قضت بقية اليوم رفقته ، أو ربما هو من قضاه رفقتها جالساً في تلك الغرفة يراقبها وتراقبه يعمل لحظة ويشرد ساعة ، كانت الأحداث سريعة الوقع ، بالأمس كانت رؤيته حلماً في ظل كل هذا القلق ، واليوم هو ماثل أمامها!.
جلست بجانبه ،أرادت أن تسأله عن أولئك الأشخاص الذين قرأت عنهم في تلك الورقة ، لكنها خشيت أن تحدث كارثة أخرى ، كانت قد إرتدت فستاناً سمائياً ورفعت شعرها ، ألقت بعينيها إلى ما يعمل عليه ورأت الكثير من التفاصيل ، وإلتفتت إلى جمال خطه وسرحت فيه للحظات ثم فرحت بأنه لا يقرأ أفكارها ، نفضت الفكرة وسألته :
- أحاربت؟.
إلتفت إليها ومازال مستعجباً بالرغم من أنها أخبرته بالأمس أنها علمت ، وأجابها باسماً:
- أجل فعلت.. لا يمكن إخفاء شيء عنكِ أبداً.
- اتأذيت؟.
- كلا ، لكن صديقي فد كسر يده.
- الملك؟ ، لابد أن يكون كبيراً فلمَ يحارب؟.
أجابها مستعجباً:
- ماذا؟ ذاك؟! ، إنه أخرق بل أصغر مني بعامين يا فيولي!... هو من قام بقتل العدو بنفسه فهو محاربٌ شرس ، بل متوحش.
- أعتقد أني فهمتُ لمَ هو صديقك فالوحوش والتنانين سيان.
أحس بالإهانة لكنه عزز قولها قائلاً:
- هناك رابط بالدم بيني وبينه.
فضحكت فيولي في صمت ، والآخر خجل مصدوم .
عندما حل الغروب ، وبدأت الشمس تنزل من كبد السماء ، وقف أليكسيس وخلل أنامله بناصيته البيضاء، أخذ معطفه الذي كان على الأريكة خلفه ، ووضعه على كتفيه ، كان قد كلّ من الجلوس بالرغم من أنه لم يجلس كثيراً وتنقل في الغرفة وهو يطلع على الوثائق ويحادثها ، ناهيك عن أنه خرج معها لغرفة الأكل للغداء ، سألته فيولي:
- ما خطبك؟.
- فِيولِي ، هُناك مكان لطيف أود أن آخذكِ إليه.
- أليكسيس؟!.. الآن؟، أليس لديك ما تقوم به؟.
وللحظة تذكرت والدها يوم طلبت منه والدتها الخروج..
- أوتطرِديننِي؟.
رسمت تعابيراً غاضبة للحظة وأجابت مبررة:
YOU ARE READING
فِينا!.
Historical Fictionنصف الكوابيس تأتي من النفس ، إذن ماذا لو كانت كل تلك المشاكل فينا؟ ، ماذا لو كنا قد صنعنا وشكلنا مشاكل حياتنا بأنفسنا ، ونسينا ثم إنتبهنا لها لنكتشف أنها تقهرنا وتؤرقنا ، ونسينا أننا صانعوها؟.