43

451 15 4
                                    

،

الجزء الثالث والأربعون

كانت في حالة هيجان تامّة.. كانت مرتابةً من البداية.. وما أن شاهدت لوحة المستشفى حتى بدأت الصراخ.. البكاء.. الضرب.. تحاول التمنّع والرفض بأي طريقة

وهو محتارٌ في أمره.. يشعر بأنه قد وقع في ورطة كبيرة.. وكأن ريّان أصبحت طفلة في السادسة.. لا يستطيع حتى إجبارها على الدخول أمام الناس بهذه الطريقة

حاول تهدأتها بكل طريقة يعرفها.. بالنصح، بالزجر، بالتحذير، بالتخويف.. ولكنها لم تستجب لأي منهم

بل كانت تصرخ وسط دموعها بطريقة قطّعت أوتار قلبه: ماااابدي.. مو كيفك.. مابدي.. يالظالم.. يالظاااالم

مو كيفك.. أمي قالت إني في أمانتك.. حد يعامل أمانته هيك

أمسك بوجهها.. بتوجّع شديد عليها: حبيبي عشانج.. والله عشان مصلحتج

أبعدت يديه بعنف وهي تصرخ: مو ع كيفك تحدد شو مصلحتي أنا مو بيبي عندك

غديّر: محد قال إنج بيبي.. بس أنتي معاندة بدون سبب حبيبي.. عشاني انزين

مالي خاطر عندج؟ عشاني بس افحصي وعقب سوي اللي تبينه

كانت ستتحدث.. ولكنها لم تستطع بسبب الشعور البغيض الذي يساورها

الطعم اللاذع في لسانها.. والذي تجرّح بفعل مسحها المتكرر له

بحثت عن المحارم الورقية ومسحت لسانها وهي تبكي بمرارة.. من سوء الشعور.. ورغبتها القوية بالتخلص منه.. ولكنها عاجزة تمامًا

زادت شهقاتها وهي تغطي وجهها وتبكي باندفاع شديد.. وغديّر يشاهدها بقلة حيلة

قال بكذب.. بمحاولة أخيرة لإقناعها: حبيبي أبغيهم يفحصونج بس.. فحص دم

لأني زايغ (خايف) عليج.. حرارتج ترتفع في الليل

يمكن فيج التهاب أو شي ونحن ما ندري

حبيبي دخيلج.. والله مب مستعد أخسرج بسبة إهمال.. "ثم غيّر كلمته تجنّبًا لأي تصادم آخر" إهمالـي

مسحت دموعها وأنفها وهي تراه بزعل: كذاب.. متى ارتفعت حرارتي؟

غديّر مستمر بالكذب: كل يوم.. تقومين معرقة وتهاذين

حتى اليوم سويتيها.. ما تذكرين؟

صمتت وكأنها تحاول التذكر

قالت بتكذيب: مستحيل! ما اتذكر شي

غديّر: لأنج ما تكونين في وعيج.. الحرارة وايد قوية وتهاذين.. خلينا نفحصج حبيبي أحسن

لا سمح الله يمكن فيج شي.. ترا الحرارة خطيرة تودي في ستين داهية

الحمدلله أنتي على طول تقوميني وانتبه عليج، أخاف يمر يوم وما انتبه

شو بسوي وقتها إذا استوا بج شي؟

على وطايا الخيلWhere stories live. Discover now