إن الوضع السياسي الجيمانيّ يشهد رسوخاً قوياً ، فقد كان الملك السابق بارعاً في السياسة ، والذي قبل محارباً شديداً ، والوريث الجيمانيّ الحالي قد كان سيفاً وسياسياً ، لذلك أمسك العصا من منتصفها ؛ لكن كأي مملكة فيها طبقة نبلاء ، يحاولون التسلق لكي يفرضوا جبروتهم على العائلة المالكة ، وحينما لم يتمكنوا من الوقوف أمام الرجل الوحيد من العائلة المالكة لجؤوا للتدليس والخيانة والتجارة البشرية والقمار السريّ! ؛ لذلك السبب فيوليت الآن جالسة في عربة قريبة من أحد أماكن التجارة بالبشر السرية التي إكتشفها أليكسيس ، جالسة بصمت منذ نصف ساعة وتتخيل كايا أمامها بغضب ، كايا التي وضعت له مساحيق التجميل والتي تظن بأنه موعد عاطفيّ ! ، وأخيراً بعد طيل إنتظار رأته قادماً صوبها ، كان مازال يتناقش مع الفرسان وبدا أنه ضرب طويلاً فقد كانت أكمامه مرتفعة وقد خرج وهو يعدلها ، فتح باب العربة وبان عليها ، كان نور الشمس يجعله يضيء ، شعرت بتأنيب الضمير من عتابه.- آسف جداً فيولي ، لقد تأخرتُ عليكِ لأني وجدتُ مجموعة من الأوغاد.
بالرغم من حُسن الهيأة واللفظ مازالت فيوليت محتفظة بغضبها ، قالت:
- أود أن اسألكَ سؤالاً هل سبق لأحد أن قال لك بأنك كاذب ؟.
دخل وجلس واضعاً رجلاً على رجل مبتسماً ببلادة وأجاب:
- كلا.
- سحقاً لكلِ من يحاول قول ذلك.
سعل كاتماً ضحكته وأخذ يدها التي كانت تشد على ثوبها من شدة غضبها ، وقال:
- أنتِ غاضبة ، يبدو أنكِ استعددتِ كثيراً وقد أفسدتُ الأمر يا فيوليّ.
وقفت منتفضة خجلة ونزلت من العربة قائلة:
- لم يخبرك أحدٌ بأني استعددت بشكل استثنائي ، ولست غاضبة!.
لحسن حظها بأنها طويلة القامة فلم تتعثر أو ما شابه ، نزل من خلفها وقال:
- صحيح صحيح ...
لكنه توقف عندما رأى ذلك الشخص أمامه ، وفيوليت بينهما ، إنتبهت إليه ، وهو أراد أن يضع أليكسيس في الأمر الواقع تلبية لطلب كريس.
- كيف حالك الآن يا صاح .
تقدم أليكسيس مهرولاً إليه وأخذه من كتفه يحدثه ، لاحظت أنه يتحدث بجدية وإندماج مع شخصٍ يبدو مهماً وقريباً جداً منه ، حاولت تدارك الوضع ، وفهم هويته ، وبدأ ألم رهيب ، كان رجلاً طويلاً ذا ملامح حسنة ومخيفة، شعرٌ ذهبي قصير ، عيونٌ زرق ، مفتول العضلات ، له نظرات مخيفة ، وندبات على وجهه ، وأحد تلك الندبات تتقاطع مع فمه ، من يراه يجزم بأنه مقاتل أو قاتلٌ متسلسل! ، أو منزلة بين المنزلتين ؛ وبعد برهة تعرفت فيوليت عليه ، كانت متأكدة من أنه ذلك الرجل الذي تحدث عنه أليكسيس في حلمها!.
ESTÁS LEYENDO
فِينا!.
Ficción históricaنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.