همام بسلامة نية : - اللهم آمين، ولك بالمثل يا ضاكتور، بس بلاها ميمو دي عاد.

منصور ببهوتٍ : - ليا بالمثل؟!
ومن ثم أشرق وجهه وهو يضيف بلكنة أهل الصعيد : - ما فرجتش گتير المهم حد منينا يفارج.

انطلقت السيارة تقطع الطريق إلى الوحدة الصحية بينما ظل منصور يلعن حظه العسر فكلما أعد العدة للخلاص ذهبت كل آماله سدى.
                     ❈-❈-❈
بينما عند فتحية المستشاطة غضباً وتريد رؤية محمد على وجه السرعة، استوقفتها وعد تقول بعقلانية : - ما تهدي يا فتحتح وقولي هديت، وسيبي البت اللي أنتِ قافشة فيها دي تروح تشوف خط الصعيد بدل ما يتويها.

فتحية بعنادٍ : - مش هتمشي من هنا إلا لما الكل يعرف الحقيقة، منك لله يا محمد يا ابن أخويا حطيت راسي في الوحل.

قلبت وعد عينها بمللٍ، تقول : - طب البت ذنبها إيه ده بدل ما نشكرها هاتتسببي لها في مشكلة، سبيها يا فتحية الدنيا ما طارتش.

مسعدة برجاءٍ : - أيوه يا خالة همليني الله لا يسيئك ألا لو عوجت عن إكده الگبير عيغفلجها ع الكل أنتِ ما تعرفيش عيعز عوض كد إيه.

تركت فتحية يد مسعدة على مضضٍ وهي تلعن ابن أخيها الذي تسبب في كل هذه الدراما، فلو أتاها طالباً يد ابنتها ما عزتها عنه، وللآن لا تجد تفسيراً يُعقل لما فعله، بينما أطلقت مسعدة العنان لساقيها، فنادتها وعد تقول : - مسعدة... حصلي همس خلي مصطفى يوصلك في سكته.

أومأت لها مسعدة بالإيجاب ومن ثم استكملت طريقها إلى الأسفل لتلحق بهمس ومصطفى وعقلها يعمل في كل الاتجاهات.
وموقف فتحية وما حدث بالأعلى يشغل جانباً كبيراً من تفكيرها وهي تشعر بالحسرة بعد أن تفهمت لِمَ فعل المدعو محمد كل هذا، فقد ألصق بحاله مصيبةً كبرى فقط ليفوز بمَن يحب، مصيبة في عُرفِهم قد تتسبب في قتله.

وبالرغم من إدانتها لما فعل ولكنها أرادت أن يحبها منصور على نفس النحو لذا عزمت على أن تجعله لها ما دام لا يسعى هو إلى ذلك.

وما زاد من تمسكها بما انتوت هو ما لمسته من حبٍ بين مصطفى وهمس بعد أن صحباها في طريقهما بنفس السيارة التي جاءا بها إلى هنا.

إنها لا تستكثر عليهما ما هما به من سعادة ولكنها مشتاقةً لقطرة، تلك الطفلة اليتيمة التي بداخلها ربت دون احتواء وتريد أن تنال حظها من نعيم الدنيا، وما النعيم بنظرها سوى بقرب هذا الأبله الذي وقعت له.

لمحت مسعدة سيارة الكبير تتوقف أمام الوحدة، فأسرعت تربت بحرجٍ على كتف السائق الذي يقود السيارة ومصطفى جالساً إلى جواره بعد أن ترك المقعد الخلفي للفتاتين على مضضٍ، ولكنه لم يكُف عن مشاكسة همس بنظراته عبر المرآة الجانبية وتبادلهما الحديث الهامس بين الحين والآخر.

مسعدة بشغفٍ للسائق : - واجف إهنه يا خوي الله يخليك.

التفتت إليها همس، تقول بتساؤل وهي تشير إلى لافتة على بعد يتعدى العشرة أمتار من مكان الوحدة الصحية : - بس الوحدة لسه بعيد أوي يا مسعدة، هتمشي كل ده على رجلك.

وعد ريان بقلم أسماء حميدة Where stories live. Discover now