الفصل السابع والثلاثون !.

13 3 81
                                    

••

في مكتب ولي العهد ، جلست بقربه ، وكانت تتبسم لوقت طويل ، استأنس لذلك وداعبه الفضول ليعلم ما بها ، فسألها :

- ما بكِ يا فيولي؟.

- لقد إكتشفت الكثير من الأمور التي ستكون في صفنا.

وقف ، وقال في إبتسامة اللئام :

- علمتُ بأن تصرفاتكِ تلك كان لها الكثير من الغايات.

- لكن ليف جيدة حقاً!.

توسعت عينيه منزعجاً ثم إلتفت قائلاً:

- إذا أعجبتكِ فلا تحاولي إقناعي بها .

وقفت فيوليت ودنت منه قائلة:

- آسفة ، لا أعلم حتى ما الذي حدث لذا ...

إلتفت باسماً وقال:

- لا عليكِ يا فيولي ، أخبريني بما علمتِ.


تنهدت وقالت:

- الكوابيس .

- ماذا؟!.

- عندما ظهر لها لأول مرة كان في كوابيسها وبعدها قابلها في الواقع.

- أهذا مرتبط بكوابيسك؟!.
جفلت ، كيف له أن يعلم بسرها هذا؟! ، بل ومتى؟ ، سألته:

- ماذا؟! ، كيف علمت؟؟.

- أعلم.

- ولكن كيف؟!.

- لن أخبركِ الآن.

وقفت وقالت:

- ليفرايا ستغادر غداً.

إلتفت إليها وسأل مستغرباً:

- لمَ وقفتِ؟ .

- أود أن أنام أنا متعبة .

تقدم إليها وقال:

- لا ترهقي نفسكِ ، طابت ليلتكِ.

تبسمت بدفء وقالت:

- لا تجعل المشاكل التي تواجهها تطبع في مزاجك ، ستؤذيك يا أليك.

سأل بصوت ملؤه استغراب مصدوماً:
- أليك؟!.

وخرجت ، و قد تلون وجهه الأبيض بالأحمر.

رأت فيما يرى النائم ، ذلك الفتى التي تراه كل يوم ، ولكن اليوم بحلة غريبة ، كان الألم رهيباً كما لو أن رأسها يعتصر ، بدا لها ذلك الفتى الأبيض ، كان بهياً أبيضاً حسن الملامح ، وكانت تشعر بدموعها تنهمر وقلبها يعتصر ، وكانت في الحلم طفلة تتجول رفقة الفتى الأبيض.

- من أنت؟.

- ماذا؟ ، ما بكِ يا فيوليت؟ أنا أليكسيس!.

قال وهو يمضي إلى الأمام ويشدها من يدها ، فسألته مشوشة كما يشوش المرء عندما يحلم:

- إلى أين نذهب؟.

- إلى ابن عمتكِ يا فيوليت .

- عمن تتكلم ؟ ، ابن عمتي؟.

- ليونارد روكو ، هل هناك غيره؟! ، فالملكة هيلين زوجة آرنولد روكو هي شقيقة والدكِ الوحيدة!! .

ولم تنتبه لأي شيء ! ، فتحت عينيها وهي غير قادرة على التمييز بين الحلم والواقع ، بل وتتفقد أليكسيس وأين هو ، رفت رأسها تتفقده ، ونادت:

- أليكسيس..

- فِيولي!.

إلتفتت للجهة الأخرى ، ورأته لكن لم ترى ذلك الطفل بل خطيبها ولي العهد البالغ ! ، بدأت تستوعب قليلاً ، سألها في قلق:

- فيوليت ، أنا لا أعلم ماذا حل بكِ ليجعلكِ تفقدين وعيكِ ولا تستيقظين إلا على غروب الشمس!!.

أجابته مرتعبة مسرعة :
- أنت!!!.

سألها بذات الوتيرة:

- أنا؟!.

- رأيتك في المنام اللية وقلت لي ما لم استطع استيعابه! لقد حدثتني عن ملك روكو ونسبه ، بل وقلت بأنه ابن عمتي!!.

- لا تفكري!!.

ولم تدرك الوضع إلا عندما وجدته يمسك بكتفيها جافلاً ، والدم الأحمر ينسكب من فمها ، وقال مذعوراً:

- أهذا ما حدث؟! ، ولمَ أنا؟.

- لطالما كنت موجوداً ولكن كطفل ، و كل يوم ، كنت تقول لي بأنه "فينا" .

- يكفي يا فيولي ، يكفي أرجوكِ.

- أين ليفرايا؟.

- ذهبت رفقة ريكورديان منذ الصباح.

- أنا حقاً لا أصدق ما حل بي.

وقف متنهداً وقال:

- لا بأس ، إرتاحي الآن ، موعد العشاء إقترب لذا سنلتقي في غرفة الطعام بعد قليل.

- حسناً إذن.

خرج وأرادت الاستعداد ، فرأت مجموعة الأظرف التي على مكتبها ، كانت تراسل فيوليت والأخرى تجيبها ، لقد بدت غريبة في الآونة الأخيرة ، أهذا بسبب بعدها وسفرها ؟ ، فلم تكن في جيمان منذ الوقت الذي كانت فيه فيوليت عزباء!..
لم تحضر خطوبتها ولا أي شيء ، كانت مشغولة في الخارج ولا أحد يعلم متى تعود.


فِينا!.Where stories live. Discover now