23

429 12 3
                                    

.


الجزء الثالث والعشرين




كانت مستلقية على فراشها ترتّب شعرها وهي تستعد للنوم
كانت ستغلق الاضواء لو لا أنه فتح باب غرفتها بدون استئذان

رفعت حاجبها وهي تنظر إليه: أشوف عيبتك السالفة تدخل حجرتي كل يوم لا هود ولا هدا (كناية عن عدم الاستئذان)

قالتها بمرح.. لم يُقابل سوى الجمود من قبله



رمى هاتفه عليها بهدوء قاتل.. يخالف طبيعته مؤخرًا.. قال: صدق هالكلام؟


شاهدته بتوتر.. لا تعلم ما خطبه.. ولكنّه ليس طبيعيًّا
لا تعلم ما يحويه هاتفه، ولكنها بالطبع مصيبة
لا إراديًّا تذكرت ليلة زفافهم.. كان هذا الوجه هو نفسه ذاك الوجه
مدت أصابعها إلى الهاتف تمسكه ببطء وتوتر شديد


تبادت على وجهها ملامح الصدمة.. كان موقفها مع صبحة كاملًا.. مع نواقص من هنا، وبهارات ودراما من هناك.. وكأن الأمر يحتاج ذلك

رفعت عيونها له بخوف

علّق عيونه بعيونها لبرهة من الزمن.. ثم أخذ هاتفه وخرج


لحقت به بارتياع: حياااب.. تعال.. هذي چذابة والله.. اسمعني.. هي اللي استفزتني أنا ما اقصد هالكلام


حياب: قلتيه ولا لا؟


قالت باندفاع: أنت قلت ما ندخل حد بيننا



شافها بنفس الهدوء ونفس النظرة: صح إني كنت خايس وياج.. وما كنت أبغيج.. بس عمري ما تكلمت عنج بهالأسلوب جدام حد.. حتى أمي

قال وهو يبتلع غصته، ويغصب حروفه على الخروج وبخيبة كبيرة: أنا تقولين عني طز فيه وما أباه؟ أنا تفرّيني عليها وتقولين اشبعي به؟ أنا يا صغيرة؟ أنا؟



قالت بصوت ضعيف ومحاولة أخيرة للتبرير: دوم تقوللي طز فيج لا تنكر



صرخ في وجهها: أقولها في ويهج.. أقولها مزح.. عمري ما سرت عند حد وقلت هالكلام.. لا تحورين المواضيع وتجلبينها علي
انا اللي انغصبت عليج، انا اللي ذلفت اخر الدنيا عشان اشرد عنج لكنج لحقتيني مثل العظمة في البلعوم
تحملت غبائج وتحملت سخافتج ودلعج ومصاختج قلت بعدل حياتنا بكمل وياها.. وآخر شي تطلعين تمشين بين الناس تشهرين فيني وتتكلمين عني وأنا مادري وهنيه تستغفليني.. تشوفيني احاول اراضيج واخطط كيف اسعدج؟ أنا تسوين فيني جذي يا صغور؟


صغيرة بقهر: والله عاد انا ماضربتك على ايدك وقلت تحملني.. يوم قلتلي مابغيج قلتلك برايك.. لا تيلس تتمنن علي
مب مهم وايد فحياتي.. لا تتحراني ميتة عليك تيلس تجرّح فيني وبقول لا حيااب دخيلك حبني.. لا يا بابا اذا انته ماتبغيني غيرك يباني ويتمنى اوافق عليه


شعر بغضب شديد.. وكأن الشياطين كلها تتراقص أمامه مع كلمتها
صرخ عليها: تهبين يالكلبة


فزعت من صرخته: لا تسب ترا مثل ما تسبني انا بعد اروم اسبك

سحبها إلى المرآة بعنف: شوفي عمرج.. شوفي شكلج وشوفيني.. انتي شووو جدامي
انتي ولاشيء.. منو يباج؟؟
محد يباج.. اللي يبغيج عشان ابوج مب عشانج انتي
لو ما كنتي بنت محمد حتى انا ما باخذج.. ماتدرين اي طرطور في العايلة بياخذج


