11

470 11 2
                                    


الجزء الحادي عشرة

وطايا صغيْرة.. الجديدة

.

،

.

في المملكة المتحدة

كانت فيلا بوالخيول عامرة بأهلها.. بعد انقطاع طويل

كانت الفيلا ضخمة جدًّا.. عبارة عن قصر قديم اشتراه أحد أجدادهم وتم ترميمه بما يناسب السكّان الجدد

قُسّمت الفيلا على شكل أقسام داخلية.. وتم تخصيص قسم لكل عائلة.. وفيلا خارجية منفصلة للشبّان العزّاب

الخدم يملؤون المكان.. التحضيرات على قدم وساق.. فإن أهل المنزل قد عادوا!

تجمعن النساء في قسم أم سلطان

كان هذا آخر يوم لصغيْرة وهي عزباء.. كانت وكأنها ملكة في مكانها.. كل النساء حولها يعملن وكأنهن خلية نحل

ففي عُرف بوالخيول.. كل الخلافات تُنسى في الأعراس.. ويتحدن النساء لأجل مهمة واحدة.. وهي تجهيز العروس

هذه ترتيب الحقائب.. وهذه تبخر الملابس.. وكل واحدة لها مهمة

كانت أم غديّر تغلق علب المخمّرية (مزيج عطري) وتدهن ما تبقى في شعر صغيْرة.. تقرأ ماتيسر من القرآن وتنفث عليها، تحصنها

كانت في نفس الوقت تنصحها وتعلّمها عن أساليب التعامل مع الزوج

الجدة: الا وين المعرس؟ ماشوفه ياني يسلم.. ولا بعده منزوي في شقة غديّر تقول "كأنه" غراب؟

أم حياب لم يعجبها الكلام عن ابنها: لا فديته يانا هني بس أنتي انشغلتي فوق.. هو حليله بعده على كرسي مايروم يتحرك وايد

الجدة: ماعليه.. قوليله يبات هني.. إن شرد بزواله (تهديد بالزوال)

التفتت على أم سلطان: أم سلطان أنتي بعد خبري سلطان يبات هني.. أبا عيال بوالخيول كلهم هني.. مخلين البيت خلي (خالي) طول الوقت مب زين!

هزت أم سلطان راسها: ان شاءالله عموه بخبره

الجدة وهي تنظر إلى صغيْرة: أبغي الكل هني يشاركنا الحفلة.. بنفرح بالغالية بنت الغوالي.. وسميّة يدتها (جدتها)

يعلنا ما نخلى منها ولا من بسمتها العذبة

ابتسمت صغيرة بحب لهذه الجدة التي لطالما امتد حنانها إليهم

الجميع كان يقول بأنها متحيّزة لجانب ابناء محمد أكثر من غيرهم.. ولكن الواقع أنهم هم اللذين يحبونها ويخدمونها حتى بأعينهم.. ووالدتهم كذلك

لم تُبعدهم عنها يومًا.. لا بالكلام ولا بالأفعال بل كانت دائمًا ما تُقرّبهم من هذه الحنونة

وكل ذلك أدّى إلى تكوّن هذه العلاقة المميزة

.

،

على وطايا الخيلWhere stories live. Discover now