذلك.. لذلك استسلمت لتأخذ حاسوبها الشخصي وتبدأ بعملها.
~~~~~~~~~

يتصل عليه صديقه ليعلمه ان قد بدأت مناوبته ولكنه يتعذّر اليوم فيطلب من "وسيم لوليتا" - كما أُحبّ ان أطْلِق عليه هذا الاسم- ان يأتي ويمسك محلِّه.. يجيبه بالايجاب بملل ثم يأخذ مفتاح سيارته ويهمّ بالخروج من منزله. اصبحت المسافة ليست ببعيدة من مكان عمله، ولكنه لازال طوال طريقه يفكّر في تلك الاخرى التي استحوذت على ذهنه! ترجع به الذكريات لدردشاتهما على موقع الاتصال ال"ماسنجر" ، كيف كانت تتحدَّث، وكيف كانت تبدو فرحة عندما يجيبُ على رسائلها، وكيف كانت تبدو حينما يرسم قلباً على صورة لها ارسلتها له وهي في حرم جامعتها تجلس مع رفيقاتها.. أيام وذكريات ! لازالت صديقته و"كعكته الصغيرة" ، لازال يفكر فيها كثيرا.. لماذا ابتعدت عن محادثته؟ .. لقد انتهت فترة الحرب في بلدهم ولكنها لم ترسل ولا حتى رسالة واحدة.. لماذا؟ هل تخلّت عنه؟ انها تتحسّسُ كثيرا اذا ماكان هو ينزعج من رسائلها الكثيرة التي يكون محتواها انها تسأل عنه وهي مشتاقة اليه و و و.. ولكنه دائما كان يقول لها ان رسائلها المزعجة تلك تعجبه كثيرا حينما يقرأها.. ولكن في قرار نفسها تحس ولو بالقليل بأنه منزعج.. ااااه ذوي القلوب الحساسة جدا!.. هل لهذا السبب تركته وتوقفت عن مراسلته؟ !..
وصل لمكان عمله، ترجّل من سيارته وهمّ بالدخول ليلبس ملابس شغله .. يبدو على محياه انه شارد الذهن.. ليقطع شروده صوت فتح باب الغرفة، هاهو صديقه "هيونغ وو"  يسأله عن احواله ويخبره بأنه متاسف جدا ولكن طرأ له ظرف لذلك عليه الذهاب وهاهو يخرج جارياً بسرعة.. ويخبره الاخر بأنه لا بأس، فهو معتاد على اعذاره الكثيرة في العمل.
يخرج ليقف في مكانه المناسب ثم تدخل زبونة وهاهو يجيب..
~ : (بابتسامة مشرقة) مرحبا بكِ في مطعم اللحظة الذهبية.. تفضلي بالجلوس.!




Adopted By Destinyजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें