الفصل الثامن

1.3K 57 22
                                    

- من أنت؟..
- أنا ما بين حروفي..

**

صوت حفيف الشجرة، نباح الكلب، وصوتها الهادئ وهي تغني..
لحظات كخشوع في الصلاة، أو تلاوة كتاب مقدس..
موسيقى مفضلة..
أو رائحة تحتضن الروح..
شيء لم أعشه إلا هنا..
شيء من السحر!..

نهضت من مكاني وخرجت نحو الفناء أسير بهدوء مستنشقة عطر الياسمين ذاك الذي كانت تحمله ذرات النسيم البارد..
نظرت عبر نافذة المطبخ الصغيرة لأجدها منغمسة في الطبخ والغناء..
ابتسمت وأنا أتأمل تلك الملامح الساحرة..
شفتاها الصغيرتان قليلا، أنفها المتوسط، عيناها الواسعتان اللتان تكللهما رموش طويلة وحاجبان بسمك متوسط يميل بعض شعرهما للأعلى عند الأطرف، أحدهما حاد أكثر من الثاني مما يجعلها تتميز بتلك النظرة الكفيلة بلقاء مصادفة فقط لجعلي أقع للمرة الألف في حبها من جديد.. والأهم هو تلك التسريحة العشوائية لشعرها اللولبي حيث قامت برفعه سريعا على شكل كعكة بينما بقيت بعض الخصلات القصيرة تتدلى على طرفي وجهها وبعض آخر على جبهتها..

تفاصيل صغيرة لكنها تخبئ بين ثناياها الكثير!..

اقتربت من باب المطبخ حاملة سيمبا بين يداي وما إن انتبهت لوجودنا حتى رفعت رأسها بابتسامة مخاطبة إياي.. - صرتو أصدقاء هسا؟..

ضحكت وأجبتها.. - حكيتلك ما بخافن..

- ممم خليني أعمل حالي صدقتك.. قالت بابتسامة ساخرة وبدأت بوضع الأطباق التي جهزتها على الطاولة ثم أردفت.. - يلا اتركيه لسيمبا وغسلي ايديكي لنتعشى.. الحمام من هان.. أشارت برأسها على مكانه..

- ماشي يلا جاية..

وضعت سيمبا في فناء المنزل واتجهت إلى الحمام كي أغسل يدي..
نظرت للمرآة المعلقة فوق المغسل لألمح وجهي الذي كان يبدو مختلفا ولأول مرة منذ سنين..
تبا دقائق قليلة كانت كفيلة بتغييري مئة وثمانون درجة!..
أي سحر وردي ألقته علي هذه الفتاة!..
ابتسمت وأنا أتذكر ملامحها وصوتها وهي تغني لأعض على شفتاي وأقول.. - لن أنكر أن شعور الحب جميل!..

عدلت وقفتي ثم وضعت يدي على ذقني ورحت ألامسه بأصابعي محدثة نفسي في المرآة.. - حسنا إيف لا داعي لهذه الإبتسامة البلهاء ستُفضحين هكذا..

عدلت شعري وأدخلت يدي داخل جيبي لأعود إلى المطبخ فأجدها قد حضرت الطاولة لتضع أخيرا بعض العصير وتجلس مقابلة إياي..

- نيالك بدكي تاكلي مقلوبتي اللذيذة.. قالت لأنفجر ضاحكة وأجيبها.. - ايش هالثقة.. استني طيب أذوقها واحكيلك إذا طيبة..

- ما بتحتاج تقييم.. أجابتني وهي تنظر لي بابتسامة خبيثة..

تناولت أول ملعقة وقلت بوجه بارد.. - ممم..

تحت ظلال الياسمينWhere stories live. Discover now