صدرت منها ضحكة عالية.. حتى هي صُدمت منها.. لأنها لا تشعر بشيء سوى الرغبة بالبكاء.. وبحرقة
كانت لا تستطيع التوقف عن الضحك.. ودموعها تهطل.. أمسكت ببطنها وهي تضحك وتتمنى لو تستطيع التوقف والبكاء بدلًا عن هذا الضحك
مسحت دموعها وهي تضحك: هههههههههههه انا منو يباني؟ انته اللي منو بيتحملك؟ لا اخلاق ولا اسلوب ولسان قذر زبااالة
أنت أهلك ما يتحملونك.. أمك وأختك وأبوك طول الوقت يذمونك ويسبونك.. محد يطيقك.. إذا كان ناقصني شكل ترا الله عطاك شكل وخذا عنك كل شي


قالت تغيظه، قاصدة ومتعمدة لأنها تعلم مسبقًا بغيرته الجنونية: اصبر علي شوي بس.. بتطلق وبتشوف منو اللي بياخذني.. شيييخك يا حياب


اطبق على رقبتها مباشرة وصرخ بغضب: شو قلتي؟


كانت مخنوقة، وعيونها تصب الدموع صبا: بعد تمد ايدك علي


تركها مباشرة.. أغمض عيونه يحاول السيطرة على غضبه: مستحيل امد ايدي عليج.. قلتلج هالكلام لا تعيدينه لا تقولينه.. ليش تقولينه.. ليش؟


صغيرة بعين قوية، ودامعة: بعيده وانا بنت محمد.. باخذ شيخك يا حياب شييييخك.. وبشوف انته منو بتتحملك


جرحته بقوة.. رغم كل محاولاته للسيطرة على نفسه إلا أنها تُخرج أسوأ ما فيه
قال: محد بياخذج عقبي.. بتتمين معلقة على ذمتي يا صغيرة، وحتى الظهار ما بكفر عنه.. بتتمين مثل ما انتي واللي باخذها فوقج عمتج صبحة
على الاقل زين وشكل ومنطوق
بتخدمينها وتربين عيالها بعد وانتي تضحكين.. واخر الليل اشوفج اتمصخر عليج وانتي تضحكين لي مثل الحمارة


صرخت عليه بقهر.. لا تستطيع الصمود أكثر.. لا تستطيع مجاراته أكثر.. دائمًا يفوز بالحقارة واللسان اللاذع
بكت بصوت عالي: تخسسسي والله تخسي يعلك الموت انته وياها يعلكم ماتتهنون

حياب: لا تدعين عليها

كانت تشهق من البكاء: حقير .. سافل.. اكرهك يا حياب اكرررهك واكره اليوم اللي شفتك فيه .. قصيت علي واوهمتني بس انته حقير وسافل اكرررهك

ابتسم بسخرية: لا تصدقين كل شي تسمعينه.. شوفي بعيونج.. شو بحب فيج؟ غير شعرج بس.. حلو الله حق.. اما غيره ولاشي


كان جسمها الصغير يرتجف.. تشعر بأنها ستسقط في مكانها.. جرت إلى غرفتها وهي تشعر بدمها يفور في العروق.. وعيونها لا تتوقف عن ذرف الدموع.. كانت تشهق وتبكي بصوت عالي

تتخيل صبحة وهي تسمعه وتضحك بشماتة عليها.. تتخيل صبحة وهي تأمرها وهي كالخادمة لديها.. تتخيل شماتة النساء بها

تشعر بقهر شديد لا ينطفئ.. أخذت المقص بجنون وبدأت بقص شعرها من رقبتها وهي تشهق من البكاء.. حسرةً على وجع قلبها.. وحسرة على شعرها


