الأنشودة الأولي 1 💗

Start from the beginning
                                    

قادته قدماه رأسًا الي حيث تركه فوجده يستند الي الحائط ورأسه مُلقي إلي الخلف بعد أن جر نفسه الي ركن منزوي الغرفة ليبقي بعيدًا عن أنظار قوات الشرطة التي كان يقف رجالها مع سالم الذي ناظره بنظرة ذات مغزي فتسلل الي داخل الغرفة وقام بجذب يديه المُكبلتين و وضعهما أمامه وهو يصوب سلاحه الكاتم للصوت إلي القيود و قام بإطلاق رصاصة حطمتها ثم جذبه بقوة وهو يتوجه الي النافذة قائلًا بهمس خشن و ملامحه قاسية
" هتخرج من الشباك هتلاقي مروان مستنيك في العربية .. "

التفت يناظره وبداخله لا يعرف كيف يصيغ كلماته فهمس سليم بغضب أرعن
" ولا حرف . و اختفي من قدامي دلوقتي . مش لازم حد يشوفك .. "

طاوعه حازم فهو بالأساس لم يكن يملك ما يقوله و قام بالقفز من النافذة فتوجه سليم إلي الخارج فوجد سالم يقف مع الشرطة بعد أن أتت عربة الاسعاف و اخذت شيرين و معها طارق و همت
و بجانب سالم كان يقف كلًا من احمد الصامت و صفوت المتجهم فاقترب سليم مستفهمًا
" مسكتوه؟"
سالم بقسوة
" للأسف هرب . "

سليم بصدمة
" ازاي يعني ؟ لوحده عرف يهرب ؟"
صاح صفوت بحنق
" كان مرتب كل حاجه . وكان في طيارة مستنياه فحب يلهينا بالرصاص الي ضربه عشان يلحق يهرب ..."

أطلق سليم سبة نابية قبل أن يقول بغضب جحيمي
" أنا همشي يا سالم .. ابقي حصلني .."

التفت صفوت الي سالم قائلًا
" روح معاه .. انا هخلص الدنيا هنا و اجي وراكوا .."
" احمد هنتقابل تاني عشان في حاجات لازم نتكلم فيها .."

هكذا تحدث سالم الي احمد ثم أستأذن من رجال الشرطة وتوجه خلف شقيقه ليستقلوا السيارة ثم انطلق سليم باقصى سرعه يملكها و ما أن وصلوا ابتعدوا عن المكان بمسافة كافية تحدث سالم بصرامة
" اقف علي جنب يا سليم .."

و كأنه كان ينتظر كلمات أخيه فتوقف بغتة وهو يترجل من السيارة صارخًا بملئ فمه
" لييييييه ؟ .. ليييييييه ياربي كدا ليه؟"

كان يركل مقدمة السيارة بقدمه و يوجه لكماته الي جسدها الحديدي فهرول سالم إليه و قام باحتضان كتفيه من الخلف يجذبه بعيدًا و يديه تحكمان تقييد ذلك الوحش الثائر قائلًا بصرامة
" اهدي يا سليم . غضبك دا مش هيحل حاجه .. "

تقاذف الدمع من مقلتيه كما تآزر الوجع بصدره حتي فاض به فأخذ يصرخ دون وعي
" هموووت يا سالم هموووت . ليه بيحصل كدا معايا و معاها ليييه ؟"

سالم محاولًا تهدئته
" ربنا له حكمة يا سليم و انت مؤمن. مينفعش تعترض علي قضاء ربنا ..."

خارت قواه ولم يعد في مقدوره مقاومة قدره فتلاشت أقدامه و سقط بين يدي أخيه الذي لم يتركه يتهاوي ارضًا بل ظل يسنده حتي اتكئ بثقله علي كتفه وهو يقول بقهر
" أنا مش عارف اعمل ايه ؟ افرح عشان اخويا طلع عايش و لا احزن علي ...؟"

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )Where stories live. Discover now