44 (الأخير)

768 18 19
                                    

،

الجزء الرابـع والأربعـون

والأخيـر

لم تنم.. بالطبع.. محال أن تنامَ بهذا الحال.. زوجها بعيد وحزين بالغالب

وطفليها الاثنين معه.. بعيدًا عنها لأول مرة

فمنذ استيقظت من نومها الطويل، لم يمضِ عليها يوم إلا وهم بمحاذاتها

ولو لا خوفها عليهم، من نفسها وهي نائمة.. لما وضعتهم يومًا في سرير منفصل عنها

كانت دموعها تنزل بشكل لا إرادي.. تشعر بالخذلان

كان حب قرواش ووفائه لها.. جدارها الصلب، والذي تعودت الاتكاء عليه بارتياح

ومجرّد شعورها بالتهديد فيه.. يفزع الأمان ويُذهبه من قلبها

لا تريد أن تقسو عليه.. فهي تتخيل مدى صعوبة رفض أي رجلٍ، عرض كهذا

أن تأتي امرأة، وتطلب مساعدته، خصوصًا إن لطّفت مظهرها ونبشت حميّته قليلًا

كونها أرملة ولديها ابن

ولكن الأمر صعبٌ عليها وعلى مشاعرها كامرأة

هل قلَّ الرجال؟ أم انقرضوا في البلاد.. لتأتي وتطلب من زوجها هي الزواج

أليس هنالك أي أعزب، أرملٍ أو مطلّق قد يرغب بها؟ خصوصًا كونها طبيبة محترمة وذات سمعة طيبة

تشعر بدوارٍ شديد من قسوة الهواجيس التي تراودها

ماذا لو لم يستطع الرفض؟ ماذا لو أغوته؟

كيف سيكون الوضع مع زوجة أخرى هو مكلّف بالعدل ما بينهما؟

ثم تتعوذ من الشيطان.. وتعزّي ما بها إلى وساويس الشيطان، وهرمونات الحمل

بكل حال.. إن كانت قد استندت على حبه بارتياح من قبل.. عليها أن تشدّه وتتمسك به أكثر الآن

مُحال أن تترك زوجها.. محال

خصوصًا وهي تعلم بمدى حبّه لها.. ومدى صلاحه واستقامته.. ولا تزكّي على الله أحدًا

مسحت دموعها وأمسكت بهاتفها.. هي متأكدة بأنه لن يستطيع الاعتناء بالطفلين لوحده، وغالبًا سيستعين بحياب

تريد الاطمئنان عليهم، ولكنها خجلة من الذهاب إليه في جناح أخيها

فكّرت بالحل الآخر.. أن تتصل به أو تكلمه.. ولكنّها غيرت رأيها فجأة

ستتركه اليوم يراجع نفسه.. أو يعود بنفسه إليها

عليه أن يشعر بمدى خطئه.. صحيح بأن الطبيبة هي من بدأت الأمر، ولكن كان عليه قطع الوصل هذا من جذوره.. بدلًا من المجاملات هذه

اتصلت بصغيرة.. النائمة

سوادة: الو.. صغور راقدة؟

صغيرة: هاه

على وطايا الخيلWhere stories live. Discover now