مشت إليه بخطوات سريعة.. ودموعها تتطاير على خدها.. كان واقفًا في نفس المكان.. يبدو سارحًا ويفكر

قال: سمعي صغور


لا تريد سماع شيء كانت تبكي ورمت شعرها في وجهه.. وتناثر ليلها في صالة الجناح


فتح حياب عيونه بفجعة.. يرى تطاير شعرها في كل مكان.. خصلاتها الطويلة والكثيفة غطت الأرض.. وصغيْرة.. بشعر قصير وعشوائي

كان مفجوعًا من المنظر.. ينظر إليها.. وإلى شعرها.. ألجمته شدة الموقف.. ما من كلمة قد تصفه.. ما من حرف قد يجرؤ على الخروف من شفتيه


جلست في مكانها تبكي.. تبكي بحسرة شديدة وهي ترى شعرها الغالي جدًّا على قلبها متفرق ومتناثر لأول مرة
قالت وهي ترجف: قلت الشي الوحيد اللي تحبه فيني شعري صح؟
انا مابغيك تحب اي شي فيني.. حتى الشعر اللي تحبه هااااااه خذه.. مابغيه


لا زال تحت وقع الصدمة.. وهول المنظر
قال: أنتي مينونة؟؟؟؟ شو سويتي! ليش تقصين شعرج!!!


صغيرة صرخت: ما يخصك


يشعر بغضب عارم.. كيف تفعل هذا بنفسها
قال: تعاقبين عمرج ليش.. غبية انتي؟؟؟؟ تقصين شعرج؟ اللي تحبينه؟؟ تقولين عز البنت ودلالها اخر شي چذي تسوين؟؟؟؟ "صرخ" انتي غبية


صغيرة صرخت عليه: ماااالك خص.. اكررررهك.. يالكريه.. يالحيوان.. يالكلب.. الحقير.. اكرهك.. والله ما ايلس عندك.. مالت عليك


يشعر بأن أعصابه تلفت.. ما كل هذا الجنون.. كيف وصلوا إلى هذا المنحنى.. رص على فكه.. الغضب.. أعوذ بالله منك يا شيطان
اقترب منها يحاول السيطرة على أعصابه: صغور.. سمعي.. نحن غلطنا.. ما يسوى الموضوع كل هذا


صغيرة تدزه بعنف: قووووم عني مالك خص فيني.. من اليوم تنسى اسمي مابغيك تقوله حتى على لسانك


تنهد: لا حول ولا قوة الا بالله.. صغور اعقلي شو فيج.. أنا بطلع الحين.. لين نهدى وبرد لج عقب بنتكلم


صغيرة وضعت يديها على اذنها: اسكت.. مابا اسمع صوتك.. اكرهك واكره صوتك اسككت.. مابغي اتكلم وياك


هربت منه.. جرت إلى غرفتها.. التقطت الهاتف وبدأت بالنقر على رقمه.. أتاها صوته: حي الله

صغيرة ببكاء عالي: سلطااان.. تعال خذني.. مابا ايلس عنده خلاص.. تعال خذني

فز سلطان: بسم الله الرحمن الرحيم.. شو ياج صغور؟ فيج شي؟ حياب فيه شي؟

صرخت بغضب: الله ياخذ حياب.. تعال خذني عنه مابغيه

عقد سلطان حواجبه باستغراب: يالله دقايق وبي عندج



كان واقفًا بالقرب من بابها.. يسمعها ويراها.. كان يود ضرب نفسه.. كيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟ لقد تمادى الاثنان.. لقد تماديا كثيرًا


كان سيخرج ليفكر بهدوء ولكنها اتصلت بسلطان.. لم يكن عليها إدخال طرف جديد في الموضوع.. كيف سيقابله الآن؟


