الفصل الرابع والأربعون!.

12 2 55
                                    

حلت الساعة الواحدة صباحاً ، ترك أليكسيس أوراقه ومضى إلى جناحه وأخذ حماماً ، وخرج بعد أن إرتدى ثيابه ويضع منشفاً حول عنقه ويمسح شعره ويفكر بعمق ،
وقف أمام تلك المرآة ورأى كم أن ملامحه مشدودة وأن هناك خطٌ أحمر على عرض ظهر يده ، فقال:

- لقد صدمته بحافة المكتب في هذا الصباح!!.

كان جلد المهق يتأثر بأي شيء حرفياً ، لكنه سرعان ما نسى ذلك عندما إنتبه أنه نفس مكان إصابة فيوليت اليوم ، وراح يفكر فيها وكيف أصيبت ، وتذكر تصرفها اليوم وكيف كان من تصرف رائع ، ورسمت إبتسامة على ثغره ، ومن ثم أصبحت وجنته البيضاء بشدة الحمرة وبدت عليه السعادة حقاً .

- يا أيها الجيماني.

سمع الصوت لكنه أخذ سيفه وقفز من النافذة متجاهلاً إياه ، لقد كان هذا الصوت هكذا دائماً حتى أنه لا يتذكر متى ظهر أول مرة!.

وعلى صعيد الذكرى بان له من الظلام كان كهلاً غريب الملامح ذا هالة مقاتل ، بان لذلك الفتى النحيل ذا العشر سنوات ، والفتى يحدجه متوسع البؤبؤ ، دون خوف بل بثقة ويبدو الفتى الأبيض في جوف الظلام كشبح يافع ذا عيون زرق مخيفة ، قال الرجل:

- إن عائلة جيمان الملكية سمرٌ وحنط وأين أنت من هذا يا فتى ، تبدو ككائن مشوه.

إبتسم إبتسامة مرعبة وقال :

- ماذا لو كنتُ مشوهاً؟ ، وكان والدي ساحراً؟ .

- أيموت السحرة؟!.

- عندما ينقلب السحر على الساحر!!...

إلتفت خلفه واستمر وهو يسأل من يختبئ خلفه في الشجيرات:
- أليس كذلك ، غريفين؟!

فخرج ذلك الفارس الثلاثيني ذا الشعر الأسود كحلكة الليل ولوّح بسيفه على عنق الرجل ، ليقول الفتى:

- أحسنت أحسنت ، أعتقد أني سأتعبك حتى تسمح لي الملكة باستخدام السيف .

تبسم الفارس بدفء وبدت تلك الإبتسامة غريبة جداً على عتيد مخيف مثله وقال :

- لا تقل هذا جلالتك ، إنه واجبي.

- يا عم ، نادني باسمي .

- كيف هذا؟.

- أليكسيس .

- لا أعني أني لا أعرفه ولكن أعني أنه لا يجب ذلك.

-أنا لا أمانع وأمي لن تكره ذلك يا عم.

مضى غريفين إلى الأمام وقال:

- حسناً يا أليكسيس لكن علينا الذهاب الآن وإلا قتلتنا جلالتها.

جفل أليكسيس وقال :

- يا إلهي!.

عادوا وكما توقع غريفين كانت الملكة كريستين غاضبة حقاً وبل ألقت خطابات طوال في تلك القاعة الفارغة التي تعرف بقاعة العرش لم يرد عليها أليكسيس البتة ولم يخبرها أحد بذلك الرجل الذي كان يتبع أليكسيس! ، كريستين تبدو حزينة جداً وسريعة الإنفعال وكثيرة القلق ، ملكة أرملة حديثة وليس لديها سوى ابن واحد ، ولا وريث سوى هذا الطفل! ، فأي مسؤولية كانت لديها؟! ، لربما هموم الدنيا كلها! ، غريبة هذي الأنفس البشرية ، عندما نمر بأمرٍ ما نظن بأنه لا مبتلى في الدنيا سوانا ولا أتعس منا ، وكان الإنسان جهولاً.

ولأسباب عدة كانت تفرض عليه الكثير من القوانين وبالرغم من ذلك كان أليكسيس يخرقها ، ومع كل تلك المعامع أنه كبر ليكون رجلاً شديد التنظيم ذا نفسٍ تمتص كل الصدمات!.

بعد طيل حديث تنهدت وقالت :

- أنتَ تعلم بأنه ليس لي سواك فلا تؤذيني بأذاك يا أليكسي .

- ولكن لمَ لا تدعينني أنهي تمرينات السيف؟ ، إنها أفضل حماية لي!.

إقتربت منه وجثت أمامه وقالت:

- عندما كنتُ في الرابعة عشر وكنت أتمرن على السيف ، أشقاني الأمرُ حقاً يا أليكسيس ، فأنا أخشى عليك منها ، فالوقوف تحت الشمس يؤذينا ، وحتى الخدش الذي نصاب به عن طريق الصدفة يجعلنا نتألم لأيام ، لا أريد منك تجرع هذه المرارة ، أنا أكثر من يفهم ما تشعر به فمعاناتنا واحدة.

- أفهم ذلك  ، ولكن ماذا لو صادفني قاتلٌ مثل الرجل الذي قابلته اليوم رفقة غريفين ولكن وحدي؟ ... أيهم سيكون أهون الخدش أم الموت؟.

جفلت وسكتت للحظة و استمر:

- ثم إني وعدت أبي دائماً بأني سأكون فارساً ، ماذا سيقول عندما يعود من سفره ويجدني هكذا؟ .

زمت شفتيها بألم وقالت:

- يا أليكسيس ، هل الرجل حي؟.

- لا.

- أقتله غريفين حقاً؟.

- نعم.

- إن غريفين يتصرف بحكمة هذه الأيام.

فِينا!.Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang