حفلة في باريس

56 3 1
                                    

في عمق الكون الواسع، حيث تتلاقى النجوم بلحن سماوي، تتجلى قصة ليست مجرد مجموعة من الأحداث العادية، بل هي ملحمة تستحق السطور الذهبية في كتب التاريخ. حين أفكر في تأثيري على هذا الكون، يتغنى قلبي بفخر لا يعرف حدوده. .ولدت ملكًا، ولا شيء في هذا العالم كان يستحق أن يلمس بريق تاجي الذهبي.من حقي قول أي حرف كيف ما أريد، ومن سيعترض على ابن سيرافيوس؟


كانت باريس تتنفس بشكلٍ مختلف تمامًا تحت أضواء الشوارع المتلألئة، حيث انصهرت رائحة العصور القديمة مع لمسات الحداثة الساحرة. في قلب المتاهة الحجرية للمونمارتر، تألقت قاعة فاخرة كانت قد أُعيد تأهيلها خصيصًا لاستقبال هذا الحدث الغامض.سُمع صدى أحذية الكعب العالي يتلاشى تدريجياً أمام بوابات القاعة، حيث انتشرت الضحكات المكتومة والحديث بلغة تعانق الأسرار. كان الضيوف يمتطون سيارات فارهة ويتقدمون بثبات إلى الداخل، بينما  وجوههم مختبئة وراء أقنعة فنية تجمع بين الرفاهية والغموض.الأنوار الملونة تتسلل من بين ظلال الستائر الثقيلة، والموسيقى الهادئة تعزف لحنًا مميزًا يتغلغل في أعماق القلوب. كانت الحفلة عبارة عن ساحة مفتوحة لمشاهدة الألعاب الخطيرة، حيث كانت الصفقات المشبوهة والتحالفات الخفية تتكشف بين كؤوس الشمبانيا والسيجار.

وفي هذا الجو المليء بالتناقضات، كان أحدهم يراقص كأسه بمهارة بين أنامله ،وضعه أمامه على طاولة زجاجية لامعة وقد أردف وهو ينزع عنه قناعه:

- بيريوس أيها التعيس ألم توافق بعد؟ يالها من مهزلة

-سيد سيرافيوس أحتاج وقتا للتفكير

- تعلم أنني أكره الانتظار، ولصبري حدود، هذا إن وجد أساسا

- هناك أسباب تمنعني من الموافقة

نظر دانييل نحوه باندهاش مصطنع وقال

- يارجل هل هذا صحيح؟ حسنا سأكون جيدا وأستمع لك..لا يعلم أحد ربما تحصل معجزة ما وأسحر ثم  أقتنع بكلامك

كان الانزعاج واضحا في نبرة الآخر

- سيد دانييل هذه الصفقة لن تعود علي بالنفع بتاتا، شركتي ستكون وسيلة فقط لإيصال شحنة مهربة من المكسيك لا غير، إن تم الإمساك بي فسأقع في مشكلة

صفق الذي أمامه بيديه 

-بيريوس يالك من عبقري، هذا صحيح كيف لم يخطر الأمر ببالي؟ لكن هل تعلم ما خطر ببالي أيضا؟ توجد حشرة هنا لا تؤمن بقوتي وتشك في قدراتي، ترى أي مبيد يناسبها برأيك هممم؟

تدخل أحد حراسه فورعلمه أنها علامات لنهاية سيئة في حق بيريوس، حيث اقترب دون النظر الى عينيه وأردف:

- سيدي أقترح أن نغادر، تستطيع فعل الكثير في قصرك لترويح هذا الملل .

-إيثان ماذا عن مراقصة بعض الجميلات؟ سيكون مسليا أكثر لكن فقط بالنسبة لي، أخشى أن تفقد إحداهن وعيها بمجرد استنشاق رائحتي

كتم ضحكته على نرجسية سيده الصادقة، وسارا معا إلى سيارته وسط الحشد الهائل من الناس، وفي غمرة أنقى أحياء باريس، تتسلل أنفاس الفساد والجريمة إلى قلب الجمال الفرنسي، حيث يسكن من يدير خيوط الجريمة بأناقة وبراعة. يعود هذا الرجل الغامض إلى قصره الفخم في واحدة من أرقى أحياء المدينة، حيث يتلاعب بالأقدار وينسج شبكة من التآمر والسيطرة. يتمتع القصر بطابع فريد من نوعه، حيث يتلألأ الثراء والرفاهية في كل زاوية، ويعكس ذلك تناقضا بارزا بين السطوع الظاهر والظلم الخفي.

على أنغام الليل كان يسدل جفنيه ،وبهدوء داعب خديه،عالما أن كل ما يحدث لا يكون ولن يكون إلا بأمره وإشارته، لم يكن يقلق أو يأخذ أي حبة منوم وما إلى ذلك، ويقدم متعته على صحته لأنه سبق وأن فقد الأمل بذاته، لم يعد يؤمن بوجود المشاعر أو الاهتمام ، فلو كا...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

على أنغام الليل كان يسدل جفنيه ،وبهدوء داعب خديه،عالما أن كل ما يحدث لا يكون ولن يكون إلا بأمره وإشارته، لم يكن يقلق أو يأخذ أي حبة منوم وما إلى ذلك، ويقدم متعته على صحته لأنه سبق وأن فقد الأمل بذاته، لم يعد يؤمن بوجود المشاعر أو الاهتمام ، فلو كانت موجودة بفعل لكان رُزق بها، يرى أنه وُلد ليربي العنف والسادية بين يديه، يفكر كل يوم وكل لحظة بهذا الأمر حتى يأخذه النعاس لعالم أفضل، كما يفعل كثيرون..أو ربما لا؟


٠٠٠


غابة الورودWhere stories live. Discover now