لطالما احترمه.. لطالما قدّره.. وبادله سلطان متناسيًا ما عرفه عنه أول زواجه

تنهّد وهو يعود إلى الصالة.. يتمنى لو يستطيع الخروج واستنشاق بعض الهواء.. ولكنه يخشى أن يعود ولا يجدها

لا يريد منها الرحيل.. خصوصًا في هذه المرحلة.. زواجهم من الأساس كان صعبًا وحسّاسًا.. تعبت كثيرًا لأجله.. ويقدّر لها كل ذلك
ولذلك لا يريد أن يخسرها.. بغض النظر عن كل شيء قالته.. سيحاسبها عليه نعم.. ولكنه لا يريد أن يخسرها

تنهد وهو يقول: الله يغربلج يا صبحة




.
،




شاهدته وهو ينهض من الفراش بسرعة

وديمة: بسم الله شو فيك؟ شي بلاها صغور؟

سلطان: مادري.. شكلهم متضاربين.. بسير أشوف شو فيهم

عقدت حواجبها وكأنها تقول.. وشو المشكلة إذا تضاربوا؟


قال: شكله موضوع كبير.. ماعليه حبيبي بتعبج شوي.. بس رتبيلها الحجرة الثانية افرشيلها فراش يمكن تبات عندنا


وديمة: خيبة لهالدرجة؟

سلطان: والله مادري.. بحاول أشوف شو الموضوع بس انتي رتبي لها المكان احتياط.. يالله يزاج الله خير




،





الآن يرى سلطان أمامه.. جالسًا بصمت شديد.. ولا يعلم بمَ يُفكر.. لا يستطيع قراءة أي شيء على وجهه
يتذكّر ملامح الفجعة على وجهه حين رأى شعر صغيْرة يغطي الأرض.. وبرر له الأمر بأنها من قصّته بغضب


كان سلطان يستمع إلى صغيرة الباكية والتي تشتم حياب بلا أي حدود.. كانت تنزلق الشتائم من فمها وكأنها تربّت عليها
ابتسم بسخرية.. تعلّمتها كلها منه.. يعلم بذلك.. كانت صغيرة طفلة مؤدبة وهو من أفسدها


مسحت دموعها برجاء: اليوم بس خلني عندك.. بتصل بأبويه وهو بياخذني من هني

فتح عيونه بصدمة.. إذًا لن يقف الموضوع على سلطان وحسب
حياب: صغيرة اذكري الله.. ما له داعي تدخلين خالي وتكبرين الموضوع زيادة.. بنتفاهم نحن


صرخت: قلتلك لا تيب اسمي علي لسانك


سلطان زجرها: بنت.. خلاص.. من الصبح تغلطين على الريال وهو ساكت


صغيرة: هي ساكت جدامك بس.. ما تعرفه هذا كيف شيطان.. شيطااااان هذا مب انسان.. انا مابغيه ما ابغي اشوف حتى ويهه


تنهد سلطان: لا حول ولا قوة الا بالله


قال وهو خائف من فقدانها: بو مايد خلها عندي.. ماتسوى تطلع من بيتها.. ما بتنحل


صرخت عليه: ماااالك خص.. قلتلك مالك خص فيني.. مستحيل أيلس عندك ولا دقيقة


قال سلطان: صغور اسمعي من ريلج.. صدقه عمره الفراق ما يحل المشاكل.. يلسي في حجرتج واقفلي على عمرج ويوم تشبعين اطلعي واسمعي منه يمكن عنده شي يقوله ويقنعج.. وانا موجود وتلفوني مفتوح اي وقت تبيني اتصلي وبييج


صغيرة بحدة: مابغي اسمع منه ولا شي زيادة
كل يوم اسمع منه ولا يقول كلمة زينة.. مابغي ايلس عنده مول.. اذا ما تبا تشلني عادي بسير ايلس عند ام حسام لين ايي ابوي ياخذني


