الفصل السابع

913 52 37
                                    

وبين كل ذلك الصخب..
وجدت سكونا من الجنة في حضرتها!..

**

ضوء خافت منعكس على تلك الصفحة يُبدي ما كُتب عليها من كلمات تروي قصة مميزة لحياة ذلك الشاب فتجعلك بطريقة ما تشاركه كل المشاعر..
رواية باسم ערבים רוקדים / Aravim Rokdim "عرب راقصون" للكاتب سيْد قَشوَع، كنت أقرأها وأنا مستلقية على سريري عساي أسد بها منبع سيل الأفكار تلك التي أبت أن تتوقف عن القفز بين وهم الماضي والمستقبل متناسية اللحظة..

توقفت قليلا عند إحدى الجمل بعد أن كررتها عدة مرات لعدم تركيزي، وضعت الكتاب على صدري وأغمضت عيناي قليلا لأجدها تجوب عقلي من جديد..
- كان يجب أن أزورها اليوم.. قلت بيني وبين نفسي..

صوت طرق خفيف صادر من باب الغرفة يقطع شرودي لأجيب بصوت خافت بعدما نظرت إليه.. - أدخل..

فتحَتْ الباب على مصرعيه وتقدمت نحوي لأنظر إليها بدهشة!..

- بيان!.. قلت وقفزت من سريري مسرعة بإغلاق الباب خشية أن يراها أحد..

- كيف اجيتي لهون؟..

- مش مهم!.. بس بدي منك شي إيف..

- شو!..

- إيف!..

- لك شو!!.. صرخت بغضب لأسمعها تقول.. - لماذا تتحدثين بالعربية، ثم من هذه.. الدكتورة ياسمين!..

فتحت عيناي بهلع لأكتشف بأن بيان لم تكن سوى حلم عابر في غفوة لم تتجاوز الربع ساعة ربما!..
شيء من أضغاث أحلام لعينة..
وكانت أختي رونيت هي من تناديني..

أغلقت الكتاب الملقى على صدري ووضعته على السرير لتنظر إليه بشيء من الشك لعنوانه..
أخذت البطاقة من يدها وأجبتها.. - طبيبة نفسية..

- وألم تجدي غيرها؟.. سألتني مشككة بالأمر ثم أردفت.. - ثم ما بك أيتها الحمقاء حتى تزوري طبيبة نفسية، هل جننتي؟..

نهضت من مكاني وأخذت أرتدي قميصي مجيبة.. - أظن أنك أصبحت تنسين أنني أختك الكبرى أولا، وثانيا لا شأن لك بهذا الأمر..

- ومن قال أنني أهتم أصلا.. المهم لقد جاءت دافنا وأمها.. وتود رؤيتك.. قالت بعجرفة..

- من أخبرهما أنني هنا، تبا لكم!..

- لقد جاءتا لتزورا أمي وبطبيعة الحال سيعلمان بأنك هنا لأنها مريضة!..

- حسنا أنا آتية..

أومأت برأسها وخرجت لتغلق الباب..
- تبا.. لقد شكت بي.. أتمنى أن لا تخبر أبي عن البطاقة.. قلت بيني وبين نفسي ثم أخذت البطاقة ووضعتها داخل الكتاب لأعيد هذا الأخير إلى المكتبة..

تحت ظلال الياسمينDonde viven las historias. Descúbrelo ahora