الفصل السادس

761 51 15
                                    

أجمل ما في الصدفة، أنها خالية من الإنتظار..
-محمود درويش-

**

~ ياسمين..
صوت طرق خفيف يدق الباب بينما كنت جالسة على ركبتاي أبحث عن أحد الملفات في الدرج السفلي للمكتب..
يُفتح الباب ليبادرني صوت أنثوي هادئ.. - أهلين..

- أهلين.. تفضلي آنسة واعذريني لحظة بس.. قلت وتركتها تنتظر بينما أكملت بحثي لأجده بعد ثوانٍ قليلة..

أخرجت الملف ونهضت من مكاني معتذرة من جديد.. - بعتذر منك ك..
لكنني ما إن رأيتها حتى ابتلعت كلماتي بدهشة..
كانت هي ذاتها تلك الفتاة اليهودية!..

- هي أنتِي!.. خرجت كلماتي بتلقائية لأراها تنظر لي باستغراب هي الأخرى دون رد..

عدة أسئلة تدفقت في عقلي بمجرد وقوع عيناي عليها..
من هذه الفتاة؟..
وماهذه اللقاءات الغريبة التي تجمعني بها!..
كيف تعرف اسمي؟..
وكيف عرفت مكان العيادة؟..
بل لما أتت أصلا!..
أيعقل أن تكون قد تبعتني هذا الصباح!!..

وضعت الملف على الطاولة ثم نظرت نحو المظلة وقلت بعجرفة.. - اجيتي عشان تاخديا!.. حكيتلك من الأول ما بدي ياها!..

- لا.. لا ما اجيت عشان آخذها طبعا!.. قالت وهي تلوح بيدها نفيا..

- ها.. ايش جابك لكان؟.. وبعدين شو عرفك أني بشتغل هان؟.. انتي قاعدة بتراقبيني شي!.. لا استني.. من وين عرفتي اسمي أصلا؟.. مين أنتي!.. انهلت عليها بالأسئلة صارخة بعدما فقدت السيطرة على غضبي لتتجمد واقفة في مكانها مناظرة إياي باستغراب..

- لحستي مخي.. كل هيدول أسئلة!.. قالت وضحكت فجأة  بسخرية لتشتعل نيران غضبي أكثر.. - بدي أفهم ليه قاعدة بتلاحقيني!..

- مش عم لاحقك..

- ولكان؟.. شو بدي أفهم من هالحركة؟!..

تنهدت بملل وهي تغلغل أصابعها داخل شعرها معيدة إياه للوراء.. - أوك معلش تهدي وتخليني وضح الأمر؟..

- احكي!..

- أولا أنا هي صديقة بيسان الي حكتلك عنها.. يعني اجيت لهون عشان جلسات العلاج النفسي وما كنت بعرف أنك أنتي صديقتها.. ثانيا ما اجيت عشان آخذ الشمسية، وثالثا عرفت اسمك من الهوية، مش عارفة.. شكلك مش متذكرة بس قبل شي ثلاث سنين هيك التقينا مرة.. كنت وقتها بشتغل بالجيش وكانو محاصرين عقبة السرايا وانتي رجعتي متأخرة..

توقفت لوهلة أناظرها بدهشة!..
إذا لم أخطأ حين شعرت بأنني رأيتها قبل هذه المرة!..
لقد كانت هي نفسها تلك الفتاة التي قامت بتفتيشي في ذاك اليوم اللعين تبا!..

تحت ظلال الياسمينWhere stories live. Discover now