تنهد سلطان: لا حول ولا قوة الا بالله.. شو هالرمسة بعد بيلس عند أم حسام.. يالله تعالي.. تبين اساعدج في شي؟


صغيرة كانت تشهق شهقات خفيفة: مجهزة كل اغراضي


نهض سلطان: وين حاطة أغراضج؟ يالله توكلنا على الله



رآها وهي ترحل بكل بساطة أمامه.. وهو مكتوف اليدين.. لم تأخذ الكثير.. حقيبة كبيرة وأخرى صغيرة


شعر بوجع في قلبه.. تألم لرؤية هذا الوجه البشع، والمتوجّع جدًا من صغيرة.. وأنه هو السبب الأساسي في كل ذلك

مشى خلفهم إلى أن وصلوا إلى سيارة سلطان.. ركبت وأغلقت الباب بقوة.. وكأنها تُثبت له غضبها

ابتسم رغم ألمه.. طفلة!


كان يستمع إلى سلطان الذي يخبره بأنه سيبقيها عنده بضعة أيام لعلها تهدأ وينصحه بالتريّث والتعقل.. لم يكن يستمع إلى شيء بالفعل
كان يفكر فيها.. هل رحيلها هذا هو النهاية؟
هل يمكن بأن يكون بالفعل لا يُطاق؟ ولا يستطيع أحد تحمّله؟
هل يمكن أن تكون هي أسعد بعيدًا عنه؟

كان يراها والحيرة والوجع يغلّفانه تمامًا.. يحبها.. يريدها.. ولكنّه ضائع.. تائه.. لم تمر سوى ثوانٍ منذ أن غابت.. ولكن.. لم يشعر بكل هذا الفراغ؟




عاد إلى قسمه.. كان المكان صامتًا تمامًا.. وكأنها "بسم الله عليها" توفّيت

شعرها لا زال على الأرض.. أكوابها الكرتونية معلّقة في المطبخ.. ولكن غرفتها خالية تمامًا
دخل إلى الحمام.. لا يوجد شيء.. ابتسم وهو يفكّر متى استطاعت جمع كل ذلك؟

فتح الخزانة.. وهو يتوقع الفراغ.. والصدمة بأنها كانت ممتلئة تمامًا.. كلها ملابس جديدة.. زهاب عروس


يبدو بأنها لم تأخذ سوى ملابسها اليومية.. وكأنها تود، وعن سابق إصرار وترصّد.. حرمانه من ذكرياتها

حرّك يده داخل الخزانة.. مخاوير.. فساتين.. قمصان نوم.. كان يحرّك عينيه على كل شيء وهو يتخيل بأنها قد اشترت كل هذا لأجله


شعر بالعذاب.. أسواط من العذاب على قلبه.. عقله يعمل بطريقة سريعة ومؤلمة

محالٌ أن يستطيع النوم هكذا.. خرج من القسم مرة أخرى.. متوجّهًا إلى اسطبل الخيول الصغير في الفيلا


لطالما كان الخيل مؤنسًا.. مُذهبًا للحزن
هذه عادته منذ صغره.. إن ضاقت يتجه للاسطبل ويركب الخيل.. فيعود كل شيء كما كان.. أو على الاقل يضمد جرحه ويخف النزيف قليلًا

لبس خوذة مخصصة للرحلات الليلية.. بها إنارة
وركب على خيلها المفضل "طوكيو".. واتجه بعيدًا


شعر بعد فترة بألم فضيع في ظهره.. عزّاه لانقطاعه عن الخيل فترة بعد العملية.. لابد بأنها قلة لياقة.. حاول إكمال دربه ولكنه لم يستطع.. فعاد أدراجه

لا بأس.. يبدو بأن لا مهرب من الألم اليوم.. سيعود إلى غرفتها.. حيث سيُغرق نفسه في رائحتها وليتلذذ بالعذاب هذه المرة

على وطايا الخيلWhere stories live. Discover now