الفصل الرابع

767 51 20
                                    

كان لنا الكثير من المشاعر..
وكان الحب سيدها!..

**

~ياسمين..
فتحت عيناي ببطئ، لألمح شخصا مقابلا إياي..
لم يتبين شيء منه بسبب ضوء السيارة القريب مننا جدا، لم أرى شيء عاد خصلات شعره القصيرة، وضباب أنفاسه الدافئة المبعثرة بين فتونات الضوء وسط ذرات الهواء البارد، ولم أشعر سوى بيده وهي تلامس وجهي بهدوء..
لم يتبين ما إذا كان رجلا أم امرأة..
لكنه لم يلبث أن تحدث ليتبين من صوته بأنها امراة..
وكان واضحا من لهجتها العربية الركيكة بأنها يهودية..

كانت تسألني والقلق واضح من نبرتها.. - انتي منيحة؟..

رفعت رأسي من على قدمها وأجبتها.. - اه.. منيحة..

رأيتها تقف ليتبين لي وجهها أخيرا..
كانت ملامحها مألوفة جدا ولاشك أنني رأيتها قبل هذه المرة، لكنني لم أتمكن من تذكر أين ومتى..
عيناها ذاتا اللون الرمادي النادر لم أنساهما حتى وإن نسيت كل شيء..
أو بالأحرى.. ذاكرة الجسد لا تنسى..
حين يخزن مشاعرا بداخله تصبح الذكرى أقوى بكثير من تلك التي تحمل صوتا وصورة!..
ليعيد الشعور إحياء نفسه بداخلك..
ولم يكن ذلك الشعور بالشيء الجميل..
أحسست للحظة بأنني أمقت هاتان العينان رغم جمالهما الظاهري، ولأكون دقيقة.. كنت أمقت تلك النظرة وما قد تحمل في باطنها..

مدت يدها لي فنظرت لها برهة، ثم اتكأت على الأرض بيدي ونهضت لأراها تشد قبضتها وتبعد يدها ثم تقول بابتسامة.. - انتي منيحة.. مافي شي بيوجعك؟..

- لا..

اشتد المطر بعد أن كان مجرد قطرات خفيفة لأراها تنظر إلى السماء ثم لي وتقول.. - شمسيتك انكسرت.. خليني وصلك لوين رايحة.. بس بالأول.. قالت وصمتت قليلا ثم وضعت يدها على جبهتها تفكر فيما تقول.. - راسك..

وضعت يدي حيث أشارت، بالتحديد مكان الجرح حيث شعرت بحرقة طفيفة..
نظرت لأصبعي لأجد قطرات من الدماء..

- خليني انظفلك الجرح.. حدثتني

- لا مش كثير شكرا.. وبعدين عادي قربت أوصل.. أجبتها وهممت بالذهاب لتستوقفني منادية.. - ياسمين!..

قطبت حاجباي واستدرت باستغراب وأنا أتساءل بيني وبين نفسي كيف عرفت اسمي!..

- بعرف أنك مش طايقيتني بس مابدي شي والله.. أنا دهستك بالغلط وشمسيتك انكسرت بسببي.. فحبيت صلح غلطتي ووصلك لوين رايحة عشان ما تتمرمطي بالطريق..

بقيت أنظر إليها ولاتزال الدهشة تعتلي وجهي..
أحاول جاهدة تذكر أين سبق لي أن رأيتها لكن لا جدوى..
ولم أكن أرغب بسؤالها متحاشية الحديث معها..
بدأت تلوح لي بيدها لأستفيق من شرودي..

- اها.. مش مشكلة.. ثاني مرة انتبهي وانتي بتسوقي بلاش تقضي علينا.. قلت بعبارة مبطنة واستدرت مجددا لأغادرها..

تحت ظلال الياسمينOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz